إعلان أستانا.. لتغطية صحية شاملة
تعدُّ الصحة أحد أهم عناصر الرفاهية الإنسانية، وفي سعي دائم لتحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز الوصول إليها، شهد عام 2018 إعلان أستانا، وهو إعلان دولي استضافته مدينة أستانا في كازاخستان. يجسد هذا الإعلان التزام الدول المشاركة بتعزيز الصحة العالمية وضمان توفير خدمات الرعاية الصحية للجميع، وذلك من خلال تحسين نظم الرعاية الصحية الأساسية وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات الصحية العالمية.
ويعكس هذا الإعلان تفاني المجتمع الدولي في تحقيق أهداف تنمية مستدامة مرتبطة بالصحة، ويعزز مفهوم الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة.
ألما-آتا وإعلان أستانا:
يعدّ توقيع دول العالم على إعلان أستانا، من أجل أن تكون الرعاية الصحية الأولية للجميع، التزام عالمى جديد فى طريق تحقيق التغطية الصحية الشاملة وذلك بعد أربعين عاما من إعلان الرعاية الصحية الأولية فى ألما-آتا.
فى حين وضع إعلان ألما آتا لعام 1978 أساسا للرعاية الصحية الأولية إلا أن التقدم خلال العقود الأربعة الماضية كان غير متساو حيث يفتقر نصف سكان العالم على الأقل إلى الخدمات الصحية الأساسية بما فى ذلك رعاية الأمراض غير السارية والمعدية وصحة الأمهات والأطفال والصحة العقلية والصحة الجنسية والإنجابية.
إعلان أستانا:
تم تبنّي إعلان أستانا في 25 أكتوبر 2018، ويمثل إلتزامًا قويًا من قبل الحكومات والمجتمع الدولي بتحسين خدمات الرعاية الصحية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة. يركز الإعلان على عدة جوانب رئيسية، منها تعزيز نظم الرعاية الصحية الأساسية وتوسيع الوصول إلى خدمات الصحة الأساسية.
أحد النقاط الرئيسية في إعلان أستانا هو التأكيد على أهمية تعزيز الرعاية الصحية الأولية كأساس لتحقيق الصحة العالمية. يتعهد الإعلان بتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية بجودة عالية وبشكل شامل، مما يساهم في تحسين صحة السكان وتعزيز جودة حياتهم.
كما يبرز الإعلان أهمية بناء نظم صحية قائمة على التمويل المستدام والتحول نحو نهج التغطية الصحية الشاملة. يتعهد الإعلان بتعزيز التعاون الدولي لتحقيق هذه الأهداف، مما يعزز التضامن الدولي ويدفع باتجاه تحقيق الصحة للجميع.
علاوة على ذلك، يركز الإعلان على أهمية تقديم الرعاية الصحية للفئات الضعيفة والمهمشة، مع التركيز على النساء والأطفال وكبار السن. يتعهد الإعلان بتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئات وضمان حقوقهم في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وسلط هذا الإعلان الضوء على أهمية المشاركة المجتمعية والشراكات العامة والخاصة في تعزيز الصحة العالمية، كخطوة نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز الصحة، ولذا يتعهد المجتمع الدولي بضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتوسيع دور المجتمع المدني في تحسين الخدمات الصحية.
كما يلقي الضوء على أهمية تحفيز الابتكار في مجال الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات لتحسين الخدمات الطبية وجعلها أكثر فعالية وفعالية، حيث يعتبر التقدم التكنولوجي والابتكار في مجال الصحة جزءًا حيويًا من الجهود العالمية لتحسين نظم الرعاية الصحية وتوفير حلول مستدامة للتحديات الصحية الراهنة والمستقبلية.
كما أنه قام بتعزيز التعليم الصحي وتشجيع المجتمعات على تبني أسلوب حياة صحي، مما يسهم في الوقاية من الأمراض وتقليل العبء على نظم الرعاية الصحية. يعكس هذا التركيز على التثقيف الصحي رغبة الدول في بناء مجتمعات تتمتع بصحة جيدة وتتبنى عادات حياة صحية.
بهذه الطريقة، يتعدى إعلان أستانا حدود مفهوم الرعاية الصحية النموذجية، مع التركيز على الشراكات والابتكار وتحفيز المجتمعات لتحقيق تحسينات دائمة في مجال الصحة.