اقتصاد ومال

أوروبا تدرس فكرة العودة إلى الغاز الروسي

أيد بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي فكرة إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي في جزء من اتفاق سلام محتمل لأوكرانيا، حسبما ذكرت مصادر مطلعة على المحادثات لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أمس الخميس. وتوقفت إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب الروسي عبر أوكرانيا في بداية يناير/ كانون الثاني 2025، بعد أن رفضت كييف التفاوض على تمديد اتفاق العبور.

وفي بداية العام الجاري، أوقفت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب، وفقدت آخر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي كانت لا تزال تتلقى الغاز من روسيا عبر أوكرانيا، وهي النمسا وسلوفاكيا والمجر مصدر الإمدادات من شركة غازبروم. وبقيت المجر الدولة الوحيدة، التي تتلقى الغاز الروسي من خط أنابيب الغاز “تركيش ستريم” عبر تركيا ومنطقة البلقان، فيما رتبت النمسا وسلوفاكيا توريد الغاز الطبيعي من مصادر أخرى.

والآن تسببت فكرة استئناف تدفقات الغاز الروسي، التي يقال إن بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي من المجر وألمانيا يؤيدونها، في خلق ردة فعل عكسية بين مسؤولين آخرين في الاتحاد الأوروبي وبين أقوى حلفاء أوكرانيا في الكتلة. وتسببت المحادثات أيضاً في إثارة القلق والارتباك بين مطوري ومصدري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، الذين يستعدون لزيادة مبيعاتهم إلى أوروبا، وفقاً لمصادر “فاينانشيال تايمز”.

ويقول أنصار العودة إلى الغاز الروسي في جزء من اتفاق السلام في أوكرانيا، إن الإمدادات الروسية ستساعد في خفض تكاليف الطاقة في الاتحاد الأوروبي التي كانت تثقل كاهل الأسر، وتؤدي إلى انخفاض الإنتاج الصناعي منذ عام 2022.

ولكن فكرة إحياء إمدادات الغاز من روسيا تواجه مقاومة قوية من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الآخرين الذين يجادلون بأنه لا ينبغي منح بوتين مجالاً لزيادة عائدات الطاقة في موسكو، واستعادة إمدادات الطاقة والنفوذ الأمني ​​على أوروبا. وقال أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، الغاضب من فكرة السماح لروسيا ببيع غازها في أوروبا، لصحيفة فاينانشيال تايمز: “إنه جنون”. وتابع: “إلى أي حد يمكن أن نكون أغبياء حتى لو فكرنا في ذلك بكونه خياراً؟”.

وظهرت المحادثات حول هذه الفكرة في الوقت الذي يضغط فيه بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي أيضاً من أجل فرض حظر على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي وسط ارتفاع الواردات في الكتلة في الأشهر الأخيرة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى