إستراتيجية مكافحة الفساد

كتبت أسرار جوهر حيات في صحيفة القبس.
كوني مهتمة بمشاريع التنمية، وأتابعها بشكل دوري، سرني ما اطلعت عليه، أخيراً، بوجود اهتمام تنموي بمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة، فقد أصبحت استراتيجيات مكافحة الفساد تدرج ضمن مشاريع رؤية الكويت 2035.
فقد اطلعت على مشروع تنموي جديد يحمل عنوان استراتيجية الكويت الجديدة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، من مشاريع الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة)، لصياغة وثيقة لاستراتيجية الكويت الجديدة وتقييم وتحليل الوضع الحالي للنزاهة والفساد في القطاعات المختلفة.
ومن واقع قراءتي واهتمامي بملفات النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد، فإن هذه الاستراتيجية ليست الأولى، بل سبقتها استراتيجية لمكافحة الفساد كانت لمدة خمس سنوات من 2019 الى 2024، وأيضا ضمن دائرة اختصاصات الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة).
ويبدو ان الهيئة انتهت من دورها في الاستراتيجية الأولى، بانتهاء مدتها، وشرعت بالعمل على استراتيجية جديدة، ورغم ان مجهود الهيئة تشكر عليه، الا ان الوقوف هنا واجب لنعرف مدى نجاح الاستراتيجية الأولى.
فالشروع في صياغة وثيقة جديدة لمكافحة الفساد تحدد استراتيجية خمسية جديدة تتضمن مسار لمحاربة الفساد وتعزيز النزاهة، يجب ان يتضمن الوقوف على ما حققته الاستراتيجية السابقة، ولا سمح الله، ما أخفقت فيه، ولا شك ان الهيئة درست نتائج استراتيجيتها الأولى، الا انه من باب الشفافية، كمهتمين نتمنى ان نجد بيانات ومعلومات تختص بنتائج تطبيق الاستراتيجية السابقة، وما تم الوصول اليه من خلالها، وهل حققت النتائج المرجوة منها، فكل هذه البيانات ستجعل صياغة وثيقة جديدة امرا اكثر سلاسة، على الأقل لتفادي أخطاء سابقة، ان وجدت.
وإذ نشد على يد الهيئة في ممارسة دورها المنوط بها بحكم قانون انشائها من التحقيق في ملفات الفساد والنظر فيها ومتابعتها، وكذلك وضع استراتيجيات لتعزيز هذه الجهود، الا ان اليوم مع تلمسنا لملفات فساد عديدة تفتح ورغبة فعلية من المعنيين بمكافحة الفساد، نتمنى ان تكون الشفافية كذلك عنصرا مهما في هذا المسير، فالشفافية ومكافحة الفساد كل منهما يؤدي للآخر.