اقتصاد ومال

أسعار النفط تسجّل خسائر أسبوعية حادة وترقب لإشارات إيجابية

سجلت أسعار النفط الخام خسائر أسبوعية حادة، حيث تراجع كل من خام برنت والخام الأمريكي بأكثر من 8 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما في مستهل عام جديد منذ 2016.

وتترقب السوق إشارات إيجابية، خاصة تخفيف قيود الإغلاق في الصين وتهدئة وتيرة زيادة أسعار الفائدة الأمريكية، إضافة إلى تراجع المخاوف من حظر النفط الروسي وفرض سقف سعري من جانب مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” الدولي، أن أسعار النفط الخام سجلت خسارة كبيرة في الأسبوع الأول من التداول في العام الجديد، واستمرت حالة عدم اليقين في الطلب في السوق.

وأوضح التقرير أن الخام الأمريكي استقر على أقل من 74 دولارا للبرميل، مسجلا أكبر خسارة أسبوعية بأكثر من 8.1 في المائة، ما يشير إلى عدم اليقين بشأن التوقعات على المدى القريب. وأضاف التقرير أنه “في الوقت نفسه تكافح الصين لكبح زيادة في حالات الإصابة بالفيروس بعد رفع قيود كوفيد – 19، على الرغم من أن التنقل من المقرر أن يرتفع مع اقتراب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة”.

ولفت التقرير إلى أن الأسعار قلصت خسائرها الأسبوعية، حيث أشارت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية إلى مرونة سوق العمل التي قد تفسح المجال أمام الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء رفع أسعار الفائدة.

وأشار التقرير، إلى أنه جاءت البداية الضعيفة للنفط الخام لهذا العام مع استمرار علامات زيادة العرض، لافتا إلى تحذير صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع من أن ثلث الاقتصاد العالمي قد يكون في حالة ركود في 2023، بينما أشار جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن أسعار الفائدة الأمريكية لم تكن مقيدة بشكل كاف بعد. ورجح التقرير أن تتجاوز أسعار النفط 140 دولارا للبرميل هذا العام، إذا أعيد فتح الاقتصادات الآسيوية بالكامل بعد عمليات الإغلاق المرتبطة بالجائحة.

ونوه التقرير بالتركيز المتجدد في السوق النفطية على إعادة الانفتاح على الصين بعد سياسة “صفر كوفيد” الصارمة، إلى جانب تأثير العقوبات الأوروبية في إنتاج وصادرات الخام الروسي. وأوضح التقرير أن الأسواق بدأت العام الجديد بأجواء من المخاطرة، ما أدى إلى تسريع الحركة الهبوطية للنفط، موضحا أن ضعف النفط كان مدفوعا أيضا بفائض المعروض من النفط الخام.

وذكر التقرير أنه بعد ذروة العدوى وفي حال إعادة فتح الاقتصاد الصيني بالكامل ستصبح مكاسب نمو الطلب أكثر وضوحا، لافتا إلى أنه في الوقت الحالي تراقب السوق حدوث زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالوباء في الصين، موضحا أن هذا الارتفاع ينعكس بقوة على الطلب على النفط.

وأشار التقرير إلى أن السوق النفطية في الأسبوع المقبل ستتابع التطورات بشأن إعادة فتح الصين، وكذلك البحث عن نقاط البيانات الصعبة حول الكيفية التي قد يؤدي بها الركود العالمي إلى تقليل الطلب على النفط أيضا، منوها بأنه في الأسبوع المقبل من المحتمل أن تكون هناك إعادة النظر في كيفية تأثير العقوبات الأوروبية في إنتاج الخام الروسي وصادراته، حيث إنه من غير المتوقع أن تغير العقوبات الإمدادات الروسية.

وأشار إلى أنه حتى مع وجود خلفية اقتصادية كلية ضعيفة هذا العام، فقد ينمو الطلب على النفط بأكثر من أربعة ملايين برميل يوميا أو نحو 4 في المائة، أي ضعف الكمية المتوقعة تقريبا من قبل كبار المتنبئين.

ورجح التقرير أن النفط سيرتفع إلى 140 دولارا للبرميل بمجرد إعادة فتح آسيا بالكامل، على افتراض أنه لن يكون هناك مزيد من عمليات الإغلاق، لافتا إلى أن أسعار النفط الخام شهدت بداية هشة لهذا العام، حيث تراجعت 8 في المائة، كما أدت إعادة فتح الصين إلى زيادة في حالات الإصابة بفيروس كوفيد، واستمرار المخاوف من حدوث ركود محتمل في الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى استمرار تأخر الطلب على وقود الطائرات بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا عن مستويات عام 2019 بسبب أن الصين لم تفتح أبوابها بعد، فيما بدأت دول آسيوية أخرى في إعادة فتح أبوابها للتو. وأضاف، أن “أسعار النفط ارتفعت في النصف الأول من عام 2022، حيث نما بالكاد العرض، بينما تعافى الطلب، وظهرت مخاوف بشأن الصادرات الروسية بعد الحرب في أوكرانيا”.

ولفت إلى ارتفاع أسعار خام برنت إلى 139 دولارا في مارس الماضي، لكن الأسعار تراجعت بعد ذلك في النصف الثاني بسبب زيادة العرض بمقدار أربعة ملايين برميل يوميا إلى جانب ضعف الطلب في الصين ودول الاتحاد السوفياتي السابق.

ونوه التقرير بالأرباح الهائلة التي حققها بعض التجار، حيث أدت اضطرابات سلسلة التوريد والحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط والسلع الأخرى، متوقعا أن تنخفض الصادرات الروسية بمقدار مليون برميل يوميا مقارنة بمستويات ما قبل الحرب، حيث تتسبب العقوبات في خسائر فادحة.

من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” الدولي، أن أسعار النفط سجلت أسوأ بداية لهذا العام منذ أكثر من ثلاثة عقود في الأسبوع الماضي، حيث انخفضت بأكثر من 9 في المائة خلال اليومين الأولين من التداول، مضيفا أنهم “استعادوا بعضا من تلك الخسارة منذ ذلك الحين”.

وأوضح التقرير، أن الانخفاض الحاد لأسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي حدث بسبب مخاوف الركود في الولايات المتحدة، وإعادة فتح الصين المضطربة وسط حالات الإصابة بفيروس كورونا المتصاعد، ما دفع المضاربين على ارتفاع السوق إلى كبح تفاؤلهم على المدى القصير.

وذكر التقرير أن انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة لم يكن كافيا لإعادة خام برنت إلى ما فوق 80 دولارا للبرميل.

وأشار إلى ارتفاع إنتاج “أوبك” مع عودة إمدادات نيجيريا، حيث أدى انتعاش إنتاج النفط النيجيري إلى رفع إنتاج “أوبك” الجماعي من النفط الخام في ديسمبر، لافتا إلى إضافة المجموعة النفطية 120 ألف برميل يوميا مقارنة بأرقام نوفمبر، ووصلت إلى 29 مليون برميل يوميا أي أقل بنحو 800 ألف برميل في اليوم من حصتها الإنتاجية. وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تباينت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة 6 يناير، مسجلة خسائر أسبوعية حادة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى