أزمة الدواء تتضخم..سلّوم: الحملة التي أطلقتها النقابة مستمرة
بعد إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سابقًا، أنّ الاحتياط بالعملات الأجنبيّة لا يكفي أكثر من ثلاثة أشهر وأنّ دعم الموادّ الأساسيّة ومنها الأدوية سيتوقّف، وفي ظل الانكماش الاقتصاديّ التي تشهده البلاد وشبه غياب للرقابة في الصيدليات، باتت أزمة الدواء تتضخم بوتيرة أكبر.
نقيب الصّيادلة جو سلّوم أكد، في حديث الى موقع “رأي سياسي” أن الحملة التي أطلقتها النقابة، أي عملية التفتيش لمعرفة مدى التزام الصيادلة بتسعيرة الدواء لن تتوقف، مشيرا الى انها ستشمل المستوصفات الشرعية وغير الشرعية التي ظهرت منذ بدأ أزمة الدواء أيضاً. وحذّر سلّوم من التلاعب أو الغش، فالنقابة ستكون بالمرصاد.
وبحسب جولات المراقبين في النقابة، أوضح سلّوم أن المشكلة التي تحصل في بعض الاحيان وتؤدي الى اختلاف سعر الدواء بين صيدلية وأخرى، تعود لمسألة بيع الصيدلي الأدوية كما عندما استلمها، فأحيانًا يبيعها بالرخص وأحيانًا بالغلاء عن طريق الخطأ ربّما أو عند تغيّر سعر صرف الدولار بسرعة.
وعند سؤاله عن واحدة من نتائج الجلسة الوزارية أمس، أي الموافقة على الطلب المقدّم من مصرف لبنان لسداد مبلغ 35 مليون دولار اميركي شهريا، للأشهر الثلاثة المقبلة، لزوم شراء الأدوية للأمراض المستعصية والمزمنة والسرطانية والحليب؛ شدد سلّوم على الحاجة الى مبلغ مضاعف على الأقل لحل الأزمة فعلياً، متوقعاً أن المبلغ هذا سيساعد على تخفيف أزمة انقطاع الدواء بنسبة 50% فقط. وختم سلّوم موضحاً: النسبة التي تكلمت عنها لا تطال أدوية الأمراض الزمنة أو المدعومة جزئياً من الوزارة، فالمسألة هذه أفالفمر صعب.
وكانت جولة لموقع “رأي سياسي” على بعض الصيدليات للتوقف عند سؤال: ما الأدوية التي تعانوا من فقدانها الآن أو غالباً؟ حيث تبيّن نقصاً كبيراً في الأدوية المدعومة جزئياً من وزارة الصّحة، وغالبية أدوية مرضى السكري والضغط، اضافةً الى عدم توفّر أي من أدوية مرضى السرطان، فوجودها مرتبط حكراً لدى المستشفيات.
كما لوحظ شحّ حليب الأطفال بمختلف أنواعه في الكثير من الصيدليات وانقطاعه التام في صيدليات أخرى، وخاصة حليب الأطفال من عمر 1 الى 3 سنوات. وتبلور بوضوح انقطاع الأدوية المهدّئة للأعصاب وتلك المضادّة للالتهاب أو لمرض الصّرع، توازياً مع واقع حال المواطن اليوم. وأعرب الكثير من الصيادلة عن استيائهم للحال التي وصل اليه القطاع وخجلهم في الوقت عينه أمام المرضى وخاصة مريض السكّري أو الضغط، عند عدم تمكنهم من اعطائهم العلاج، مرغمين على نصيحة: اطلب من أقاربك المغتربين ارسال أدويتك والاّ فانتظر الفرج، فنصيحة استبدال الدواء بآخر غير مضمونة أيضاً، لأنه في الكثير من الأحيان حتّى الدواء البديل، يصعب ايجاده.
المصدر : خاص رأي سياسي