اقتصاد ومال

إرتفاع في أسعار النفط وسط الإنزلاق المتوقع في الطلب على المصافي

إرتفعت أسعار النفط الخام وسط استمرار الانزلاق المتوقع في الطلب على المصافي، بينما رجحت “ستاندرد آند بورز” أن تمتد زيادة مخزونات النفط الخام الأمريكية غير الموسمية في الأسابيع المقبلة.

وقفز إجمالي مخزونات النفط الخام الأمريكي على الأرجح 600 ألف برميل إلى نحو 424.7 مليون برميل على مدى الأعوام الخمسة الماضية، بينما بقيت المخزونات عند نحو 5.3 في المائة أقل من متوسط خمسة أعوام – بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية -.

وأكد لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون، أن الطلب على المنتجات المكررة انخفض بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، بينما كان الطلب على وقود النقل ضعيفا. وذكر المحللون أن الولايات المتحدة لم تكن مصدرة صافية للنفط ومنتجاته منذ الحرب العالمية الثانية، لكنها حاليا في طريقها لأن تصبح مصدرا صافيا في العام المقبل، حيث وصلت صادرات النفط والمنتجات بالفعل إلى مستويات قياسية بلغت 3.4 مليون، وثلاثة ملايين برميل يوميا على التوالي. وتوقعوا إعادة الصين افتتاح البلاد بشكل كامل على الأرجح بحلول الربع الثاني من العام المقبل، ما يعطى دفعة قوية للطلب العالمي.

وقال سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، إن مخاوف نقص الإمدادات عادت لتسود على السوق بعد انتهاء الإفراج الهائل عن 180 مليون برميل من النفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي الذي استخدمته الإدارة الأمريكية لمحاربة ارتفاع أسعار الوقود بالتجزئة، بينما لا تزال الإدارة الأمريكية تضغط على شركات الطاقة من أجل زيادة أسرع في إنتاج النفط الصخري. وأوضح أن افتراض أن نمو إنتاج النفط الصخري سيتسارع ما زال موضع شك في الوقت الحالي، حيث يبدو أن معظم عمال الحفر يترددون في العودة إلى وضع النمو بأي ثمن، كما كان يحدث قبل أعوام عدة.

وذكر أن المنتجين الأمريكيين يتخذون نهجا أكثر حذرا ويعطون الأولوية لإعادة الأموال النقدية للمساهمين، مبينا أن سياسات الطاقة الأمريكية لها أيضا تأثير محبط في صناعة النفط، بسبب تركيزها على الانتقال بعيدا عن الوقود التقليدي. من جانبه، أكد روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن الدولار وصل إلى أدنى مستوى في أكثر من سبعة أشهر وهو ما وفر دعما لأسعار النفط الخام، لافتا إلى اتساع المخاوف من أن تضر العقوبات المفروضة على النفط الروسي بعائدات صادرات البلاد.

وأشار إلى توقعات صادرة عن مؤسسة “جلوبال ريسيرش” الدولية أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 100 دولار للبرميل خلال 2023، موضحا أن مخاطر تعطل الصادرات النفطية الروسية جاءت أقل من المتوقع، حيث تبدو الصادرات الروسية حتى الآن غير متأثرة.

من ناحيته، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن أسعار النفط الخام والمنتجات البترولية العالمية تراجعت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، لكن التوقعات الدولية ترجح أن خام برنت يمكن أن “يرتد بسرعة” إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتهدئة وتيرة زيادة أسعار الفائدة وتمت إعادة فتح الصين بشكل ناجح وقد يجتاز حاجز 90 دولارا للبرميل إذا تم استيفاء هذين العاملين سريعا وبشكل متزامن.

وأوضح أن معنويات السوق النفطية في تحسن مستمر، وأن العام الجديد قد يحمل كثيرا من الأنباء الإيجابية المعززة لصعود الأسعار ونمو الاستثمارات النفطية، مبينا أن بنك ستاندرد تشارترد يتوقع بلوغ سعر خام برنت 91 دولارا للبرميل في 2023. بدورها، قالت جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن التفاؤل يعود إلى السوق مع إنهاء الصين بشكل مفاجئ سياسة “صفر كوفيد “، ما يعزز الطلب على الوقود والخام بشكل عام وبث حياة جديدة في قطاع الطيران المتعثر بشكل خاص.

وأشارت إلى أن أحدث البيانات الدولية تظهر أن متوسط الطلب على وقود الطائرات قفز 75 في المائة، ما يقرب من 170 ألف برميل يوميا خلال أسبوعين، خاصة من الطلب الصيني المحلي، مبينة أن استهلاك وقود الطائرات في الصين كان بالقرب من 900 ألف برميل يوميا في بداية 2020 قبل أن ينخفض بحدة إلى 200 ألف برميل يوميا – بحسب بيانات صينية رسمية -. وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط، أمس، مدعوما بضعف الدولار وخطة الولايات المتحدة لإعادة بناء احتياطياتها الاستراتيجية، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب حالة الضبابية المتعلقة بتأثير ارتفاع حالات كوفيد – 19 في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

وبحسب “رويترز”، زادت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا، أي 0.65 في المائة، لتصل إلى 80.30 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعد ارتفاعها 76 سنتا في الجلسة السابقة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دولارا واحدا، أي 1.31 في المائة، إلى 76.19 دولار للبرميل بعد أن زادت بواقع 90 سنتا الإثنين.

وتلقى السوق دعما من الخطة الأمريكية التي أعلنت الأسبوع الماضي لشراء ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل من النفط من أجل الاحتياطي الاستراتيجي، بعد أن أفرجت الولايات المتحدة هذا العام عن 180 مليون برميل من المخزون، وهو رقم قياسي. كما أدى ضعف الدولار الأمريكي إلى دعم الأسعار لأنه يجعل النفط أرخص لحائزي العملات الأخرى.

وقال بنك قطر الوطني في مذكرة “قد تشهد أسعار النفط مزيدا من الارتفاع، إذ نتوقع أن تزداد الأسواق الفورية شحا بسبب القيود على الإمدادات وقوة الطلب العالمي”، متوقعا أن تكون الأسعار بين 90 و115 دولارا للبرميل في الفصول المقبلة. وقال إدوارد مويا محلل أواندا في مذكرة، إنه يتعين وجود علامات واضحة على تنامي الطلب لكي ترتفع الأسعار.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 78.11 دولار للبرميل، الإثنين، مقابل 78.73 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.94 دولار للبرميل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى