أطفالنا.. وشهر الخير
كتبت ندى مهلهل المضف في “القبس الكويتية”:
شهر رمضان موسم إيماني ومناسبة عظيمة لتربية النفوس وتهذيبها، كما أنه فرصة لغرس القيم الأخلاقية والمثل التربوية في نفوس الأطفال، وهو شهر الخير والتقوى، والتربية العملية للصغار عن طريق القدوة الحسنة، حيث يرون الكبار صائمين إيماناً واحتساباً، وكبيرهم يعطف على صغيرهم وغنيهم يجود على فقيرهم في درس للتكافل والتراحم وفعل الخيرات واجتناب المنكرات.
إن أطفالنا في بيئة التطور والتكنولوجيا والأسئلة المفتوحة، وهناك اجابة تتكرر من الاطفال والمراهقين دائما عندما اسألهم لماذا نصوم رمضان؟ أجد الاجابة عند فئة: «ان نشعر بجوع الفقراء»، ومن هنا يطرح سؤال آخر نفسه: الفقير حين يصوم يشعر بجوع من؟ ومن هنا يفترض من الوالدين والأسرة أن يجدوا الإجابة الشافية عن أهداف صوم رمضان، وعلى رأسها التقوى بأن يلتزم المسلم أوامر الله سبحانه ونبتعد عما نهى عنه، ويجب أن نعلم أطفالنا فوائد الصيام في تنقية الجسم وتنظيفه خاصة بعد الغزو الغذائي الذي داهم الصغار، حيث أصبحت الوجبات السريعة ثقافة جديدة بالنسبة لهم اثرت على لياقتهم البدنية ونشاطهم الذهني.
من الجميل والمفروض أن نشجع أبناءنا على أداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح «حتى لو ركعتين» نواظب عليهما في رمضان لنأخذ الأجر والثواب ونقترب من الخالق سبحانه وتعالى.
إن شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة تشاركون فيها ابناءكم الحوار وتستغلون الشهر الفضيل في تهذيبهم، وتصلحون سلوكهم، وعلينا جميعاً أن نغرس مفاهيم العبادة والخير والطاعة وصلة الرحم في هذا الموسم الإيماني الذي يعتبر فرصة ذهبية تطل علينا كل سنة لنجدد إيماننا ونغرس منظومة القيم في نفوس أبنائنا، وأن نربيهم على الحكمة والرحمة والمحبة والإيمان بقيمة فريضة الصيام والتي تهدف إلى تهذيب النفوس وليس فقط مجرد الامتناع عن الطعام والشراب.
ويجب أن ننتبه لكلماتنا وردودنا على الصغار مثل رد البعض على الطفل بالقول: «لا تكلمني فأنا صايم»، انا معصب او اصير عصبي اذا صمت، وكأننا بذلك نخبر أبناءنا ان الصيام يصاحبه شعور مزعج، خلافاً لحقيقة الصيام الذي يهذب النفوس، ويمنح المرء الشعور بالهدوء والسكينة.
وأخيراً: نصيحة الى كل أب وأم: كونوا قدوة حسنة لأطفالكم، وخالص الدعاء لكم بان «تعودونه» بخير وصحة وسلامة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا