خاصأبرزرأي

واشنطن تدير “الأُذن الطرشاء” لمطلب لبنان الضغط على اسرائيل

حسين زلغوط
خاص: موقع “رأي سياسي”:

يكاد لا يمر يوم إلّا وتقوم اسرائيل بخرق إتفاق الهدنة والقرار 1701، إما من خلال اغتيال عناصر من “حزب الله”، او من خلال غارات الطيران الحربي، على أكثر من قرية وعلى بعض الأحراش بحجة أنها تستهدف منشآت عسكرية تابعة للحزب.
والغريب في الأمر أن اسرائيل من خلال مُسيراتها، وطيرانها الحربي تسرح وتمرح في الأجواء اللبنانية، ولا يحرك المجتمع الدولي ساكناً، خصوصاً الدولتين اللتين رعتا إتفاق الهدنة، وهما الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وأن الإهتمام لدى هؤلاء منصب على كيفية نزع سلاح “حزب الله” الذي اكد اكثر من مسؤول فيه، المضي في التزام وقف النار، والاستعداد لخوض حوار مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حول الاستراتيجية الدفاعية، مع شرط الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها المستمر، واطلاق سراح الأسرى، والبدء بعملية إعادة الإعمار.
ومما لا شك فيه ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كشف بوضوح القصد الحقيقي من الاعتداءات الاسرائيلية بقوله، “ان ما يجري هو للتشويش على الموقف اللبناني الملتزم بشكل جدي بتنفيذ ما طلب منه لجهة تطبيق بنود وقف اطلاق النار”، وهذا يعني ان تل ابيب غير مكترثة لأي قرار أممي، في الوقت الذي لا تقوم فيه اي دولة في العالم بإدانة هذا السلوك “الوقح”، لحكومة بنيامين نتنياهو، وفي الوقت الذي لا تلجم فيه واشنطن اسرائيل والقيام بمنعها من الاستمرار في عدوانها على لبنان، وهي بدلا من ذلك تطلق العنان للموفدة مورغن أورتاغوس التي تواظب على توجيه التهديدات للبنان على خلفية المطالبة بنزع سلاح “حزب الله”، قبل البحث بأي أمر أخر، لا سيما اعادة الاعمار.
وأمام الغطرسة الاسرائيلية اليومية، ما زال لبنان يراهن على دور أمريكي وفرنسي لاحتواء التهديد الإسرائيلي، وقد اجرى رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام اتصالات مكثفة مع رعاة اتفاق الهدنة، للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها، وحملها على الالتزام بالقرارات الدولية، لكن لم يكن هناك أجوبة حاسمة لهذه الناحية، وما تنطق به هذه الدول في ردها يبقى مجرد كلام “لا يسمن ولا يغني من جوع”، خصوصاً وأن لجنة المراقبة غائبة عن الأنظار، وهي في الأساس لم يكن هناك من جدوى لتأليفها طالما لا تملك القرار بإلزام أي طرف من الأطراف المعنية بأي شيء، علما ان قيادة قوات “اليونيفل” تبعث بتقارير الى الأمم المتحدة حول ما يجري على الساحة الجنوبية على وجه الخصوص، غير أن هذه التقارير سرعان ما تلتحق بتقارير سبقتها منذ العام 1978 إلى الأدراج لتصبح في غياب النسيان.
من هنا فإن مصادر سياسية تعتقد بأن الولايات المتحدة الاميركية التي تدير الأذن الطرشاء للأصوات اللبنانية التي تدعوها للضغط على اسرائيل، تراهن على أن جمهور المقاومة في وضع صعب، وأن حزب الله يعاني الأمرّين خصوصا في ما يتعلق بالمال. ولذلك هي تعتقد بأن تضييق الخناق على بيئة حزب الله، خصوصا أمام شح الأموال المتعلقة بالتعويضات وإعادة الأعمار، سيؤتي أُكله عاجلا أم أجلاً، لصالح المشروع الاميركي، كما ان واشنطن تراهن على جماعات لبنانية معروفة العداء لحزب الله، وخبزها اليومي المطالبة بسحب سلاح الحزب، ووصل الأمر بها الى المطالبة بسقف زمني محدد لتسليم هذا السلاح للعب دور محوري في ما خص الضغط على الحزب لتسليم سلاحه تحت أي عنوان كان.
وتعرب المصادر عن اعتقادها بأن قابل الأيام سيكون حافلا بالسجالات السياسية حول جدوى المقاومة، والسلاح، وهو ما يتخوف أن ينعكس على الشارع الذي يعيش حالة من الاحتقان، وتقع الواقعة ونذهب الى وجهة ما الجميع سيكون فيها خاسر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى