رأي

أخوّة تزداد رسوخاً

كتب ابن الديرة في صحيفة الخليج

باليوم الوطني ال 53 تشارك دولة الإمارات سلطنة عمان احتفالاتها، في ظل روابط أخوية متينة تصنع حاضراً مشتركاً وتستشرف مستقبلاً واحداً، بين بلدين تتسم علاقتهما بتاريخ غني وعميق يعكس الترابط الثقافي والتاريخي الذي يربط بين شعبيهما الشقيقين.

الروابط العميقة التي تجمع الإمارات وعمان تعكس التاريخ المشترك والروح الأخوية التي تربط بين الشعبين وقيادتي البلدين برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، حيث يظهر هذا التلاحم بوضوح في العديد من الجوانب، مما يبرز استدامة العلاقات الإماراتية العمانية على مر العصور.

العلاقات الإماراتية العمانية الأخوية تمتد إلى قرون عديدة، والاتصال الثقافي بين سكان البلدين قائم منذ القدم، حين كانت المنطقة معروفة بتاريخها التجاري والبحري، حيث كانت الطرق التجارية تمتد عبر البحر العربي والمحيط الهندي، مما أسهم في تشكيل هوية مشتركة وفهم متبادل للقيم والتقاليد.

وفي العصور الحديثة، تطورت العلاقات بين الإمارات وعمان بمرور الوقت، حيث حقق البلدان نهضة اقتصادية وتطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات. وتشير العديد من الاتفاقيات والمبادرات الاقتصادية إلى التزام متبادل بتعزيز التعاون وتحقيق التقدم المشترك، ولا يقتصر التفاعل بين البلدين على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل التبادل الثقافي والتعاون في مجالات التعليم والعلوم.

لقد شكلت الزيارة التاريخية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين؛ إذ تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية» بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشروعات المشتركة، وجاءت زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، إلى السلطنة في 27 سبتمبر 2022، لتدشّن حقبة جديدة في تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، حيث شهدت توقيع العديد من مذكرات التعاون، لترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة في حوار دائم، ولقاءات على أعلى المستويات، ما يعكس حجم الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير علاقاتهما الثنائية.

الإمارات وعمان يتقاسمان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، ما شكل عاملاً إضافياً لاستدامة علاقات تزداد رسوخاً مع مرور السنين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى