أزمة تصريحات قرداحي.. اتصالات دولية للتهدئة
نقلت قناة محلية لبنانية عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قوله إن استقالته “غير واردة” على خلفية الأزمة التي أثارتها تصريحاته بشأن حرب اليمن، وذلك وسط تداعيات مستمرة حيث دعت الإمارات اليوم الأحد مواطنيها بلبنان إلى المغادرة في أقرب وقت.
وقالت قناة “الجديد” عبر موقعها الإلكتروني، اليوم، إن قرداحي أكد لها أن “استقالته من الحكومة غير واردة”، دون أي تفاصيل.
من جهته، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي -الذي التقى قرداحي أمس السبت- إن الأزمة مع السعودية ودول الخليج متعددة الأسباب ومتراكمة ومن شأنها أن تسيء إلى مصلحة لبنان.
وطالب الراعي رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي باتخاذ خطوات “حاسمة” لنزع فتيل أزمة العلاقات بين لبنان ودول الخليج.
وكان عون جدد أمس حرصه على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية، في حين جرت جهود دولية للتهدئة وسط تمسك أميركي فرنسي ببقاء حكومة ميقاتي.
اتصالات مكثفة
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم إن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب اتصل بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وشدد على أهمية التواصل مع كل الأشقاء الخليجيين والعرب.
وأضافت الوزارة أن بو حبيب أكد حرص بلاده على اتخاذ إجراءات تفضي لتخطي الأزمة الحالية وإعادة العلاقات لطبيعتها، وأبدى ترحيبه وشكره لكل الجهود المبذولة “لاحتواء التصعيد والتخفيف من حدة الأزمة”، وفقا لما جاء في بيان للمكتب الإعلامي للوزير.
كما رحبت الخارجية اللبنانية بموقف الخارجية العمانية التي أعربت عن أسفها لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية ولبنان ودعت الجميع إلى تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تغريدة على تويتر إنه بحث مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان اليوم “الوضع في لبنان، والحاجة إلى إعادة الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين في السودان على الفور”، وذلك في لقاء عقد على هامش مشاركتهما بقمة مجموعة العشرين في روما.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب -في مقابلة مع الجزيرة مباشر- إن هناك تمسكا أميركيا فرنسيا بحكومة ميقاتي، وإن الوزير قرداحي “يتشاور لاتخاذ قراره الأخير”.
وأضاف أن بلاده لن تقطع علاقاتها بالدول التي سحبت سفراءها، مضيفا أن الحكومة لن تقبل أن يعمل لبنان ضد مصلحة السعودية.
في السياق نفسه، قال وزير التربية اللبناني عباس الحلبي -في لقاء مع الجزيرة- إن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع الجانب السعودي، وإنها متمسكة بحكومة ميقاتي.
واندلعت الأزمة جراء تصريحات قرداحي في مقابلة بُثّت يوم الاثنين الماضي وكانت قد سجلت قبل تعيينه وزيرا في سبتمبر/أيلول الماضي، ورأى فيها أن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي من السعودية والإمارات.
واستدعت السعودية الجمعة سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت حظر كل الواردات اللبنانية، وحذت البحرين ثم الكويت حذوها في طلب مغادرة السفير اللبناني، كما قررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت.
وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان على موقعها اليوم، إنه “نظرا للأحداث الراهنة” فإنها توجه “جميع مواطنيها المتواجدين في لبنان بضرورة العودة إلى دولة الإمارات في أقرب وقت”.
وأشارت إلى أنها اتخذت “كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عودة مواطنيها من لبنان”، مؤكدة استعدادها “لتسخير الإمكانات كافة لمساعدة أي مواطن موجود في لبنان.. للعودة إلى دولة الإمارات”.
المصدر : وكالات