“أوبزيرفر” البريطانية : فشل دولي في وقف ديكتاتورية كوريا الشمالية

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية تقريرا عن استمرار حكم كيم جونغ- أون، ديكتاتور كوريا الشمالية، وتساءلت فيه عن سبب نجاة الديكتاتوريين. فبعد وفاة والده دفع به إلى السلطة، لكن لماذا سمح له البقاء فيها طوال هذه المدة؟
وفي نفس الوقت تساءلت عن الطريقة التي ينجو فيها الديكتاتوريون ويطول حكمهم؟ والتاريخ حافل بأمثلة عن الديكتاتوريين الذين هيمنوا على بلادهم وحكموها لسنوات، وقاموا بقمع السكان بدون أن يجبروا على السلطة، فقد عاش جوزيف ستالين حتى سن 71 عاما ومات في فراشه. وحكم ماوتسي تونغ الصين ومات وهو في الثانية والثمانين. وكذا ديكتاتور إسبانيا فرانكو الذي مات بشكل طبيعي بعد سنوات من قمعه إسبانيا.
والسبب الرئيسي تقول الصحيفة، هو الخوف، والدهاء والمراوغة والجاذبية. ولكن الخوف والترهيب هما أكثر الوسائل المحبذة للديكتاتور. وقد تعلم كيم جونغ هذه الدروس تحت أقدام والده. وعندما مات والده كيم جونغ – إل قبل عشر سنوات الأسبوع الماضي دفع بابنه كيم جونغ – أون لقيادة كوريا الشمالية وليرث الدولة التي أنشأها جده عام 1948 كيم – إل سونغ. ولم يكن واضحا أن الشاب كيم جونغ- أون كان مهيأ لقمع واضطهاد 26 مليون نسمة. وعبر السكان عن أملهم بثورة ديمقراطية، ولهذا أصبح كيم جونغ- أون أسير المخاوف، فاعتقل خاله مرشده جانغ سونغ- ثاك عام 2013 وأعدمه.
وتبع ذلك عملية تطهير بين المسؤولين البارزين، وفي عام 2017 استهدف أخاه غير الشقيق كيم جونغ- نام وكان يعتبر مرة وريثا لعرش العائلة، وقتل في مطار ماليزيا، حيث رشته امرأتان بغاز الأعصاب. ومنذ ذلك الوقت لم يتجرأ أحد على تحديه. وكشف في الأسبوع الماضي عن أدلة جديدة عن وحشيته وقدمتها مجموعة العمل للعدالة الانتقالية، وهي منظمة حقوق إنسان وكشفت عن عمليات إعدام وحشية لـ23 شخصا، وأعدموا ليس بسبب جرائم قتل واغتصاب ولكن لأنهم وزعوا أشرطة فيديو من كوريا الجنوبية.
وتقول الصحيفة إن مخاوف كيم من آثار كوريا الجنوبية المتفوقة في مستويات المعيشة وخوفه من انتقال عدوى السياسة الديمقراطية أدت لتصرفه الإرهابي. وتم تضييق كل ملامح الحياة العملية والشخصية خلال السنوات الماضية. ومن أجل إحياء ذكرى وفاة والده العاشرة أمر كيم جونغ -أون السكان بعدم شرب الكحول أو الضحك ولا المشاركة بنشاطات ترفيهية. وكانت النتيجة المتوقعة لسنوات كيم الديكتاتورية هي فقر البلد ورجعيته الاجتماعية والاقتصادية. وهو بلد تصل أزمة نقص المواد الغذائية فيه إلى حافة المجاعة. ويكافح الجميع للحصول على ما يحتاجون إليه وهو قليل لمواصلة العيش. وأدى عنف الدولة والفساد والخوف على طريقة ستالين لقمع السكان وإسكاتهم. وبات سكان كوريا الشمالية رهائن لدى كيم جونغ أون.
ويجب علينا طرح السؤال مرة ثانية عن سبب بقائه، ويجب طرح السؤال على القوى الكبرى، فبالعودة للحرب الكورية كانت الصين أكبر مساعد للديكتاتورية. وفي الوقت الذي يتسبب فيه سلوك بيونغ يانغ المتقلب بمشاكل لبيجين، إلا أن الافتراض الرئيسي لها لم يتغير وعلى مدى السبعين عاما الماضية. ومن الأفضل أن تكون هناك كوريا شمالية ضعيفة وتابعة من كوريا موحدة. ولو استطاع الرئيس الكوري الجنوبي مون جا إن لانضم إلى المعسكر الغربي.
وبالمثل، فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها مثل اليابان في عمل شيء لوقف هذا الخرق الفادح للشعور الإنساني الدولي، فقد رضي المجتمع الدولي بفكرة عزل واحتواء نظام كيم جونغ- أون وفرض العقوبات على نظامه وتجاهل كوريا الشمالية. وطور كيم قدرات صاروخية قادرة على ضرب المدن الأمريكية. وهو أكبر نجاح له مما يعني عدم القدرة على الإطاحة به سياسيا أو بطرق أخرى. ولعب دونالد ترامب دورا في هذا، فقممه التي أرضت ذاته لم تحقق أي شيء. وتحاول روسيا والصين الآن الحفاظ على الوضع الراهن، وبالنسبة لسكان كوريا الشمالية فعقود من الديكتاتورية تنتظرهم.