اقتصاد ومال

 أبوظبي إلى مصاف أكبر المراكز المالية في العالم

أشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء، إلى الجهود التي يبذلها المسؤولون في أبوظبي وقيامهم بتنظيم حزمة جديدة من الامتيازات التي ستساعد في دفع الإمارة إلى مصاف أكبر المراكز المالية في العالم.
وبحسب بلومبيرغ لا تقتصر الحزمة في أبوظبي على تسهيل الأعمال فقط، بل تسهل الإمارة الحياة الاجتماعية أيضاً لمن يفد إليها من متداولي الأسهم كتوفير القبول بالمدارس التي يرغبون فيها لأطفالهم، وتأمين فرص عضويتهم في الأندية.
ورغم أنّ رأس مال الثروة السيادية للإمارة، والذي تبلغ قيمته 1.5 تريليون دولار، سيظل عامل الجذب الرئيسي لمديري صناديق التحوط الذين يتجهون مباشرة إلى أبوظبي، فإن المسؤولين، وفقاً لبلومبيرغ، يعكفون على تنظيم رسمي لبرنامج سيقدم حوافز تتضمن دعم نمط الحياة والتأشيرات كجزء من الحزمة الشاملة للمهنيين الماليين الذين ينتقلون إلى المنطقة.
والرهان هو أنّ هذه الامتيازات، إلى جانب الإعفاء الضريبي والطقس المشمس والمنطقة الزمنية التي تسمح بالتداول عبر ساعات العمل الآسيوية والأوروبية والأمريكية، ستسهم على الاستمرار في جذب عمالقة صناديق التحوط من نيويورك ولندن وهونغ كونغ وسنغافورة.
وفي حديث مع بلومبيرغ، قال أرفيند رامامورثي، رئيس شؤون الأسواق في سوق أبوظبي العالمي والذي يقود تطوير السوق: إنّهم في الوقت الحالي يضعون أنفسهم على المستوى العالمي من خلال المقارنة مع مدن مثل هونغ كونغ وسنغافورة ولكن الإمارة في طريقها لتبلغ مستوى لندن ونيويورك.
نجاح التحركات
وقال: إنّ هناك دلائل على نجاح بعض التحركات المبكرة للإمارة، لافتاً إلى شركة بريفيان هوارد لإدارة الأصول التي أصبحت تدير من أبوظبي أموالاً أكثر مما تديره في أي مكان آخر في العالم.
فالقرار الذي اتخذته الشركة بجعل أبوظبي أكبر مركز لها أحد أوضح العلامات حتى الآن على ثقل المدينة المتنامي؛ والجدير بالذكر أنّ الشركة تدير الآن نحو 10 مليارات دولار من خلال المنطقة المالية الحرة في الإمارة، وقد قامت بتنمية فريقها المحلي إلى أكثر من 80 موظفاً.
وتوقّع مؤسسها المشارك، الملياردير آلان هوارد، أن تصبح أبوظبي مركزاً مالياً عالمياً
وبالإضافة لبريفيان هوارد انضمت إلى الإمارة كلٌ من مجموعة غولدمان ساكس وروتشيلد وشركاه ومورغان ستانلي، والتي أصبحت من بين الشركات المالية العالمية التي افتتحت مكاتب لها في أبوظبي.
وبنهاية العام الماضي أصبح لدى المركز المالي 1825 كياناً عاملاً، بزيادة بمقدار الثلث عن عام 2022، وصنفه «سوق أبوظبي العالمي» على أنّه المركز المالي الأسرع نمواً في المنطقة لعامين متتاليين.
وقال رامامورثي، رئيس شؤون الأسواق في سوق أبوظبي العالمي، في حديثه مع بلومبيرغ أنّهم لا يقومون فقط بربط الناس بمجموعة من رؤوس الأموال، بل أيضاً يهيئون لهم مكاناً يشعرون فيه بأنّه في أوطانهم، ووصف رأس المال في سوق أبوظبي العالمي بأنّه عالي الجودة.
دبي
وذكرت بلومبيرغ ما توفره دبي من مزايا مماثلة، وتُعد الإمارة مركزاً للأعمال والتمويل الفعلي في الشرق الأوسط؛ وكما هو الحال في أبوظبي تمكنت كذلك المنطقة المالية الحرة في دبي من جذب جمهور صناديق التحوط من خلال حوافز، منها تخفيض رسوم الترخيص.
ويتضح نجاح دبي في جذب الأعمال، وفقاً لبلومبيرغ، في ظاهرة قوائم الانتظار الطويلة للمدارس والأندية الاجتماعية؛ وربما تستغرق الحجوزات في بعض المطاعم أسابيع، وتكون الطرق الرئيسية مزدحمة بشكل روتيني.
وأوردت بلومبيرغ التوقعات بأن يصل عدد سكان دبي إلى 5.8 مليون نسمة في عام 2040؛ ارتفاعاً من العدد الحالي الذي يربو قليلاً عن 3.5 مليون نسمة.
وقال أندرو بير، العضو الإداري في شركة دي بي آي الاستثمارية في نيويورك: «مديرو صناديق التحوط مستاؤون من سمعة الرأسمالية والإنفاق الحكومي المتهور وارتفاع الضرائب في نيويورك ولندن وبالمقارنة تبدو دبي وأبوظبي مكاناً للترحاب بهم».
وأضافت بلومبيرغ على هذا صفة مهمة أخرى للإمارتين وهو انخفاض معدل الجريمة، وأوردت ما ذكره أحد الوافدين الجدد، وهو مسؤول تنفيذي يساعد في جمع رأس المال للعملاء بما في ذلك صناديق التحوط، والذي قال: إنّه لا يغلق منزله أبداً. وقال آخر: إنّ محبي الساعات الفاخرة يمكنهم ارتداء ساعات رولكس الخاصة بهم والتجول في الإمارة دون خوف من التعرض للسرقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى