رأي

ألمانيا وأوروبا تبحثان عن دور في غزة بعد الحرب

كتب ينس توراو في صحيفة DW.

يرى وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أنه يجب البدء على الفور في إدخال المساعدات لسكان قطاع غزة. وفي باريس، قال السياسي المنتمي للحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي: “نحن مستعدون لتقديم مساعدات إنسانية فورية إلى قطاع غزة”.

تصريحات الوزير الألماني جاءت اثناء مشاركته في لقاء عُقد على عجل في العاصمة الفرنسية، ضمّ عدداً من وزراء خارجية الدول الأوروبية والعربية. ولأجل ذلك، غادر الخميس مؤتمر-غرب البلقان في بلفاست، أيرلندا الشمالية، قبل الموعد المقرر لانتهاء المؤتمر، متوجها إلى باريس. ومن بلفاست، وفي إشارة إلى اقتراحه الذي طرحه في وقت سابق من هذا الأسبوع بعقد مؤتمر مشترك لإعادة الإعمار بالاشتراك مع مصر، شدد فاديفول على “ضرورة” أن يحدد هذا المؤتمر “الإطار السياسي لقطاع غزة، ويضع نصب عينيه، بالطبع، أن النتيجة النهائية يجب أن تكون حل الدولتين”.

فاديفول: “يجب أن تكون إسرائيل حاضرة!

 لا ينبغي أن تغيب إسرائيل عن مثل هذا المؤتمر، على عكس ما حدث في اجتماع باريس العاجل، يشدد الوزير الألماني، ويدعو إلى تفويض من الأمم المتحدة بشأن الخطوات اللاحقة في قطاع غزة: “نحتاج إلى إطار قانوني لكل ما يحدث حالياً في قطاع غزة”. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخطط بعيدة المدى ستلقى قبولاً من المفاوضين الرئيسيين في مصر: الإسرائيليين والفلسطينيين والولايات المتحدة.

حتى قبل الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية، بشأن تبادل الرهائن والسجناء وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، كان يوهان فاديفول قد قدم مبادرة لإعادة إعمار الشريط الساحلي المدمر على البحر الأبيض المتوسط.

ما مصلحة برلين في إعادة إعمار غزة؟

في برلين، يدعم توجه الوزير سياسيون من التحالف المسيحي المحافظ. وقد صرح يورغن هاردت، خبير السياسة الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي، لمجموعة فونكه الإعلامية بأن “لدى ألمانيا مجموعة متنوعة من الأسباب للمساعدة في عملية إعادة إعمار غزة: سياسة الهجرة، والسياسة الأمنية، والمساعدات الإنسانية. وأخيراً وليس آخراً، لأسباب تتعلق بمبدأ المصلحة العليا للدولة الألمانية”. ومصطلح “المصلحة العليا للدولة الألمانية” مفهوم يصعب شرحه، ولكنه يعني بشكل عام التزام ألمانيا غير المشروط بوجود إسرائيل وأمنها، انطلاقاً من مسؤوليتها عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون بحق ما يقرب من ستة ملايين يهودي أوروبي بين عامي 1933 و1945.

كما اقترح أديس أحمدوفيتش، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لشؤون السياسة الخارجية، في برلين أن تساهم ألمانيا بشكل خاص في “بناء نزل مؤقتة، وإزالة الأنقاض، واستعادة إمدادات المياه، وبناء مرافق الصرف الصحي”.

وكانت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي-رادوفان، المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، قد قدمت مقترحات مماثلة خلال زيارتها إلى إسرائيل نهاية أغسطس/آب.

لا خطط ملموسة

لكن الخطط الملموسة لإعادة الإعمار لا تزال غامضة المعالم إلى حد ما – حتى في برلين. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارتن غيزي، ردّاً على سؤال  DW: “لا أستطيع إعطاؤكم أي تفاصيل أخرى في هذه المرحلة، باستثناء أن المؤتمر سيُعقد. السياق واضح: إعادة إعمار غزة. ولكنه يتعلق أيضاً، بالطبع، بحلول طويلة الأمد لاستقرار المنطقة، بما في ذلك حماية إسرائيل من أي أعمال عدوانية في المستقبل. مؤتمر باريس هو إشارة البداية لذلك”.

انتقادات إسرائيلية لاذعة لاجتماع باريس

يُظهر رد فعل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على الاجتماع المُرتّب على عجل في باريس مدى صعوبة الجهود الأوروبية لوضع خطة إعادة إعمار قطاع غزة. وكان وزير الخارجية الألماني قد التقى نظيره الإسرائيلي في إسرائيل قبل أيام قليلة، وتربطهما علاقة جيدة. ووصف ساعر مؤتمر باريس بأنه “غير ضروري ومضر”. وكتب على منصة “إكس”: “نعتبره محاولة أخرى من الرئيس ماكرون لصرف الانتباه عن مشاكله الداخلية على حساب إسرائيل”.

يذكر أن علاقات إسرائيل مع فرنسا وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد اعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون بدولة فلسطينية نهاية أيلول/سبتمبر.

وتبقى الإشارة إلى أن الدور التي قد تلعبه ألمانيا وأوروبا غير واضح إلى حد كبير. فيما اقتصرت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من عشرين نقطة، على الحديث عن دور “داعم” لأوروبا فقط، هذا إن تسنى لها ذلك.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى