أسرلة «إنرجين»… ماذا عن غاز لبنان؟
كتب عبد الله قمح في “الاخبار”:
أُعلن في تل أبيب عن صفقة باع بموجبها المدير التنفيذي لشركة «إنرجين» المالكة لحقوق الإنتاج من حقل كاريش (المتنازع عليه مع لبنان) وتانين، ماثيوس ريغاس، ما مجموعه 2.8% من أصل 11.3% من الأسهم العائدة إليه، لتنخفض حصته إلى 8.5% من أصول الشركة مقابل 55 مليون جنيه استرليني (67.5 مليون دولار). خطوة ريغاس، يمكن تصنيفها على أنها تأتي انسجاماً مع مشروع «أسرَلة» الشركة المسجّلة في بريطانيا.
وبحسب المعلومات، بِيعت الأسهم إلى مؤسسات مالية إسرائيلية لم يجرِ الإفصاح عنها، من خلال وسيطين هما «بنك أوف أميركا» و«باراك كابيتال»، والأخيرة شركة إسرائيلية مقرها تل أبيب تعمل في الاستثمارات. وفيما يبدو أن خطوة بيع الأسهم تندرج في خانة تعزيز حضور الشركة في بورصة تل أبيب، غير أن ثمة جانباً آخر على صلة بخطط «إنرجين» المستقبلية للتحوّل إلى شركة ذات هوية إسرائيلية، ما يتيح لها تفادي قوانين «الحد من الاحتكار» المطبقة إسرائيلياً، ويوفر لها مزيداً من الاستحواذ على امتيازات غازية في البحر في دورة التراخيص الرابعة التي أعلن العدو أنه في صدد افتتاحها قريباً. كما أن البيع يحرّر الشركة من أعباء التكلفة الضرائبية التي تُفرض على الشركات الأجنبية العاملة في الكيان.
عملياً، تمتلك «إنرجين» شركة شقيقة تدعى «إنرجين إسرائيل» تعود إليها أصول الحقول الغازية المكتشفة في البحر (كاريش وتانين). وتطمح الشركة الأم التي تركز غالبية أنشطتها في كيان العدو، إلى التوسع إلى مناطق تُصنف «واعدة» في الاكتشافات الغازية، ولا سيما على حوض البحر المتوسط، وتحديداً في تركيا واليونان وقبرص، فيما لا يمكن استثناء المياه اللبنانية ربطاً بمسار وساطة عاموس هوكشتين المبنية في جزء كبير منها على الاستفادة من خدمات «طرف ثالث» لحل معضلة «التشارك» في الحقول الغازية العابرة للخطوط ما بين بيروت وتل أبيب. كما تمتلك الشركة حقوق استكشاف وتطوير غربي اليونان وفي جمهورية الجبل الأسود. ولا يقتصر حضورها على المجالات العملانية، إنما تعمل على محاولة التوسع الوظيفي باتجاه الاستثمار في شركات مهتمة بمجال الغاز واستكشافه الغاز وتطوير الحقول، كما حاولت أن تفعل في الجزائر مع شركة «أديسون» دون أن تنجح بسبب رفض الحكومة الجزائرية صفقة البيع لارتباط «إنرجين» بتل أبيب.
تطور «إنرجين» السريع يعود إلى عاملين، الأول الاستحواذ عليها من مؤسسات على صلة بإسرائيل بعدما كانت تواجه خطر الإفلاس، ولرغبة تل أبيب في إنشاء شركة خاصة تتولى أعمال الاكتشافات الغازية وتكون مسجّلة في دولة ثانية، والثاني استثمارها في حقل كاريش الذي يحوي واحداً من أكبر احتياطات الغاز لدى العدو (يُقدر بـ1400 مليار متر مكعب).
ريغاس الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، أكّد في مقابلة مع موقع «غلوبس» الصهيوني المتخصّص، أن شركته ستستثمر بين 710 و760 مليون دولار في مجال التطوير والاستكشاف والتنقيب عن الغاز، منها بين 450 و500 مليون في إسرائيل. ويهدف هذا الاستثمار إلى مضاعفة الكمية المتوفرة في كاريش وتانين والتي تُقدر بـ100 مليار متر مكعب من الغاز، من خلال عمليات تنقيب في البلوكين الإسرائيلييْن 21 و 31 الواقعين إلى الجنوب والجنوب الغربي من كاريش. غير أن ثمّة أهدافاً أخرى على صلة باستثمارات مستقبلية تبحث عنها الشركة في البلوكات الواقعة بمحاذاة البلوكات اللبنانية تماماً.
وكشف ريغاس عن مشروع لاستخراج النفط السائل من حقل كاريش بمعدل 30 ألف برميل يومياً كمرحلة أولى. وإذا حصل ذلك، سيكون بمثابة أول إنتاج بحري نفطي من جانب العدو. وبحسب خبراء النفط، بيّنت البئر الاستكشافية KN-01 في الجزء الشمالي من حقل كاريش (يقع ضمن الخط 29)، والتي بدأت سفينة Stena Ice max منذ مدة مشروع تحويلها إلى بئر إنتاجية لربطها مع الآبار الأخرى جنوبي الحقل، وجود كميات من النفط السائل تُراوح بين 50 و60 مليون برميل، يمكن استخراجها وتحويلها إلى مشتقات نفطية.