«إعلان قازان».. خريطة للمستقبل

رسم «إعلان قازان» الذي صدر في ختام قمة مجموعة دول «بريكس» ال 16 التي عقدت في روسيا، ملامح خريطة المواجهة الجماعية للتحديات العالمية المشتركة، وقد لعب وفد دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دوراً محورياً في نجاح القمة وصياغة أهدافها وتحديد ملامح العمل المشترك لتحقيق الأهداف التي تخدم البشرية بما يخدم التنمية والسلام على مستوى العالم، وهذا ما أكده سموه في ختام أعمال القمة.
إن أهمية هذه القمة تكمن في أن دولها بعد انضمام خمس دول إليها، هي الإمارات ومصر والسعودية وإيران وإثيوبيا، تمثل 28.3 ترليون دولار من الاقتصاد العالمي، وتضم 45 في المئة من سكان العالم، وهي بذلك باتت تلعب دوراً مهماً على صعيد رسم السياسات الاقتصادية والتنموية والسياسية العالمية، وباتت قادرة على وضع خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقاً واستدامة وتلبي تطلعات الشعوب أكثر عدالة وتوازناً.
ومن هذا المنطلق ركز «إعلان قازان» على النواحي الاقتصادية والتنموية والاستثمارية من خلال تأكيد «ظهور مراكز قوى عالمية جديدة وصنع القرار السياسي والنمو الاقتصادي، ما يساعد في وضع أسس نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وديمقراطية وتوازناً، وأشار البيان إلى أن «التعددية القطبية يمكن أن تسمح للبلدان النامية، وبلدان الأسواق الناشئة بتوسيع فتح إمكاناتها البناءة، وضمان التعاون الشامل والعادل والمنصف والمفيد»، ووفقاً للبيان، تولي القمة اهتماماً خاصاً لقضايا توسيع التسويات المتبادلة بالعملات الوطنية، وإنشاء فئة جديدة هي فئة الدول الشريكة في مجموعة بريكس.
كما اتفقت القمة على تحويل بنك التنمية الجديد إلى بنك تنمية متعدد الأطراف لدول الأسواق الناشئة، ودراسة إنشاء منصة نقل موحدة لضمان الخدمات اللوجستية متعددة الوسائط بين دول المجموعة، والدعوة إلى إصلاح مؤسسات «برايتون وودز» من خلال زيادة مساهمة البلدان النامية في الإقتصاد العالمي، ودعم المبادرة الروسية لإنشاء بورصة حبوب تغطي قطاعات الزراعة الأخرى في المستقبل، والترحيب بإنشاء منصة استثمارية جديدة تستخدم البنية التحتية لبنك التنمية الجديد.
ولأن العالم يواجه تحديات سياسية وأمنية إقليمية وعالمية غير مسبوقة تهدد الأمن والسلام، وتؤثر سلباً في الجهود المبذولة للحد من الحروب والمواجهات، فإن«إعلان قازان» تناول مجمل هذه التحديات والمخاطر، خصوصاً ما يتعلق بالتصعيد الخطر في المنطقة، إذ أكد إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان واستهداف موظفي الأمم المتحدة والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، ودعوة إسرائيل إلى الوقف الفوري لمثل هذه الأعمال، والامتثال للقانون الدولي.
كما جددت دول المجموعة دعمها لقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، في سياق الإلتزام الثابت بحل الدولتين على أساس القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن، ومبادرة السلام العربية التي تنص على إنشاء دولة فلسطين مستقلة وكاملة السيادة على حدود يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
نجحت دولة الإمارات في القيام بدورها الريادي، ونجحت قمة بريكس في تحويل الأهداف إلى قرارات بناءة ترسم الطريق إلى المستقبل.
المصدر: الخليج