رأي

آية تسوية يريدها نتنياهو؟

كتبت لما جمال العبسه في صحيفة الدستور.

هكذا دائما عندما يوضع في زاوية فك اسر المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة تبدأ تسريبات رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي يريد ان يخضع العالم بأسره لاهوائه وتمنياته بان يكون «تشرتشل» الزمن الحالي، طيعا هذه التمنيات في يد جني مصباح علاء الدين الذي بين يديه وهو الادارة الامريكية التي دائما ما تتناقض اقوالها مع افعالها، وتحاول دائما ان تكون عرابة لما تسميه الهدنة الانسانية! وانهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطبعا قبل هذا تحقيق هدف القضاء على المقاومة او تفكيكها على اقل تقدير.

الزاوية الجديدة كانت اطمئنانا اميركيا كبيرا في الوصول الى حل لمعضلة قطاع غزة وان هناك تسوية تم التوصل اليها في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا حيث اتفقت هي والكيان الصهيوني ممثلا برئيس الموساد الاسرائيلي، وقطر ومصر على صيغة توافقية تجمع ما بين مطالب حركة المقاومة «حماس» بالاضافة الى سرايا القدس، ومن جانب اخر مطالب الكيان الصهيوني، وفور تسلم «حماس» المقترحات قالت بانها ستدرسها وترد عليها، ليبادر المتطرف النازي نتنياهو وعصابته برفض كل شيء واصراره على استمرار وحشية آلة الحرب الصهيو امريكي في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء.

وامس طالعتنا احد تسريبات العدو الصهيوني بصياغة اليوم الثاني ما بعد الحرب على اعتبار كما قلنا سابقا ان الارض فارغة من اهلها وان دماء الغزيين ماء تبخر الى طبقات الجو، ليقرر مصير القطاع بخطة اقل ما يُقال عنها انها اوقح من عبارة «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها».

خطته ذات المراحل الثلاث بحسب هذه التسريبات افترضت ان لا مقاومة في القطاع، وقامت على اساس اعطاء الكيان الصهيوني الحق في فرض السيطرة الامنية بداية وصولا الى الانسحاب المزعوم من القطاع مع الحفاظ على قدرة المحتل للتدخل متى استشعر خطرا قادما من القطاع، بل والاوقح ان لا وجود انسانيا للفلسطيني هناك لادارة امره بحيث يكون هناك سيطرة صهيونية على المساعدات، وتشكيل تحالف عربي تختار هي دولة لادارة القطاع، ومن ثم سلطة فلسطينية على مقاس رغبات نتنياهو لادارة القطاع!.

اي وهم يعيش فيه هذا المتطرف واي جنون يريد ان يفرضه على الواقع الفلسطيني واي رد يريد توجيهه للمقاومة حتى اخر رجل فيها كما يدعي؟ والانكى من ذلك كله كيف ستواجه الادارة الامريكية شعبها والعالم الحر التي تدعي انها تدافع عن ديمقراطيته وحريته امام وقوفها قلبا وقالبا الى جانب هذه الرغبات الصادرة عن مجنون غير مسؤول عن ما يتفوه به.

هذه الحكومة المتطرفة النازية التي تحكم الكيان المحتل تستمتع برؤية وحشيتها واساليب ابادتها الجماعية التي كان اخرها اكتشاف مقبرة جماعية لثلاثين شهيدا مكبلي الايدي ومقطعي الاوصال في شمال القطاع، فيما تغمض الادارة الامريكية عينها وتصم اذانها عن مثل هذه الامور التي لا تهتم بها وبالاساس لا ترى فيها عملية ابادة جماعية، لا تدري ما معنى كلمة وطن ولا تستشعر حجم الاصرار الذي ولدته هذه الوحشية والهمجية الصهيونية لدى هذا المكلوم في عدم ترك ارضه او تسليم مصيره له وأوليائه الظلمة.

كل قطرة دم زادت هذا الشعب في كل جنبات فلسطين التاريخية اصرارا على البقاء والتمترس على ارضه، وان مات واحد فهناك العشرات فداء له، فهو لم يُعدم الوسيلة وكانت الحاجة سيدة اختراعاته، وجهاده لاعلاء كلمة الحق والدين وصون العرض والوطن رايته التي لم ولن تُنكس ان شاء الله.

ليخطط نتنياهو ولتدير اموره وتنسقها الادارة الامريكية، وليتناسوا ان الشعب كله مقاوم الآن وان لا ضفة دون قطاع غزة ولا القطاع دون الضفة الغربية، فلن يحدث الا ما اراده الشعب الذي اتخذ من مقاومته نبراسا وهدى، فهو يثق بأن الله قاهر عدوهم وناصرهم ان شاء الله، وسيتبرون ما علو تتبيرا، فعليهم الآن اما الاستفاقة من حلمهم المدنس بالدم او مقابلة ذلك الشيء الذي لا يهزم وهو الشعب الذي آمن بالله وبحقه وبالمناسبة هم مدركون ان تلك الامور مصدر القوة الفلسطينية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى