رأي

أطفال غزة يموتون جوعاً أمام أعين العالم!

كتب علي الفيروز في صحيفة الراي.

مع استمرار الحرب على قطاع غزة ووصول الحرب إلى يومها الـ 165 منذ بداية عملية طوفان الأقصی التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ 9 أكتوبر 2023 وإلى اليوم، وقد شمل هذا الحصار منع دخول الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء!

مؤكدة إسرائيل بكل بجاحة ان رفع الحصارعن غزة لن يتم إلا بعد عودة الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس، والمطالبة برجوعهم سالمين، إلا أن هناك شكوكاً بأن عملية الحصار على القطاع هي جزء من اللعبة القذرة التي تمارسها إسرائيل في الحرب، وذلك لانتشار المجاعة وقتل جميع سكان غزة الصامدين.
وقد سبق للأردن أن أعلن عن نيته التنسيق مع مصر بغية إرسال مساعدات إغاثية إلى غزة عن طريق معبر رفح الحدودي، إلا ان هذه المساعدات لم تغط حاجة سكان القطاع، فالوضع الانساني في شمال قطاع غزة فاق الكارثي وسط بعض العائلات الفلسطينية التي تحصل خلال 48 ساعة على نصف وجبة غذائية فقط، حيث لا يجد المواطنون حتى الأعلاف والحبوب في ظل سياسة التجويع والتعطيش والحصار اللا إنساني.

وفي المقابل حذرت مصادر أمنية مصرية من وجود نوايا خبيثة لتصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها عقب تصريحات إسرائيلية هددوا فيها النازحين من القطاع وأمرهم بالتوجه الى مصر!! وهو ما يعني ان هناك نية مبيتة لتصفية القضية الفلسطينية وإغلاق ملف حل الدولتين، وبالتالي لا سلام بعد اليوم، لذلك استقبل أهالي غزة الغارات الاسرائيلية منذ اليوم الاول من شهر رمضان وهم تحت القصف والتجويع الجماعي، فأوقعت هذه الغارات عشرات الشهداء والجرحى، وسجلت كذلك وفيات جديدة في الشهر الفضيل بسبب نقص الغذاء الحاد.

ومع استمرار الحرب اللا إنسانية على قطاع غزة المحاصر والهجوم على مدينة رفح وهي الملاذ الأخير للنازحين، ومع شُح دخول المساعدات الغذائية والدوائية أصبح سكان القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد لدى جميع الأعمار «أطفالاً ومشايخ»، وبالتالي انعكس ذلك على الاطفال حيث بات ينتشر الجوع بسرعة ليصل الى مستويات غير مسبوقة، فيما حذرت وكالات إغاثة دولية من ان الاطفال في غزة يموتون جوعاً بشكل شبه يومي، كما أعلنت وكالة الأونروا ان طفلاً واحداً من بين كل 3 أطفال دون السنتين يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة بسبب إهمال العالم في عملية الإنقاذ.

إذاً، أين جمعيات حقوق الطفل في جميع بقاع العالم، وأين جمعيات حقوق الإنسان الذين يتحدثون ليل نهار عن حقوق الإنسان وواجباته، أين هم اليوم من هذه الكارثة الإنسانية، وأين ذهبت فزعتهم للأطفال الأبرياء؟!!!

وأين نضالهم وقت الحروب والأزمات والحالات الإنسانية؟!! فاليوم يُعاني ثلث سكان غزة حسب تقديرات أممية من شُح حاد في الغذاء والدواء، ويهددهم شبح الجوع والعطش ولكننا نرى ان شعوب العالم وهي تتفرج منذ بداية حرب 7 أكتوبر 2023 وإلى يومنا هذا وكأن الأمر لا يعنيها؟! بل وكأنهم يقولون هذا هو الثمن البشري لحرب اسرائيل – غزة.

لقد أصبحنا نلاحظ بأن هناك صعوبة في متابعة حصيلة الوفيات من الاطفال بعد كمية الضربات الجوية على قطاع غزة، واليوم سوء التغذية والجفاف والعطش تقتلهم رويداً رويداً، وفي لمحة سريعة داخل مستشفى كمال عدوان الحكومي في شمال قطاع غزة يتوفى يومياً أطفال كثر بسبب الجوع القاتل، وهناك أطفال نائمون على الأرض من شدة نقص الأسرّة، نرى أطراف أجسادهم صغيرة والعظام بارزة من شدة الجوع ونقص الغذاء، مع بكائهم المستمر في ساحة المستشفى، واليوم يواجهون قسوة الحياة من خلال المجاعة، بل هناك أطفال كانت لهم اللحظات الأخيرة من الحياة (قبل الممات)، لذلك أطلقت منظمة اليونيسيف تحذيرات متكررة على مصير آلاف الاطفال من النساء المقبلات على الولادة خلال الشهر المقبل، وهم جميعاً مهددون بالموت المحقق في القطاع، بل وهناك زيادة في حالات الولادة المبكرة، كما هناك أمهات مصابات بالجفاف والصدمات تعانين من إرضاع أطفالهن لعدم وجود حليب للأطفال الرضع، ولا يمكنهن إيجاد ماء نظيف للشرب ومن دون إغاثة، وبالتالي، يتبين لنا ان الخطر من المجاعة قد يتجاوز خطر الضربات الجوية على المدنيين الأبرياء.

ومن جانب آخر، أفرغت سفينة open arms الإغاثية ما يقارب من 200 طن من الأغذية وهي السفينة الأولى التي تصل الى غزة عن طريق الممر البحري الجديد من قبرص، كما أفادت منظمة world central kitchen أنها تقوم بإعداد سفينة مساعدات إغاثية ثانية تحمل 240 طناً من المساعدات الغذائية للإبحار الى غزة، ويبقى السؤال هنا: هل فشل العالم في إغاثة سكان غزة من مجاعة محققة؟! أم أن المساعدات الغذائية قد وصلت الى غزة في الوقت المناسب؟! غير أن خطر المجاعة مازال سيد الموقف ويهدد عدداً كبيراً من السكان في جميع القطاع.

وقد حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني، من حدوث مجاعة غير مسبوقة في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الأيام المقبلة من جراء حصار الاحتلال المفروض على قطاع غزة، وأن المجاعة تلوح في الأفق، ومؤكداً ان المنطقة لم تمر بمجاعة مثلها من قبل، كما قال لازاريني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه على الرغم من كل الفظائع التي عاشها سكان غزة، فربما ينتظرهم ما هو أسوأ مما مضى.

وبالتالي ما يزيد استغرابي هنا هو عدم تحرك الدول العربية والإسلامية جمعاء لهذه الفظائع…!!

ولكل حادث حديث،،

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى