رأي

«أم المعارك» الأمريكية

كتبت صحيفة “الخليج”: قد تكون انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي تُجرى غداً، هي الأولى التي تشهد صراعاً محتدماً وغير مسبوق من التنافس الذي تُستخدم فيه كل أسلحة الإعلام والسياسة والاتهامات الشخصية وصولاً إلى حد التجريح، إلى درجة أن بعض الكتّاب الأمريكيين تحدثوا عن «حقد» و«انتقام» و«معركة تراشق بين الرؤساء»، ما يدل على أن الديمقراطية الأمريكية باتت أيضاً على المحك، لأسباب أصبحت معروفة ولها علاقة بتصاعد اليمين المتطرف والخطاب الشعبوي الذي يطلق شعارات عنصرية ضد الملونين والمهاجرين، ويلوح برفض نتائج الانتخابات كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أدت مواقفه إلى اجتياح مبنى الكابيتول من جانب زمرة من الغوغاء المتطرفين يوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021، والذي وصف يومها بأنه «عصيان على الديمقراطية».

في هذه الانتخابات يجري تجديد جميع مقاعد مجلس النواب ال 435، وتجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ وعددهم 35 نائباً من أصل 100 نائب، ويتم انتخابهم كل 6 أعوام بمعدل الثلث كل عامين، وأيضاً انتخاب 36 حاكم ولاية من إجمالي 50 حاكماً.

تلعب الأزمات المحلية دوراً حاسماً في تحديد خيارات الناخبين مع وجود تضخم غير مسبوق، وهجرة غير شرعية تزايدت عبر الحدود مع المكسيك، وقضية العنصرية والعنف التي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تصاعداً مقلقاً يستهدف الملونين، والإجهاض الذي يعتبره 22 في المئة من الأمريكيين قضيتهم الأولى، وحقوق النساء والأقليات، إضافة إلى التهديد الذي تتعرض له الديمقراطية الأمريكية.

وهناك ملفات لها علاقة بقضايا دولية انعكست على الاقتصاد ومستوى الأمان الذي يشعر به الأمريكيون، خصوصاً الحرب الأوكرانية وتداعياتها، والأزمة المتفاقمة مع الصين، وصواريخ كوريا الشمالية، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

كل هذه الملفات تشكل مادة الصراع بين الحزب الجمهوري الذي يقوده ترامب، الذي نزل إلى الساحة بكل ثقله ملوحاً بالعودة إلى معركة استرداد البيت الأبيض، والرئيس جو بايدن الذي استعان بالرؤساء السابقين مثل باراك أوباما، كي يشاركوه المعركة خشية سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ما يجعل إدارته «بطة عرجاء» سوف تواجه صعوبة في استكمال برنامجها الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى عرقلة استمرار دعم أوكرانيا وسط مطالبات بوقف هذا الدعم. كما أن سيطرة الجمهوريين سوف تشكل تهديداً لمعركته المنتظرة عام 2024 للبقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية.

هناك حديث عن «تسونامي جمهوري» محتمل كما يتوقع موقع «إكسيوس» الإخباري، لكن الاستطلاعات لا تعكس دائماً خيارات الناخبين، لأن معظمها مسيسة، وتخدم أهدافاً سياسية.. وبالتالي لا بد من الانتظار لمعرفة ما ستحمله صناديق «أم المعارك» الانتخابية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى