أبرزشؤون لبنانية

“نحو الإنقاذ”: لمحاولة إنقاذ ما تبقى لنا من هذا الوطن

 أطلقت كتلة “نحو الإنقاذ” وثيقة سياسية وطنية، عنوانها: “لبنان وطن نهائي، عربي الهوية”، ظهر اليوم في دار نقابة الصحافة في الروشة، وهي تجمع عددا من  المثقفين والصحافيين، في محاولة لبناء تحالف يواجه المرحلة المقبلة في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت والشمال والجبل، في حضور شخصيات وفاعليات إعلامية وصحافية ووسائل اعلام محلية وعربية.
 
بعد النشيد الوطني، تلا الصحافي محمد بركات الوثيقة السياسية، وفيها:
 
“في البداية ،نشد على أيدي من تدمرت بيوتهم في الجنوب والبقاع والضاحية وزغرتا والوردانية وغيرها … نقدم أطواق الياسمين للشهداء الذين سقطوا على أرض لبنان، دفاعا عما آمنوا به. فنحن جئنا لنحاول أن نبلسم جراح الناس… نمد أيدينا لنتعاون على الحل بعيدا من لغة التخوين والتهويل. لأن لا إعمار قبل الحلول السياسية، ولا حلول سياسية قبل أن نغير ما بأنفسنا ..
 
وثانيا، نبارك للشعب السوري والشعب اللبناني وشعوب المنطقة الحرية بسقوط نظام طاغية الشام وسفاح صيدنايا وقاتل الأطفال. ونتأمل أن يكون هذا السقوط فاتحة سقوط فضلاته الأمنية في لبنان، من أجهزة وسياسيين وصحافيين وغيرهم..

نلتقي اليوم، مجموعة من اللبنانيين، همنا محاولة إنقاذ ما تبقى لنا من هذا الوطن. وقد تداعينا، وجئنا، من منابت ومشارب مختلفة لبنانيين أولا، عروبيين ثانيا، ووطنيين دائما، نؤمن بلبنان الواحد، فوق المذاهب والطوائف.

جئنا متنوعين، متدينين وعلمانيين، عروبيين ومستقلين، شيعة وسنة ودروزا ومسيحيين من ذوي الأصوات العالية أو الهادئة، الصارخة أو الداعية إلى التعاون من جهات لبنان الكثيرة .
 
واضاف بركات :”فحرية لبنان لا قيامة لها إلا بتطبيق الدستور وبنود اتفاق الطائف، الذي لم نطبقه يوما، والذي كان سيغنينا عن كل الماسي والحروب والأزمات والانهيارات التي تتتالى منذ عقود، لو أننا التزمنا الحياة بين صراعات المحاور.

وقد أن الأوان بعد سنوات من الترحال في سفر برلك” الإيراني، الذي أخذ 20 ألفا من خيرة شبابنا، أن نعود إلى حدود سايكس بيكو، وإلى بناء الدولة الوطنية الجامعة.

الدولة التي تنص وثيقة وفاقها الوطني، أي اتفاق الطائف، على أن “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”، “عربي الهوية والانتماء” عروبة المصالح المشتركة والازدهار والتطور والاستثمار، لا عروبة صيدنايا وفروع فلسطين وأخواتها.

لبنان بجيش واحد، وبلا ميليشيات تريد تحرير فلسطين أو احتلال مكة، أو مجموعات متفلتة بأسلحة الزواريب في كل المناطق والطوائف.

لبنان بنظام ديموقراطي برلماني، قائم على الانتخابات النيابية، وليس على سطوة السلاح والاغتيالات والقمصان السود. ليكون لبنان دولة حيث جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، شرفاء كلهم، وليس بعضهم أشرف من بعض.

دولة تعود إلى احترام أصدقائها العرب، وتنتسب إلى الشرعية الدولية وتحترم قراراتها وتطبقها. ليستعيد لبنان وظيفته ودوره في المنطقة، كوطن نموذجي للتعايش والتعددية والحريات الاجتماعية والاقتصادية. بعدما تحول في العقود الأخيرة إلى مركز تدريب عسكري، ومنصة هجمات إعلامية، ضد العرب والغرب، وإلى مركز لتبييض الأموال واستيراد الأزمات وتصدير الكبتاغون والممنوعات والمقاتلين.
 
ويبدأ مسار هذه العودة، بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وطنية، وتفعيل عمل المؤسسات، وسلطة قضائية مستقلة لمحاربة الفاسدين ومحاكمتهم، ووقف شلال الفساد الهادر في أجهزة الدولة وإدارتها. لنواجة نكبة الحرب ونكبة إفلاس المصارف وانهيار الليرة والاقتصاد وضياع الودائع”.
 
وتابع :”جئنا لنجتمع ونعلن أن البلاد ما عادت تحتمل السكوت. ولولا أن سكتنا، فلأنهم دعونا إلى تحسس رقابنا ولولا أن بعضنا خاف وابتلع لسانه ولولا أن كثيرين أرعبتهم دماء من سبقونا إلى الاعتراض… ولولا ولولا ولولا … فربما لما وصلنا إلى هنا.

لهذا، أن للبنانيين أن يجتمعوا على كلمة سواء، وهي أن مشاريع الغلبة كلها أودت بنا إلى المهالك. ولن تستطيع طائفة، مهما بلغت قوتها، أو دولة مهما كانت طموحاتها، أو حزب مهما كثر عديده، أن يحكم لبنان بالغلبة.

منذ العشرينات كنا خارج الدولة. وجاء الاستقلال فتمردنا عليه بأحلام وحدوية. ثم جاءت الأحزاب، وعرضت علينا فتات المال وبعض السلاح. وسحر بعضنا جمال عبد الناصر، وأغوت الكثيرين عروبة صدام حسين وأحيانا معمر القذافي. ولأن فلسطين بوصلتنا، أخذنا معه أبو عمار إلى مغامرة الحرب الأهلية. وظللنا نتنقل من وعد إلى حلم، ومن كتف إلى حضن. تميل كيفما مال من يعادون إسرائيل. وكان الخراب حليفنا الدائم. والموت صديقنا الصدوق.

وتحت سحر مواجهة إسرائيل، وغواية تحرير فلسطين، وأحلام الحرية والعدالة… حارب بعض أهلنا مع اليسار في ليبيا، ومع صدام حسين وضده في إيران والعراق، وحاربوا ليحموا نظاما ومقاما في سوريا، ومع نظام الأسد، وحارب بعض شبابنا في البوسنة والهرسك، وفي أفغانستان، ولاحقا في العراق مجددا. وحاول بعضنا النفاذ إلى دول العرب من الكويت إلى البحرين والسعودية واليمن، وهددوا نسيجها الاجتماعي وأمانها… وفي النهاية حملنا سلاحنا إلى غزة”.

وقال :”نذرونا للموت للقتال لتحرير فلسطين، لحماية سوريا، للدفاع عن إيران وإسناد غزة. لم يتركوا قضية إلا وسقوها من دمائنا كما لو أننا سبيل دماء، وكما لو أن السبيل بلا حارس ولا بوابين وآخر الوعود نحمي ونبني”… وكان الدمار الكبير.

لقد جرب اللبنانيون مشاريع الطوائف طويلا، وكلها باءت بالفشل. وجاءت علينا بالموت العميم. ونحن اليوم نوجه دعوة إلى الذين يؤمنون بأن طوائفهم دائما على حق، وأن مذاهبهم هي حبل الخلاص، بأن لا خلاص إلا بالحج إلى الدولة الواحدة تحت سقف الدستور، دولة القانون والمؤسسات والعدالة.

جربنا السلاح. وتبين أنه لا يحمي. وأن الحماية لا تكون إلا بالدولة. وبالقرارات الدولية خصوصا القرار 1701، الذي سيحمينا من عواصف المنطقة المستجدة …فتعالوا نجعل من هوياتنا المذهبية الفرعية، أبوابا ندخل منها إلى الوطن ونسمات عليلة تهون اجتماعنا، لا عواصف تذكي نيران الأزمات.
 
وللأصدقاء الغائبين الحاضرين، نحن طاولة من طاولات كثيرة، يجمعها الهم الوطني. ونتقاطع معها ومعهم في مناطق وساحات تتسع للجميع. ومن هنا نمد أيدينا إليهم، إلى هذه الطاولات لتوسع جدران النقاش، ومساحات الالتقاء ولنشجع المنكفئين واليانسين والمحبطين على الانخراط في هذه الورشة الوطنية الضخمة، التي تحتاج إلى عقولنا جميعا، فوق الحسابات الشخصية والضيقة”.
 
وختم بركات :” نرجو إعتبار هذه الوثيقة مقدمة لنقاشات موسعة مع الحاضرين والمعنيين في الأسابيع المقبلة، للبحث في كيفية تأطير صفوفنا وتنظيمها، ولحماية أنفسنا وبيئاتنا من العواصف الآتية والعاتية. وتمهيدا للبدء في العمل السياسي الميداني، مع أهلنا، في المناطق كافة”.

وكانت أسئلة من الصحافيين حول الوثيقة وتأثيرها، في ما يحدث من تطورات الأوضاع المتسارعة وتطبيق القرار الدولي 1701 وبداية الإعمار وإسقاط النظام السوري وغيرها من الأمور والاستحقاقات الدستورية المقبلة من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة وفاعلة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى