كتب كل من روث إيجلنيك وكاميل بيكر, في “نيويورك تايمز” :
منذ أن خاض تيودور روزفلت الانتخابات ضد ويليام هوارد تافت عام 1912، لم ينل الناخبون فرصة تقييم سجلات رجلين تولَّيا منصب الرئيس.
ورغم وجود انتقادات حادة ومتشابهة لكل من الرئيس جو بايدن، وسلفه دونالد ترمب، يبدي الأميركيون آراء أكثر إيجابية تجاه سياسات ترمب مقارنة بسياسات بايدن، طبقاً لنتائج استطلاعات رأي أجرتها «نيويورك تايمز» بالتعاون مع كلية «سيينا».
بوجه عام، قال 40 في المائة من الناخبين إنَّ سياسات ترمب ساعدتهم شخصياً، مقارنة بـ18 في المائة فقط قالوا الأمر نفسه عن سياسات بايدن. في المقابل، قال 43 في المائة من الناخبين إن سياسات بايدن أضرت بهم، ما يقرب من ضعف النسبة التي قالت الشيء نفسه عن سياسات ترمب، حسبما أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته الصحيفة وكلية «سيينا».
حقيقة أن الرؤساء غالباً ما يتذكرهم الناخبون باعتزاز أكبر بمجرد رحيلهم عن مناصبهم ليست بالأمر الجديد. وعندما نلقي نظرة على تسعة من الرؤساء الأحد عشر السابقين، نجد أن معدلات الرضا عن أدائهم ارتفعت بنسبة 12 في المائة بعد ترك المنصب، سواء في المتوسط أو فيما يخص ترمب على وجه التحديد، تبعاً لاستطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» في يونيو (حزيران).
ومع ذلك، نجد أن استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها «نيويورك تايمز» و«كلية سيينا» تسلط الضوء على مدى الاحترام النسبي تجاه سياسات، حتى من قبل فئات تأثرت بالسياسات التي يأمل الديمقراطيون أن تكون محفزة خلال عام 2024. وفيما يتعلق بالكثيرين، يبدو أن الأمر كله يتمحور حول الاقتصاد.
وكشفت النتائج أن النساء أكثر احتمالاً بنسبة 20 في المائة لأن تقول إن سياسات ترمب ساعدتهن مقارنة بسياسات بايدن، رغم حقيقة أن ترمب عين قضاة في المحكمة العليا أسقطوا في نهاية المطاف الحق في الإجهاض، وأن نحو ثلثي النساء في أميركا يعتقدن أنه يجب تقنين الإجهاض في جميع الحالات أو معظمها.
بشكل عام، تبلغ نسبة النساء اللاتي يعتقدن أن سياسات ترمب ساعدتهن 39 في المائة، بينما اتهم 26 في المائة من النساء سياسات ترمب بالإضرار بهن. ورأى 34 في المائة أن سياساته لم تحدث بحياتهن اختلافاً يذكر.
وفي استطلاعات الرأي التي أجريت في 6 ولايات رئيسية في أكتوبر (تشرين الأول)، عبرت 42 في المائة من النساء عن اعتقادها بأن الإجهاض يجب أن يكون قانونياً دائماً. ومن بين هذه المجموعة، قال الثلثان إن سياسات ترمب أضرت بهم. ومع ذلك، فإن النساء اللاتي اعتقدن أنه يجب الحد من عمليات الإجهاض بشكل أكبر – بما في ذلك أولئك اللاتي قلن إن الإجهاض يجب أن يكون قانونياً في الغالب – فكن أكثر ميلاً لقول إن سياسات ترمب ساعدتهن.
من بين هؤلاء، نادين غيلر (57 عاماً) ربة منزل تعيش في جزيرة ستاتن بنيويورك، التي تخطط للتصويت لصالح ترمب. وقالت: «تعجبني سياساته. أعتقد أنها ناجحة».
وأضافت: «أعتقد أنه يستطيع أن يحقق معجزات من الناحية الاقتصادية. أعتقد بوجه عام أنه قادر على تقديم أداء جيد للغاية لصالح هذا البلد».
وفي الوقت الذي ينظر الجمهوريون جميعهم تقريباً إلى الاقتصاد بوصفه في حالة رديئة، يبدو الديمقراطيون منقسمون على أنفسهم بين جبهتين متساويتين. ومن بين الناخبين الذين قالوا إن الاقتصاد في حالة ممتازة أو جيدة، قالت أعداد كبيرة كذلك إنهم شعروا بآثار إيجابية لسياسات بايدن.
في المقابل، فإن الديمقراطيين وذوي الميول الديمقراطية الذين يعتقدون أن الاقتصاد بحالة متوسطة أو رديئة، يرون أن سياسات بايدن أضرت بهم أو لم تحدث اختلافاً يذكر.
من ناحية أخرى، نجد أنه من بين سياسات ترمب المبكرة الأخرى، فإن خطته لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، لاقت معارضة من جانب ثلثي الناخبين من أصل إسباني، طبقاً لاستطلاعات الرأي خلال انتخابات عام 2016. كان الجدار جزءاً من مجموعة من السياسات، بما في ذلك حظر السفر على مواطني العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة، ساعدت في تشجيع إقبال كبير من قبل الناخبين الديمقراطيين، وأسهمت في انتصارات كاسحة للمرشحين الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018.
والآن، قال 37 في المائة من الناخبين من أصل إسباني إن سياسات ترمب ساعدتهم شخصياً، مقارنة بـ15 في المائة قالوا ذلك عن سياسات بايدن.
في هذا الصدد، قال هنري بيريز (50 عاماً) الذي يعيش في سنترال فالي بكاليفورنيا: «كان المال يتدفق مع ترمب، حتى خلال سنوات جائحة فيروس كوفيد قرب نهاية فترة ولايته». من جانبه، صوت بيريز لصالح ترمب عام 2016، لكنه تحول إلى بايدن عام 2020 لأنه، بوصفه عضواً بإحدى النقابات، لم يكن راضياً عن سياسات ترمب تجاه النقابات.
اليوم، ينوي بيريز التصويت لصالح ترمب مرة أخرى هذا الخريف، لأسباب كثيرة منها الاقتصاد.
وعن ذلك، قال: «ليس عليك سوى الذهاب إلى محطة البنزين أو المتجر… سيخبرونك بكل ما تحتاج لمعرفته حول مدى الضرر الذي ألحقته بي سياسات بايدن».
من جهتهم، كان الناخبون ذوو الأصل الأفريقي الأقل احتمالاً قد قالوا إن سياسات ترمب ساعدتهم. ورغم ذلك، فإنهم ينظرون إلى سياسات ترمب بإيجابية أكثر عن سياسات بايدن.
من ناحيته، يخطط جاميلي فينوكو، طالب، (22 عاماً) للتصويت لصالح بايدن؛ لأنه «قال إنه سيجعل الدراسة الجامعية في متناول الطلاب بشكل أكبر». ومع ذلك، قال إن سياسات بايدن أضرت به بشكل عام، بينما ساعدته سياسات ترمب.
وقال فينوكو عن ترمب: «لا أريد أن أقول إن ذلك كان فقط لأنه كان رئيساً، لكن كل شيء كان أرخص بالتأكيد»، مضيفاً: «لم نكن حينها نوزع الأموال على دول أخرى فحسب». وقال إنه سيفكر في التصويت لصالح ترمب، الموقف الذي كان نادراً بين الشباب السود أمثال فينوكو، لكنه أصبح أكثر انتشاراً حسبما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة. وبالمثل، استشهدت ماري توراك (64 عاماً) وهي ممرضة بسياسات بايدن تجاه القروض الطلابية. وقالت توراك، وهي من أنصار الحزب الديمقراطي، إن الناس من حولها أصبحوا يحظون بـ«أمان مالي أكبر» في عهد بايدن، مع توافر وظائف جديدة ورواتب أفضل وديون أقل على صلة بقروض الطلاب.
ورغم ذلك فإنه بشكل عام، وعبر مختلف فئات الجنس والعمر والعرق والتعليم، بدا الناخبون أكثر ميلاً إلى القول إن فترة بايدن في منصبه أضرت أكثر مما ساعدت.