اقتصاد ومال

أمل التجارة العالمية يتجدد في أبوظبي

في الذكرى الثلاثين لتأسيس «منظمة التجارة العالمية»، تشهد عاصمة الإمارات، أبوظبي، فعاليات المؤتمر الوزاري ال13 للمنظمة، أكبر تجمع عالمي منذ 30 عاماً، ويضم أكثر من 175 دولة ومنظمة أممية للتباحث ومناقشة القضايا المتعلقة بالتجارة العالمية وسلسلة الإمداد وأهمية إصلاح المنظمة وكذلك أمور أخرى على رأسها: مصائد الأسماك، والنظام الزراعي، والحمائية التجارية، والمعاملة التفضيلية، وغيرها.

بحسب مطلعين على مجريات التحضيرات والمناقشات المتوقعة، وما سيصدر عنها ضمن ما يسمى «إعلان أبوظبي»، تتطرق الاجتماعات جملة من القضايا والمشاريع المتعلقة بالتجارة العالمية والخلافات الشائكة التي ما زالت قيد البحث والعمل على تجاوزها.

ويقرّ أعضاء منظمة التجارة العالمية ال166، بعد رفع عددهم من 164 بلداً، إثر انضمام كل من تيمور الشرقية، وجزر القُمر، بضرورة إصلاح المنظمة، وتعزيز النظام التجاري المتعدد الأطراف لمعالجة التحديات العالمية. مؤكدين التقدم الملموس في أهم 3 قضايا، ما زالت قيد البحث ضمن أروقة وأجندات المؤتمرات الوزارية السابقة، ولعل أبرزها الزراعة، ومصائد الأسماك، والمعاملة التفضيلية والخاصة في التجارة.

ومن المتوقع التشديد على التزام أعضاء المنظمة الذي قطعوه على أنفسهم في الدورة الثانية عشرة، بالعمل على تحقيق الإصلاح الضروري للمنظمة، وتحسين جميع وظائفها والاعتراف بالتقدم المحرز في هذا الصدد.

ومن الملاحظ مدى الإنجاز والعمل الذي تم إنجازه حتى الآن، لتحسين الأداء اليومي لمجالس منظمة التجارة العالمية ولجانها ومجموعات التفاوض، بهدف تعزيز كفاءة المنظمة وفاعليتها، وتسهيلها، ومشاركة الأعضاء في عملها. حيث يتم تكليف المجلس العام وهيئاته الفرعية بذلك، لمواصلة القيام بهذا العمل، وتقديم تقرير عن التقدم المحرز حسب الاقتضاء إلى المؤتمر الوزاري المقبل.

فيما سيتم التطرق إلى إصلاح تسوية المنازعات.

  • نظام تعددي

ويعتزم الأعضاء الحفاظ على قدرة النظام التجاري المتعدد الأطراف، وتعزيزه، من خلال المنظمة في جوهرها، لتوفير قوة دافعة ذات مغزى للاستجابة للتحديات التجارية الحالية، وينبغي الاستفادة من الفرص المتاحة، وضمان حسن سير عمل المنظمة، مع تأكيد الانخراط في بعض القضايا الجوهرية واستكشافها، ومدى الحاجة إلى تعميق الحوار بشأنها.

كذلك، من المتوقع أن يوضح المجتمعون أهمية الانفتاح والشمول والمرونة والاستدامة والتنوع والموثوقية، وسلاسل التوريد العالمية، ودورها في ضمان إمكانية تعافي الإنتاج والتجارة بسهولة أكبر من الأزمات والاضطرابات.

مع ملاحظة العمل الذي يتم إنجازه في هيئات المنظمة وفروعها، خاصة في ما يتعلق بالشفافية، بما في ذلك تبادل المعلومات، والترحيب بالجهود المبذولة، لتعزيز مرونة سلاسل التوريد العالمية.

  • الاقتصادات الصغيرة

ومن شأن التزام أعضاء المنظمة ببرنامج العمل الخاص بالاقتصادات الصغيرة، وتسهيله، أن يُسهم في دمج الاقتصادات الصغيرة والضعيفة في النظام التجاري المتعدد الأطراف، من خلال مواصلة تسليط الضوء على أولوياتها، والبحث عن حلول في جميع جوانب عمل منظمة التجارة العالمية.

ويدرك أعضاء المنظمة أهمية عقد جلسات مخصصة بشأن المرور العابر في لجنة تسهيل التجارة، ومن المتوقع تكليف لجنة التجارة والتنمية بعقد جلسات مركزة لتقييم التحديات المتعلقة بالتجارة التي تم تحديدها لتحقيق التكامل الأكمل للبلدان النامية غير الساحلية في النظام التجاري المتعدد الأطراف. حيث تقدم لجنة التجارة والتنمية تقريراً إلى المجلس العام وتقترح توصيات، إن وجدت، إلى الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر الوزاري المقرر عقده في الكاميرون.

  • اتفاق «مراكش»

ومن المتوقع أن يخرج «إعلان أبوظبي» بتجديد التأكيد على أهداف «اتفاق مراكش» والاعتراف بالدور الذي يلعبه، حيث يمكن للنظام التجاري المتعدد الأطراف أن يلعب دوراً في المساهمة في تحقيق خطة الأمم المتحدة لعام 2030، وتأكيد أهدافها للتنمية المستدامة، بقدر ما تتعلق بولاية المنظمة، وأهمية التجارة والتنمية المستدامة في ركائزها الثلاثة: الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية.

هذا بالإضافة إلى تعزيز أهمية وجود نظام تجاري متعدد الأطراف شامل ومنصف، وتعزيز العلاقات بين أعضاء المنظمة في مجال التجارة والمساعي الاقتصادية، بهدف دعم التنمية ورفع مستويات المعيشة، بما في ذلك للدول الأعضاء النامية، والبلدان الأقل نمواً، بما يسهم في ضمان مكاسب التجارة، التي تعود بالنفع على الجميع، داخل (الأعضاء) وفيما بينهم. مع أهمية العمل لإجراء مناقشات موضوعية بشأن الشمول التجاري (بقدر ما تتعلق بالأعضاء في ما يتعلق بعلاقاتهم التجارية المتعددة الأطراف). ويجب أن تكون هذه الجلسات تحت إشراف المجلس العام، الذي ينبغي أن يقدم تقاريره، حسب الاقتضاء، للدورة الرابعة عشرة للمؤتمر الوزاري.

ويسلط أعضاء المنظمة الضوء على أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في اقتصادات الدول، وكذلك أهمية تجارة الخدمات في خلق مزيد من الوظائف، فضلاً عن الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في التمكين الاقتصادي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى