هل حرق السفارات… حرية تعبير؟
كتب كمال الخرس في صحيفة الراي.
في ردة فعل على ترخيص الحكومة السويدية المتكرر لحرق المصحف الشريف، قام مئات من المجاميع الغاضبة باقتحام السفارة السويدية في بغداد واشعال الحريق فيها.
الحكومة العراقية دانت العمل وتوعدت بمحاسبة الفاعلين. فسفارات الدول لها اهميتها وحرمتها الديبلوماسية بالعالم وهناك قوانين واعراف ديبلوماسية عالمية تحمي هذه السفارات لما تمثله من مقرات آمنة بين الدول وما تحققه من استقرار وتواصل بين دول العالم.
لكن أليس فكرة دعم التعبير عن الرأي ولو كانت في ممارسات كثيرة غريبة منها تدنيس وحرق أقدس كتاب لدى المسلمين وهو كتاب الله، خلقت شعوراً وتوجيهاً عفوياً للجماهير بأن تعبر عن رأيها بحرق السفارات رغم ما يحيط بها من اقداس ديبلوماسية ؟!
اذا كان حرق السفارات يحرق معه أعرافاً ديبلوماسية تحمي النظام في العالم، فحرق القرآن وبموافقة الحكومة السويدية على هذه الممارسة وترخيصها وحماية فاعليها، تحرق معها قلوب مئات الملايين من المسلمين حول العالم، الذين يشاهدون كتاب الحق وما يمثله من هداية للبشر ببحر متلاطم من الفتن والظلم في الأرض يتم تدنيسه وحرقه.
اذا كان حرق السفارة فيه خرق للأعراف الديبلوماسية ويشكل انتهاكاً يزعزع الثقة والاستقرار بين الدول ويشيع الفوضى في العالم، فان حرق كتاب الله بوقاحة باسم حرية التعبير يمثل أكبر انتكاسة للثقة والاحترام والأمان بين الناس، وان اعطاء الإذن لحرق القرآن الكريم وحماية الفاعلين ليس عملاً حضارياً بالمرة، انما هي ممارسة يقوم بها ويتلذذ بفعلها مجموعة من الأوباش.