صدى المجتمع

أبرشية انطلياس المارونية اطلقت فيديو عن مفهوم السينودس وتاريخه ومراحله

 اطلقت ابرشية انطلياس المارونية ومواكبة للمسيرة السينودسية التي اطلقها البابا فرنسيس، فيديو  بعنوان “شو يعني سينودس”، مدته 8 دقائق من اعداد واخراج  دائرة الاعلام بالتنسيق مع لجنة السينودس في الابرشية. 

ويتناول الفيديو مفهوم السينودس، تاريخه، انواعه ومراحله ويشير الى ان “سينودس” هي لفظة يونانية تعني “السير معا”، وسينودس الاساقفة هو مؤسسة دائمة انشأها البابا بولس السادس في 15 ايلول 1965 استجابة لرغبة آباء المجمع الفاتيكاني الثاني للحفاظ على الروح الايجابية التي ولدتها الخبرة المجمعية، وكل سينودس هو لقاء حول بابا روما، ويكون فيه لاساقفة الابرشيات في العالم امكان التفاعل معا وتبادل المعلومات والخبرات في موضوع معين بهدف البحث المشترك عن حلول رعوية  تساهم في تجديد وتحديث الكنيسة بتجذرها بكلمة الله.
وكل سينودس يتخذ شكل مجلس استشاري للحبر الاعظم وله وظيفتان اساسيتان : دور اعلامي للاستعلام عم واقع الكنيسة ودور استشاري يساعد البابا في اتخاذ القرارات واحيانا   تكون للسينودس وظيفة ثالثة هي اتخاذ القرارات اراديا شرط ان يصدق عليها البابا بنفسه”.

ويوضح الفيديو  ان”للسينودس امانة سر دائمة  في الكوريا الرومانية تسهر على تحضير وتنفيذ كل المراحل المجمعية وان السينودس ثلاثة انواع  تختلف عن بعضها في الشكل والمضمون :

– السينودس العادي الذي يجمع بطاركة الكنائس الشرقية والاساقفة المنتخبين من مجالس الاساقفة واساقفة يسميهم  البابا شخصيا بالإضافة إلى مكرسين ومكرسات. وهذا النوع من السينودس يعالج مواضيع لاهوتية وايمانية من اجل ان  تكون الكنيسة في حالة تجدد دائم في كل المجالات.
عقد منذ المجمع الفاتيكاني الثاني ولغاية اليوم 16 سينودسا عاديا كان آخرها “كلمة الله في حياة ورسالة الكنيسة” سنة 2008 ، “الانجلة الجديدة من اجل نقل الايمان المسيحي” سنة2012، “دعوة ورسالة العائلة في الكنيسة وفي العالم المعاصر” سنة 2015 و”الشبيبة والايمان وتمييز الدعوات” سنة 2018.

– السينودس غير العادي الذي يجمع بالاضافة الى بطاركة  الكنائس الشرقية والاساقفة رؤساء مجالس الاساقفة، الكرادلة المسؤولين عن دوائر الكوريا الرومانية ومكرسين ومكرسات ومشاركين يسميهم البابا بنفسه. هذا النوع من السينودس يعقد ليعطي اجابات سريعة على الأسئلة المتعلقة بخير الكنيسة الجامعة. وعقد هذا النوع من السينودس ثلاث مرات منذ المجمع الفاتيكاني الثاني : “التعاون بين الكرسي الرسولي ومجالس الاساقفة” سنة 1969، “العيد العشرين لختام انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني” سنة 1985، “التحديات الرعوية للعائلة في اطار البشارة بالانجيل” سنة 2014.

– السينودس الخاص الذي يعقد حول مسألة خاصة في منطقة او كنيسة معينة، هذا النوع من السينودس يجمع فقط مشاركين من المنطقة التي يعقد فيها ومن أجلها. ولغاية اليوم عقد 11 سينودسا خاصا  منها : “مجمع خاص من أجل لبنان” سنة 1995،” مجمع خاص من أجل الشرق الاوسط” سنة 2010 و”مجمع خاص من أجل الامازون” سنة 2019″.

ويشرح الفيديو “مراحل كل سينودس للاساقفة:
المرحلة الاولى على مستوى امانة سر السينودس والاساقفة، هذه المرحلة تسبق اطلاق أعمال كل سينودس وتبدأ بطرح مواضيع عدة على البابا ليختار منها موضوعا واحدا. 
اختيار موضوع السينودس لا يقرره البابا بمفرده انما يستشير فيه الاساقفة الذي يبدون اقتراحاتهم  وفقا لمعايير محددة تشترط ان يكون الموضوع يخص الكنيسة جمعاء، وحالي وعاجل بالمعنى الايجابي، اي قادر على خلق طاقات جديدة ويساهم في نمو الكنيسة، له ركيزة وتطبيق رعوي بالاضافة الى اساس عقائدي متين وقابل للتنفيذ وللتحقيق على ارض الواقع.
وبعد اختيار الموضوع العام للسينودس تقوم امانة سر السينودس باعداد وثيقة الخطوط العريضة، وهذه الوثيقة يكون مضمونها شاملا وواسعا بهدف استنباط عدد كبير من الملاحظات وردود الفعل.

ثم تبدأ المرحلة الثانية التي تتوجه بشكل اساسي الى الاساقفة الذين يطلب منهم كتابة تقرير او رد رسمي على الاسئلة المطروحة في وثيقة الخطوط العريضة وارسالها الى الامانة العامة للسينودس في وقت محدد ومن بعد جمع كل التقارير تقوم الامانة العامة للسينودس بالتعاون مع خبراء باعداد وثيقة ثانية تسمى “اداة العمل” والتي تكون الاساس والنقطة المرجعية لانعقاد السينودس. ويكون لهذا النص طابع مؤقت والذي سيكون موضوع المناقشات في الجمعية العمومية للسينودس ولا يشكل ابدا مسودة للاستنتاجات النهائية التي ستصدر عن السينودس بعد انعقاده. 

المرحلة الثالثة والاخيرة هي الجمعية العمومية للسينودس حيث يلتقي كل الاساقفة المعنيين في  الفاتيكان لمدة اربعة اسابيع كاملة، وتتميز جلسات عمل الجمعية العمومية بثلاث مراحل : مرحلة المداخلات الفردية وعرض الخبرات الايمانية والثقافية حول موضوع السينودس ، مرحلة المجموعات الصغيرة بحسب اللغات التي تناقش سلسلة من الاسئلة وتجيب عليها بتقارير مكتوبة ومرحلة التصويت على المقترحات الملموسة على جلسات عدة ضمن فرق صغيرة بداية  وضمن جلسة عامة اخيرا.

وفي ختام الجمعية العمومية للسينودس يكتب الامين العام التقرير النهائي حول العمل السينودسي الذي أنجز ويسلمه الى البابا قبل نشره الى العلن باسم كل الاساقفة.

وعادة وبعد كل سينودس يعيد بابا روما اهم النقاط التي وردت في التقرير النهائي للسينودس برسالة خاصة وشخصية من كتابته تعرف ب”الارشاد الرسولي”. 

ويشير الفيديو الى ان “هذه هي المسيرة السينودسية عادة، ولكن مع البابا فرنسيس الذي يحب ان يستمع للكنيسة بكل افرادها تمت اضافة بعض التعديلات على المراحل التقليدية ففي السينودس الحالي الذي يحمل موضوع” السير معا” تمت الاستعاضة عن ورقة الخطوط العريضة بوثيقة تحضيرية لتكون بمتناول كل شعب الله وبالتالي تمت اضافة مرحلة اساسية هي مرحلة السينودس في الكنائس المحلية ، لكي يتسنى لكل معمد ان يعبر عن رأيه وليس فقط الاساقفة كما جرت العادة سابقا. 
وفي ختام هذه المرحلة وبعد جمع كل التقارير من كل انحاء العالم تصدر اداة العمل الاولى التي ترسل الى مجالس الاساقفة في القارات السبع ليبدوا بدورهم تعديلاتهم واقتراحاتهم لإجراء صياغة اداة العمل الثانية التي ستكون ركيزة الجمعية العمومية للاساقفة في الفاتيكان”. 

واختتم الفيديو بعبارة “كل عمل كنسي جماعي هو دعوة من الروح القدس للكنيسة لتتجدد وتسمع صرخة ابناء جيلها لتبقى الكنيسة المقادة من الروح القدس حضور الله في قلب العالم ولكل العالم”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى