أبرزرأي

أين لبنان من حرية الصحافة ؟

خاص رأي سياسي…

اﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾن لليوم العالمي لحرية الصحافة… ﻟقد ﻣرت ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘود ﻣن اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻣﻛﯾن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺣرة وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم بعد إعلانه في عام 1993. وﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان وظﮭور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ اﻟﺗدﻓﻖ اﻟﺣر ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت.

  ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘود ﻣن اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻷطر اﻟدوﻟﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ. وﻣﻊ ذﻟك، ﺗﺗﻌرض ﺣرﯾﺔ اﻹﻋﻼم وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر للهجوم ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد.

وفيما يواجه اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ أزﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ، ﺗﺣﺗل ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت المركز الأول . فاﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ ااﻟﺗﻌﺑﯾر، اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 19 ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق  اﻹﻧﺳﺎن، ھو ﺷرط أﺳﺎﺳﻲ لحقوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺧرى …

هذا اليوم مرتبط بشهداء من لبنان أعدموا في الساحة التي تكرست باسمهم، وهي التي شهدت على هول هذه المأساة التي كان ضحيتها نخبة من شباب الوطن، معظمهم من الصحافيين وقادة الرأي.

يترافق ذلك مع ما يشهده لبنان من تراجع  في مؤشر حرية الصحافة  بالفترة الأخيرة، فواقع الحريات الصحافية لم يلحظ أي تحسّن، وهذا ليس مفاجئاً في ظلّ الاعتداءات والملاحقات القضائية التي تطاول الصحافيين، والتهديدات التي تتخطى العالم الافتراضي.

حالات التحريض عدّة، وارتفاع حدّة خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي، يترجم بشكل خطير على الأرض أيضاً. في الوقت نفسه تستمرّ الشكاوى والاستدعاءات والتحقيقات التي تطاول الصحافيين، وتحتّم عليهم المثول أمام سلطات أمنية وقضائية غير مخولة، بينما الصلاحية تعود لجهة واحدة هي محكمة المطبوعات.

 وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة ، رأى الإعلامي سعيد غريّب في حديث ل”رأي سياسي” ان المشكلة اليوم هي مشكلة فكر أكثر ما هي مشكلة حرية … وما نطمح اليه هو حرية كاملة ومسؤولة، حرية لا حدود لها إلا ما يشكل خطرا على المجتمع مثل الأخبار الزائفة والمضللة وخطاب الكراهية الذي يولد التفرقة.. حرية التعبير هذه هي العمود الفقري للصحافة. فلا صحافة حرة من دون حرية التعبير.

النقيب السابق لنقابة مخرجي الصحافة أرنست بعقليني ، أشار في حديث لموقع “رأي سياسي”  الى ان الحرية الاعلامية هي متساوية مع لبنان ولا نستطيع ابعادهما عن بعضهما البعض ، لافتاً الى ان الصحافة في لبنان قدمت الشهداء لأجل الكلمة الحرة.

 من جهتها ، الاعلامية ربيكا ابو ناضر اعتبرت ان هذا اليوم هو يوم للمناضلين والأحرار، فالصحافة هي رسالة لتحافظ على العدالة وعلى حقوق الناس ، وهي مرآة المجتمع وصوت الناس ،  نتمسك فيها كقيمة مضافة لحياتنا اليومية .ونحن اليوم يجب ان نتضامن ونتمسك اكثر من السابق بهذه الحرية . واعتبرت ابو ناضر ان الصحافي اليوم يجب ان يبقى الحريص على هذه المهنة ، ويبقى النضال موجود رغم تطور الوسائل الاعلامية الالكترونية والرقمية وتبقى الحرية شيئ مقدّس لا أحد يستطيع المس بها” .

 فالصحافة في لبنان تحتاج إلى استقلالية سياسية ومالية، ونقابة جدية تحفظ حقوق الصحافي، وضمانات وظيفية وأمنية، وتعديل قانون الإعلام ليتماشى مع التطورات التكنولوجية والمعايير الدولية، ووقف الاستدعاءات والتوقيفات المجحفة بحق الصحافي، التي من شأنها أن تحدّ من حريته.

ومن هنا ، نحتاج إلى قوانين جديدة تحمي الصحافيين ومصادرهم وتمنع الملاحقات الجزائية وتحول القدح والذم إلى مسؤولية مدنية، كما تحتاج إلى حوافز لدعم الإعلام المستقل الذي يقدم خدمة عامة، إضافة إلى قوانين تشجع الابتكار وتلغي القيود على تأسيس مشاريع إعلامية ناشئة تصل للشباب وتعطي صوتاً لجميع الفئات وليس فقط لخطاب السياسيين التقليديين ، وتذكير لكل حكومات العالم بضرورة إحترام إلتزامها بحرية الصحافة..

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى