رأي

إعلام غربي غير عادل يمقت العرب.

كتب أحمد الدواس في صحيفة السياسة.

أقرأ كثيراً صحفاً أوروبية وأميركية كل يوم، ولم أكن أشعر بأن الغرب يمقت العرب إلا قبل أسبوع.
لقد ابتعدت هذه الصحف عن الحياد والموضوعية، والاعتدال في الطرح، لتتصدر عناوينها عبارات قاسية ومؤلمة عن منطقتنا العربية، خذ من ذلك بعض الأمثلة:
في صبيحة يوم السبت 7 أكتوبر الماضي وبعد هجوم “حماس” على إسرائيل، نشرت صحيفة”ديلي ميل” البريطانية، وبالبنط العريض كلمة “لا تـقـتلني” في صفحتها الأولى.
ونشرت شبكة “سي ان ان” الأميركية في الوقت نفسه خبرا “الفلسطينيون المسلحون يقطعون رؤوس أطفال”، الأمر الذي كان له أثرا كبيرا على الرأي العام العالمي، وإساءة كبيرة للعرب.
مجلة الـ”إيكونوميست”البريطانية اعتبرت “أن الرهائن الإسرائيليين في يد “حماس” يواجهون محنة مرعبة”، متناسية ما يعانيه عشرات آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.
تلك الأصوات الإعلامية لم تلتزم الحياد، وخرجت عن الكتابة بشكل موضوعي.
موقع واحد فقط منصف على الانترنت نشر فيلم فيديو تقول فيه امرأة إسرائيلية، وهي تبكي متأثرة، ربما من حسن المعاملة، ان قوات “حماس” أحسنوا معاملتها هي وطفلها، وتركوهما يذهبان في سبيلهما.
نعود ونضرب أمثلة لما قبل حرب “حماس” ضد إسرائيل، فنجد ان صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية نشرت في يوم 15 أغسطس 2022، بالبنط العريض عنوانا “رغم الوعود، فإن عمليات الإعدام السعودية قد تضاعفت تقريبًا مقارنة بالعام الماضي”، إذ انتقدت الإعدام في السعودية، لقد تركت الكاتبة سارة دعدوش التطور الهائل في السعودية، وانتقدت عقوبة الإعدام فيها، مع ان أميركا تطبق هذه العقوبة بأشكال عدة، اذ هناك عليك أن تختار طريقة إعدامك، غاز، صعق كهربائي.
وكتبت مجلة الـ”ايكونومست” مقالة يوم 28 يوليو 2023 بقلم نيكولاس بيلهام، تحت عنوان “محمد بن سلمان: طاغية في الصحراء”، تحدث فيه كثيرا عن حياة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشكل ملىء بالسلبيات، وسخر من مشروع “نيوم”، بينما هذا المشروع كبير وناجح، ولم يذكر ان الأمير جعل السعودية تتطور بشكل سريع لافت للنظر.
وفي 5 اكتوبر الجاري، أساءت مجلة “فورن بوليس” بشكل بالغ للسعودية، فقد نشرت مقالة تصدرت فيه صورة كتب عليها بالانكليزية “ساحة جمال خاشقجي الذي قتلته الحكومة السعودية”، وأفردت عنوانا للمقالة “أميركا تسمح لحلفائها بالإفلات من جرائم القتل”.
مواطن أميركي كتب تعليقا منصفا لهذه المقالة عن السعودية، فقال: “للأسف، لدينا أشخاص في هذه المجلة يتذمرون من مقتل خاشقجي لسنوات حتى الآن، إنه موقف غير مسؤول على الإطلاق، لا أحد يتذكر قتل أوباما لمواطنين أميركيين من خلال ضربات الطائرات بدون طيار، ولم يذكر أحد أننا عملنا مع ستالين، وهو إنسان شرير تمامًا قتل الملايين من شعبه، لأنه كان يدعم مصالحنا الوطنية”، نكتفي بهذه الأمثلة لضيق البراح.
هذه المجلات والصحف عريقة ومشهورة كان الأحرى لها ان تكون محايدة ومنصفة في تحليلاتها فتذكر سجلات إسرائيل المنتهكة لحقوق الإنسان، وما يعانيه ملايين الفلسطينيين لنحو قرن، من قتل وتهجير واستباحة مقدسات واستيلاء على دولة بأكملها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى