شؤون لبنانية

إستهداف اليونيفيل يطرح تحدّياً على الدول الغربية والعربية الساعية إلى تغيير السلطة في لبنان

مهما كانت أهداف الرسالة الفجّة لقتل الجندي الإيرلندي، فإنّها تضيف عاملاً جديداً إلى التعقيدات التي تحيط باستمرار الفراغ الرئاسي. وإذا كانت المعادلة السابقة على الحادث رجّحت ألّا تتخلّى إيران عن ورقة الإمساك بالرئاسة والحلول في لبنان لمواجهة الضغوط التي تتعرّض لها من دول الغرب جرّاء تماديها في قمع احتجاجات الداخل، فإنّ استهداف قوات الأمم المتحدة في الجنوب يطرح تحدّياً على الدول الغربية والعربية الساعية إلى تغيير في السلطة في لبنان. هل يمكنها القبول برئيس يتغاضى عن كسر شوكة المجتمع الدولي على الشكل الذي حصل في العاقبيّة الجنوبية؟

تبلّغ الجانب اللبناني الرسمي أنّ الحادث الدموي الجديد ضدّ “اليونيفيل” لن يمرّ من دون كشف وقائع ما حصل. وربّما انطلاقاً من هنا يمكن فهم تسليم أحد المطلوبين للتحقيق إلى الجيش اللبناني. ولا بدّ أن يكون التواصل الحكومي والدبلوماسي والعسكري مع “حزب الله” قد نقل الرسالة.

من الطبيعي أن يترك هذا الحادث أثره على المناخ المحيط بانتخابات الرئاسة الأولى المؤجّلة وفق المعطيات الخارجية كافّة إلى أن يتّفق اللبنانيون ويكفّوا عن انتظارهم جهات خارجية ترجّح لهم هذا الاسم أو ذاك. وهذا على الرغم من كلّ التسريبات التي تتحدّث عن جهود هذه الدولة أو تلك لتسويق قائد الجيش العماد جوزف عون أو غيره. وأوّل الأسماء التي ستتأثّر إذا جرى التعاطي مع قتل الجندي الإيرلندي كما سبق التعاطي مع لائحة الحوادث التي تعرّضت لها “اليونيفيل” في السنوات السابقة، هو اسم قائد الجيش المسؤول عن التحقيقات في ما جرى في العاقبيّة.

ذُكِرت الحوادث السابقة في قرارات مجلس الأمن التي صدرت في السنوات الأخيرة من أجل التجديد للقوات الدولية، من باب التأكيد أنّ المجتمع الدولي لن يتوقّف عن الدعوة إلى محاسبة المسؤولين عنها ولن يتجاوزها، وينتظر من لبنان التجاوب مع هذا المطلب مهما طال الزمن

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى