أبرزصدى المجتمع

إعادة تأهيل قلعة راشيا..والرابع والعشرين من تشرين الثاني يوماً ثقافياً وطنياً..

دشنت بلدية راشيا درج الاستقلال وإعادة تأهيل قلعة راشيا خلال احتفال أقيم على مدرج القلعة، برعاية وحضور نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية ليلى الصلح حمادة ووزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى وعقيلته، كما حضر عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور وعقيلته، السيدة نورا جنبلاط والسيدة داليا جنبلاط، وتخلله عرض فيلم وثائقي عن تاريخ راشيا وقلعتها.

حضر الحفل النائب شربل مارون، القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، الشيخ ابراهيم الحسين ممثلا مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، الاكسيرخوس ادوار شحاذي، الأب ابراهيم سعد، مستشار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ فريد ابو ابراهيم، اعضاء المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال والنقابي علي فايق والمهندس مروان شروف، قائمقام راشيا نبيل المصري، العميد وسام الحاج، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، وكيل داخلية التقدمي في البقاع الجنوبي عارف أبو منصور، وفي البقاع الغربي كمال حندوس، منسق هيئة راشيا في تيار المردة موسى زغيب، مسؤول الحزب الديمقراطي اللبناني في راشيا جمال برقشة.

كما حضر رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي ونائبه المهندس جو سعد، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، رئيس فرع البقاع في تعاونية موظفي الدولة نزيه حمود،  المحامون جورج عبود جهاد الزرزور، غابي معلولي وانطوان معلولي.

استهل اللقاء بتدشين درج الاستقلال الذي تحول الى تحفة فنية وجمالية تنبض بالحياة ومعلم سياحي وتراثي اضيف الى معالم راشيا بعد ان تم رصفه بحجارة راشيا وتزيينه بالورود واللوحات الفنية والمنحوتات وتركيب الحجر الطبيعي على الواجهات والجدران الملاصقة له، ليظهر سوق راشيا بقلعتها ويختصر المسافة بينهما.

ناجي

قدم الاحتفال الإعلامي سعيد ملكي، ثم تحدث رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي فقال:”وجدْنا فيكما العطاءَ السخيَّ، ولا يسعُنا إلا أن نبادلَكُم الوفاء. وها نحن اليومَ ندشنُ الدرجَ الذي جمعت حجارتُهُ من صخور راشيا، والمؤدي من ساحةِ البلديةِ إلى مدرجِ قلعةِ الاستقلالِ كلوحةٍ فنيةٍ ومعماريةٍ تتناسبُ مع طابعِ البلدةِ التراثيِّ والسياحيِّ بمساعٕ جبارةٕ من معالي الوزير وائل أبو فاعور وبمساعدةٍ من معالي السيدة ليلي الصلح حمادة، وصولاً إلى تدشينِ اعمالِ الصيانةِ في قلعة راشيا تمهيداً لاطلاقٌ مِتحفِ الاستقلالِ بمواصفاتٍ تقنيةٍ وفنية  قلَّ نظيرُها وبإشرافِ خبراءَ ومختصين عالميين وبتمويلٍ من مؤسسةِ الوليد بن طلال الانسانية. ولن ننسى دورَ معالي وزيرِ الثقافةِ معالي الوزير القاضي محمد المرتضى ودعمَهُ الكبيرَ لجعلِ هذه القلعة معلماً ثقافياً وموقعاً أثرياً على صعيدِ كلِّ لبنان”،

أضاف: “وعلى صعيدٍ آخرَ، تقومُ البلدية بعدة مشاريعَ تنمويةٍ في البلدةِ، وكانَ آخرُها استكمالَ المرحلةِ الثانيةِ من تعبيدِ الطرق ِ بالزفتِ مقدمة من الجيشُ اللبنانيُّ وقيادتُهُ الحكيمةُ. كما بدأنا العملَ بمشروعُ رصفِ ساحةِ كعب السوق بالحجارةِ، بالإضافة إلى كل الطرقاتِ المؤديةِ الى السوق الأثريِ، بالإضافة الى تلزيمِ مشروعِ البركِ الصناعيةِ لتجميعِ مياهِ الامطارِ في الجبل. وهذا بالإضافةِ للعديدِ منَ المشاريعِ التي ما كانت لتبصرَ النورِ لولا جهدِ الخيرينَ وأصحابِ الأيادي البيضاءِ. وأخيراً هذا الجناح لن يخلّدَ مرحلةِ الاستقلالِ ورجالاتِهِ العظماءِ وحسب، بل سيكتب بحروفٍ من ذهبٍ، وعلى مرِّ الأيامِ اسمَ سيدةُ الخيرِ والانسانينةِ السيدة ليلى الصلح حمادة”.

المرتضى

وألقى الوزير المرتضى كلمة قال فيها: “إن مقياس انسانيتنا وعروبتنا ووطنيتنا يختصره الإنتصار لمظلومية فلسطين، ومقياس أخلاقنا يختصره الوفاء للشهداء، وللقادة المناضلبن ومنهم سلطان باشا الأطرش والعشرات من صحبه الميامين الذين قدّموا الغالي والنفيس فداءً للوطن والأمّة في وجه الإحتلال فأسّسوا في الرابع والعشرين من تشرين الثاني للعام ١٩٢٥ لإستقلالنا في العام ١٩٤٣، وباسمي وباسمكم ايها الحضور الكريم نتضرّع إلى الله بأن لا نكون لدماء الشهداء وتضحياتهم جاحدين، ولأنّ وزارة الثقافة هي الأمينة على موروثنا الثقافي وعلى ذاكرتنا الوطنية وعلى وعينا التاريخي فإنني من ههنا من قلعة راشيا أُعلن يوم ٢٤ تشرين الثاني من كل عام يومَ ثقافةٍ ووعي نحييه معاً في هذه القلعة لنستحضر فيه ذكرى هؤلاء الميامين ونستلهم منهجهم ونقتدي بهديهم، لعلنا عندذاك نثبت على ما قالوا وفعلوا: أن قلوبنا وبيوتنا مشرّعة للضيف اما المغتصب عدو الانسانية، فليس له عندنا الاّ المقاومة والسيف. على هذا المبدأ عاشوا واستمروا ونحن بإذن الله عليه ثابتون حتى اجتثاث الدنس من ارضنا المقدسة”.

وتابع: “عندنا في لبنان بوصَلَةٌ تشيرُ دائمًا إلى الجنوب؛ وبها يستهدي المواطنون الرحالةُ في آفاقِ السفرِ إلى العزةِ والنصر، من صيدا إلى راشيا إلى آخرِ حدود المنازلةِ اليومية بين الحق والباطل، حيث تسيِّجُ البطولاتُ ميادينَ الكرامة والوطنية. إنها بوصلة الاستقلال الذي شهدت هذه القلعةُ فجرَه منذ ثمانين سنة، ويحرسُ هذا الفضاءُ سطوعَه الذي لن ينطفئ لأن دماءَ بنيه تَسْقيه. من هنا على كل لبنانيٍّ متطلِّعٍ إلى السيادة والحرية الحقيقيتين، أن يلتفت ناحية راشيا وجنوبِها ويقول: إنها قصدُنا ونعمَ السبيلُ”.

وأردف: “صاحبة المعالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة تحمل في قلبها أمانة الاستقلال، حصةً من إرث عائلي، وجزءًا من تراثٍ وطني، وتتعهد هذه الأمانة سنةً بعد سنة، بل يومًا إثْرَ يوم، بكلِّ ما أوتيَت من محبةٍ لوطنِها وشعبِها، ومن ألمٍ على حالِهما. بالأمس القريب كنا معًا ههنا لافتتاح متحف الاستقلال، واليوم نحن معًا للاحتفال بترميم القلعة وتدشين درج الاستقلال، وهي دائمًا في كل مكان على امتداد الوطن تُسدي الأياديَ البيضاء، كأنها بعطاياها تقول للمواطنين: هذا بعضُ حقِّكم تنالونَه كي تعيشوا فعلًا القدرةَ على امتلاك الاستقلال. همها وهمّنا أجمعين إذن، أن نمتلك استقلالنا. بشارة الخوري ورياض الصلح وصحبُهما في أسر القلعة كانوا يمتلكون ثلاثَ فضائل وطنية سامية تشكل الركائز الأساسية لأي استقلال وهي: وضوح الرؤية وقوةَ الإرادة والإصرارَ على وحدة الوطن؛ وبهذه انتصروا. فلو تأملنا واقعَنا الحالي، وجدنا أن المآل صار بنا إلى خلافِ هذه الفضائل، فلم نعد نتمتع بوضوح الرؤية بعدما بات لكلٍّ منّا رؤيةٌ خاصةٌ إلى شؤوننا الوطنية الجامعة، تتضاربُ مع رؤى سواه، من غير رغبةٍ لدى البعض في إقامةِ أيِّ حوار يسهم في التقريب. وصارت إراداتُنا مشتتةً ففقدَت قوتَها لولا ما نرى من تضحيات على طول خطوط المواجهة مع العدو المغتصب، وأصبحت همومُ جزءٍ من المواطنين منصبَّةً على طرحِ أفكار الطلاق بدلًا من التلاقي حتى صارت الوحدة الوطنية على المحك”.

وقال المرتضى: “أمام هذه الصورة أصبح لزامًا علينا نحن اللبنانيين:

أولاً: أن نؤكد الإيمان قولًا وفعلًا بأن الميثاق الوطني الذي أرساه الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح وجدده اتفاق الطائف، هو الذي جعل ويجعلُ لبنان لا مجرد وطن بل رسالةً حضاريةً في هذا الشرق. وبأن الصيغة اللبنانية التي تحفظُ التنوع المبنيَّ على كرامة الإنسان الفرد، هي النقيضُ الوجودي لعنصرية الكيان الإسرائيلي المغتصب، الذي لن يتورّع عن أي حرب أو مؤامرة أو دسيسة أو اعتداء، لأنه متيقن من أن استمرار وجوده مرتبطٌ بإزالة الصيغة اللبنانية. فهو يستهدفُنا إذن، لا كأرضٍ وثروات فقط، بل كنمطِ عيشٍ أولًا وأخيرًا.  

ثانيًا: أن نؤمن أيضًا بأن طبيعة الحياة البشرية تفرضُ الاختلاف الذي هو نعمة الوجود البشري، بشرط أن يُفضي إلى التعارف والتفاهم لا الخصام. ولهذا نحن، كأي بناءٍ معرَّضٍ لتأثير العوامل الطبيعية، بحاجةٍ على الدوام إلى ترميم الأسس والدعائم وإعادة تأهيلِها، وإلى نفضِ غبار العواصف الخارجية والداخلية عن الأدراجِ والمداخلِ لكي يبقى البناءُ جديدًا سليمًا آمنًا، تمامًا كما حدث لقلعة راشيا، من إنجاز نحتفل به اليوم في هذه المناسبة.  

ثالثًا: أن ندرك أنَّ الحفاظَ على سيادة الوطن وتحقيقَ الطمأنينة والازدهار للمواطنين، واجبٌ على كلِّ سلطةٍ ونظام. وذلك لا يكون إلا بالالتفاف حول عناصر القوة التي يختزنُها مجتمعُنا، وبإرساءِ لغةِ الحوار الهادف فيما بيننا حول كلِّ المسائل الخلافية. فالدولةُ حصيلةُ إرادةٍ مشتركَةٍ بين الناس، وشرطُها أن تكون قادرة على المواجهةِ الداخلية والخارجية، الاقتصادية والعسكرية، في هذا الإقليم الملتهب الذي لا يستطيعُ أحدٌ إهمالَ الواقع التفجيري المزروع فيه، أعني العدو الإسرائيلي الذي نشاهدُ كلنا جرائمه الوحشية المتمادية”.

وختم المرتضى: “إنها إذن رؤية المؤسسين الثلاثيةُ الأبعاد، القائمةُ على الوضوحِ والإرادةٍ والاتحاد. وهي شبيهةٌ بالعرض الثلاثي الأبعاد الذي سنشاهدُه بعد قليل على حيطان القلعة استذكارًا لتاريخِها. وشبيهةٌ كذلك بطبيعة عيش المعية الذي ينبغي له أن يسود في أبعاده المتنوعة الآيلةِ كلها إلى صورةٍ واحدة. والسلام”.

ابو فاعور

وتحدث النائب ابو فاعور فقال: “معالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال للاعمال الانسانية، السيدة نورا جنبلاط والسيدة داليا جنبلاط مضمختين بنسائم عطر  الرئيس وليد جنبلاط، معالي الوزير الصديق محمد المرتضى وزوجته الراقية القاضية مايا كنعان، سيدة ليلى نتهيب ان نرحب بك وقد بت من اهل البيت وانت التي اكرمت راشيا واغدقت عليها الكثير من محبتك كما تغدقين من نبلك في كل لبنان، وانت اليوم تعيدين انصاف راشيا في اعادة احياء تاريخها. شكرا معالي الوزير على محبتك ودعمك واهتمامك وانت ما قصرت يوما في كل ما يتصل بانصاف راشيا وخدمة اهلها واحياء تراثها وعمرانها وتاريخها. شكرا ست نورا وشكرا ست داليا على هذا الدعم وهذا الحضور وتعلمان علم اليقين ما معنى وقيمة حضوركما لدى راشيا واهلها”.

وتابع: “لراشيا حبيسة الثلج لكن سجانة الدفء، لراشيا قرينة العلو لكن ولادة التواضع، راشيا قدت من صخر لكنها عجنت من انس، لراشيا ابنة حرمون وشقيقة السهل وتوأم الباروك وعين المختارة التي لا تغمض او تنام، لراشيا صنعت اقدار الوطن وتركت الى حين لقدرها، لراشيا لؤلؤة البقاع المقيمة دوما  على تخوم الجراح، من جرح سوريا الى جرح فلسطين، لراشيا فواحة الندى والعطر في الصباح وحياكة التاريخ في المساء، لراشيا بيوتها من حجر لكن قلوبها من لين ولطف، لراشيا التي تتزين الليلة وتتبرج وتتدلل وتطلق خصلات شعرها وتاريخها على امتداد الوطن، هذا الدرج الذي افتتحناه سويا يجعل السوق الاثري وقلعة الاستقلال روحا واحدة كما كانا دوما، لكننا لا نحتفي بالحجر بل نبجل البشر، نبجل اصحاب الارواح الحرة الشقية الشجاعة الطليقة  التي تسلقته دوما بحثا عن الحرية والاستقلال. تسلقته في يوم الاستقلال مع رجالات الاستقلال وانبلج فجر الوطن من ثنايا حجارة هذه القلعة وكان فيه رجال رجال اعتصموا لاجل الوطن وما تفرقوا وفي مقدمتهم المغفور له  الرئيس رياض الصلح الذي  نلتقي على ذكراه اليوم، الرئيس رياض الصلح الذي كان الاستقلال من ابرز فضائله لكن فضيلته الكبرى التي نختبرها ونعرف قيمتها مع الزمن في عجاف ايامنا الوطنية وبؤسها  هي فضيلة التواضع”.

وقال: “كان الرئيس رياض الصلح متواضعا في مسلكه الشخصي بالتاكيد كما نقرا عنه لكن قيمته الكبرى كانت في تواضعه، في مسلكه الفكري  والسياسي والوطني، فتلك القامة الكبرى تواضعت في اسلامها الى حدود العروبة ولم تنكر اسلامها الحضاري وتواضعت في عروبتها الى حدود الوطنية ولم تتنكر لعروبتها وتواضعت في وطنيتها الى حدود البحث عن المشترك مع الشريك في الوطن فكان رجل الميثاق الذي نتمسك باهدابه اليوم ،هذا الميثاق الذي  يهتز فنهتز معه ويترنح فنترنح معه كلما عصف به تطرف او مسه جنوح او هب عليه مخاطر او مغامر  في ارجاء الوطن”. قيمة رياض الصلح انه كان رجل تسوية عن قوة وليس عن ضعف، هذه التسوية التي لا تراود عقل الكثيرين اليوم بل تجافي وجدانهم وعقلهم، وهذا الترميم الجديد للقلعة حيث لا نمل من شكرك عليه هو المرحلة الاولى من مشروع اقامة متحف الاستقلال الذي نطمح ان تتحول معه راشيا الى مقصد لكل من يريد ان يعرف عن تاريخ لبنان وتاريخ الاستقلال في العام ١٩٤٣ بشكل خاص”.

وأضاف ابو فاعور: “على هذا الدرج وغيره من الادراج ايضا تسلق رجال  شجعان قبل ذلك جدران القلعة انتصارا للثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الاطرش ، تسلقوا جدران المحتل الفرنسي وقاتلوه بكل ما هو بدائي الا بقلوب شجاعة وهمم شريفة وعالية واستشهد اكثر من ١٥٠ شهيدا من ابناء المنطقة، فصنعوا بثورتهم استقلال سوريا ولا ابالغ اذا ما قلت ان استقلال سوريا واستقلال لبنان صنعا في هذه القلعة. ورغم علاقات الود والصداقة التي تربط لبنان بفرنسا خاصة وهي تبدي هذا العطف تجاه لبنان وتقوم بهذه المساعي المشكورة لانقاذه من محنته فان بداية التاريخ الصحيح هي عندما نعترف بالتاريخ الصحيح والمصالحة الحقيقية تحصل بين الشهداء قبل ان تحصل بين الاحياء، ومصالحة الشهداء هي عندما نحترم شهادات بعضنا البعض”.

وتابع: “يعز علينا كابناء منطقة ان هذه المعركة الفاصلة وما تعرضت له راشيا واهلها بعدها من تنكيل وحرق وقتل وتدمير لا نجد نصا واحدا يذكرها في ما كتب من تاريخنا، بل الاسوا ان الدولة الفرنسية تاتي من خلف البحار الى القلعة لتحيي ذكرى قتلاها وهم كانوا محتلين ودولة لبنان غاب عن ذهنها ان تحيي ذكرى شهدائها وهم كانوا ثوارا محررين لارضهم من الاستعمار. هذه الليلة نرفع لهم قنديلا وقد يكون بيننا احفاد او اقرباء لهم، ونرفع لهم راية ونرفع لهم نورا من الروابي التي ارتوت بدمائهم فصنعت استقلال سوريا مع سلطان باشا الاطرش ولاحقا ساهمت في صنع استقلال لبنان”.

حمادة

وشكرت حمادة للمنتج مارون ابي راشد مفاجأته الطيبة والنبيلة من خلال عرض حكاية  الرئيس رياض الصلح فقالت عملك يا مارون يراعي الصدق ويستمطر العطف ويدخل القلب، وانا مدينة لك عرفانا ولن أنسى هذا ابدا”.

وأضافت: “الى مجاوري قلعة الصمود الى أهلي في راشيا اذ كثرت زياراتي لها وقلت رسمياتي معها، ان لفريق الاستقلال خيارين، خيار 1920 ولد على ادراج سفارة فرنسا وهو الخيار الفرنسي، وخيار 1943وهو الخيار اللبناني ولد هنا في قلعة راشيا على ارض زرعها اهلها شهداء وروى اديمها بزكي الدماء سنة 1925 خلال ثورة سلطان باشا الأطرش وامتدت الثورات الى العام 1929 ولم يأت حصادها الا استقلالا لا استعبادا. وانت ثورة سنة 1943 صحيح انها كانت قصيرة المدى انما كبيرة الصدى، خرج منها هؤلاء الرجال، رجال تصدوا للأحداث قبل وقوعها، ولم يغردوا تحت سيف ذيولها، رجال تعالوا على الكيديات ولم يعتاشوا من قشورها”.

وأردفت حمادة: “جئنا اليوم تلبية لدعوة الصديق العزيز النائب وائل أبو فاعور وكله حماس لنهضة بقاعه، فأعدنا تأهيل القلعة واستحدثنا درج الاستقلال واستعنا بالخبرات التقنية لإقامة عرض عن تاريخ راشيا ليكون مثل متحف الإستقلال الدائم ان شاء الله في 22 تشرين الثاني من العام 2024”.

 وختمت: “شكرا على حضوركم وأرجو اهتمامكم بهذه الملكية الفريدة، والأهم يا معالي الوزير ابو فاعور صيانتها وهذا المطلوب منكم وإلى لقاء قريب ان شاء الله”.

بعدها، قدم ابو فاعور وناجي درعين تكريميتين للوزيرة السابقة حمادة والوزير المرتضى.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى