أسبوع حاسم للتكنولوجيا… والمستثمرون يترقبون نتائج «إنفيديا»

قد تشهد أسهم التكنولوجيا تقلبات حادة خلال الأسبوع المقبل مع ترقب المستثمرين التقرير الفصلي لشركة «إنفيديا»، أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، والتي تُعدّ جوهر تجارة الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت».
وتخلى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» يوم الخميس عن مكاسبه التي حققها في وقت سابق من الأسبوع، نتيجة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية ومسار أسعار الفائدة الأميركية، وسط قلق المستثمرين من ضعف أداء أسهم التكنولوجيا التي تراجعت هذا الشهر بسبب المخاوف من مبالغة تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.
وتُعد «إنفيديا» محوراً رئيسياً في هذا القطاع، حيث ساهمت رقائقها في دفع مكاسب واسعة لمجموعة من شركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى شركات أخرى مشاركة في بناء البنية التحتية لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشار مات أورتون، كبير استراتيجيي السوق في «ريموند جيمس لإدارة الاستثمارات»، إلى أن نتائج «إنفيديا» بعد إغلاق جلسة التداول يوم الأربعاء ستكون حاسمة لقطاع التكنولوجيا والقطاعات المرتبطة به مثل الصناعات والمرافق، وأضاف: «إذا لم تحقق (إنفيديا) النمو المتوقع أو لم تقدم توجيهات إيجابية، فستشهد السوق المزيد من التراجع في هذا النوع من التداولات».
ومنذ إطلاق «تشات جي بي تي» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنحو 1000 في المائة، بما في ذلك مكاسب سنوية تقارب 40 في المائة، ما جعلها أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية 5 تريليونات دولار الشهر الماضي. وتمتلك الشركة وزناً بنسبة 8 في المائة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وحوالي 10 في المائة في مؤشر «ناسداك 100»، ما يجعل تحركات سهمها مؤثرة على المؤشرات العامة.
ويتوقع المحللون نمو أرباح السهم للربع الثالث بنسبة 53.8 في المائة على أساس سنوي، مع إيرادات تبلغ 54.8 مليار دولار، وفق بيانات «إل إس إي جي». كما ارتفعت توقعات إيرادات الشركة للسنة المالية 2027 بنسبة 15 في المائة منذ مايو (أيار) الماضي لتصل إلى نحو 285 مليار دولار.
وسيركز المستثمرون أيضاً على تعليقات «إنفيديا» بشأن اتجاهات الطلب أو الإنفاق، مع توقع استمرار الطلب القوي في ظل البيئة الحالية، وفق ما أشار إليه جيمي تشانغ، كبير مسؤولي الاستثمار في مكتب «روكفلر غلوبال فاميلي».
ويُعد تقرير «إنفيديا» أحد أهم محفزات السوق المتبقية في 2025، بينما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً يقارب 15 في المائة منذ بداية العام، وسط قلق من تكوّن «فقاعة ذكاء اصطناعي». وقال جيمس راجان، الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار في شركة «دي. إيه. ديفيدسون»: «ننتقل إلى مرحلة يطلب فيها المستثمرون المزيد من الأدلة على جدوى الاستثمارات من حيث العوائد والتدفقات النقدية».
وبجانب نتائج «إنفيديا»، من المقرر أن تُعلن شركات التجزئة الكبرى مثل «وول مارت» و«هوم ديبوت» عن أرباحها الفصلية الأسبوع المقبل، كما ستصدر بيانات اقتصادية كانت قد تأخرت خلال فترة الإغلاق، في وقت تحقق فيه قطاعات الرعاية الصحية والمواد والخدمات المالية مكاسب قوية.




