رأي

حرب أوكرانيا.. أوقات عصيبة

جاء في مقال للكاتب جيفري كمب في “ناشيونال انترست” واشنطن:

تذكرنا الأحداث الاستثنائية التي شهدتها روسيا بين يومي 23 و25 يونيو بأن وجود روسيا متوترة يشكل مخاطر على الجميع. وقد بدأ تمرد لقوات مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، تحت قيادة يفجيني بريجوجن، حين عبر جنودها المتمركزون في أوكرانيا الحدود عائدين إلى روسيا، وساروا على طول طريق سريع رئيسي، حتى أصبحوا على مقربة 200 كيلومتر من موسكو

وانتهت المسيرة حين تفاوض بريجوجن على وقف إطلاق النار وسحب قواته. ولا أحد يعرف ما هي الأهداف الحقيقية لبريجوجن، ولا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل له. وما يعرفه الجميع هو أن أفعاله قد تغير على نحو ما الحوار حول روسيا والحرب في أوكرانيا.

ومما لا يصدق أن قوات فاجنر استطاعت العبور بمركز القيادة الروسي لعمليات أوكرانيا في روستوف دون مقاومة، وتقدمت إلى فورونيج دون مقاومة أيضاً. وبينما يسود اعتقاد في دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» بأنهم على حق في أن روسيا عانت من ضغوط كبيرة وأصبحت الآن تواجه تحديات، فإن هذا لا يعني أن موسكو ستكون أكثر استعداداً لإنهاء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

ويتعين على روسيا الآن التأكد من نزع سلاح بريجوجن ومجموعة فاجنر، إما باستيعابهم في التسلسل الهرمي العسكري الروسي، أو عبر الاحتفاظ بهم داخل روسيا البيضاء مما يوفر لهم الملاذَ بمباركة روسية رسمية. والمهمة التالية هي تكثيف استنهاض عصر الوطنية الروسية وحث المواطنين على دعم القوات المسلحة في العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا. وستكون المهمة الأكثر أولوية هي إقناع الآلاف من الجنود الروس، الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية ويواجهون هجوماً أوكرانياً طال انتظاره، بأن عليهم الاستمرار في العملية من أجل حماية الوطن.

وقد يؤدي اختراق أوكرانيا على طول الجبهة التي تقطع خطوط الإمداد عن روسيا إلى وضع موسكو أمام تحدٍّ كبير. وحينذاك قد تكون موسكو مستعدة لتصعيد الصراع. وهذا ما تخشاه أوكرانيا والغرب أكثر من غيرهما. لكن خيارات كهذه قد تمثل فرصة للمنتقدي داخل النخبة الروسية. وستكون الأسابيع المقبلة هي الأكثر سخونة في الحرب.

ان الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى