رأي

أين الحقيقة؟ والكلمة لمَنْ؟

كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس..

تطورات ضاغطة، وعلى كل المستويات، سياسياً وعسكرياً، ولكن تُرى لمن الكلمة اليوم؟ هل هي للمدافع أم للتفاوض؟

من الواضح واقعياً أن الكيان المحتل قد استنزف كل الفرص لإنهاء هذه الحرب والخروج منتصراً، بعد أن فشل في تركيع الغزيين، وقد تطوّرت الأمور بشكل فعلي باتجاه معاكس، بعد أن انعكست جرائم الصهاينة في غزة على الشارع في الغرب، الذي خرج مندداً، حتى في أميركا وفرنسا وغيرهما، مما شكّل ضغطاً واضحاً على الحكومات في الغرب.

لقد غرق هذا الكيان تماماً في التدمير والقتل، وكلما توغل أكثر ازدادت خسارته. ويبدو أن الحرب مستمرة، حيث لا خريطة للخروج منها حتى اللحظة، علماً بأن التقدّم الإسرائيلي لا يقدّم ولا يؤخّر في مصير الحرب، لأن المقاومة لديها غزة أخرى تحت الأرض لن تتأثر، ويصعب الوصول إليها أو القضاء عليها، خصوصاً أن المحتل أخذ قراراً بعدم دخول حرب أنفاق.

الصورة الآن موت وزهق أرواح في الجانب الفلسطيني، وهو أمر ضاغط على قيادة المحتل، لأن أهدافه تعبّر عن جبنه وتضعضعه (مستشفيات ومبانٍ سكنية وما شابه).

الدعم الغربي بدأ بالتراجع، أما المحتل فقد اعتمد في العملية البرية على النخبة، والذي حصل أن خسارته لسريات كاملة أحياناً جعلته يخرج من المعركة، بينما دخلت قوات بديلة، هي في الواقع أقل تمرّساً على القتال، إضافة إلى افتقادها المعنويات التي انهارت بعد صدمة الخيبة الأولى، حيث لم يتحقق الانتصار المرجو.

أما من الجهة الشمالية لفلسطين المواجهة للجنوب اللبناني، حيث لا نية للمقاومة بالذهاب إلى حرب شاملة، ولكن السيد نصرالله قال عبارة واضحة «خلوا عينكم على الميدان هو الذي سيقول ويفعل»، وذلك بعد أن قدّم رؤية شاملة للموقف، فدولة الاحتلال استخدمت مخزونها في أوكرانيا قبل الحرب، ولا مصلحة لها بالذهاب للحرب، و«حزب الله»، أو المقاومة اللبنانية، أخرج اليوم مسيرات مفاجئة مرعبة للمحتلين، وزنها يتراوح بين ثلاثمئة وخمسمئة كيلو، وسميت بالاستشهادية وقد ضربت الجليل بدقة وحققت أهدافها، إذاً الجهة الشمالية في الحقيقة ساخنة.

وبالرغم من أن أفق الحرب مفتوح، فإن الوقائع تفضي إلى ترجيح انتهاء الحرب بعد المفاوضات والاتفاق على تبادل الأسرى، وهنا نذكر أن من أهداف «طوفان الأقصى» كان تحرير الأسرى من النساء والأطفال، أما دولة الاحتلال فلم يعد لديها ما تقدمه عسكرياً، لذا سوف يكون تحرير الرهائن بالنسبة لها إنجازاً بديلاً.

وإذا ما فشلت المفاوضات واستنفدت المقاومة الغزاوية قواها، فإن المقاومة اللبنانية جاهزة حكماً

إنها نقطة البداية الحقيقية لمستقبل فلسطين، وسوف يكون التوقيع هذه المرة لأبطال المقاومة، حيث المنتصر هو القائد والكلمة للميدان. علماً أن المتابع لصحف الغرب، وبكل توجهاتها، سوف يلفت انتباهه مدى التوافق على فكرة أن الوقت قد انتهى، والزمن المتبقي قليل، وأن الضوء الخافت من الجنوب اللبناني ليس مطمئناً، لكن المحتل وداعميه لا يريدون التفعيل ولا مصلحة لهم بذلك لأنه يعني نهاية الجميع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى