
حسين زلغوط.
خاص رأي سياسي…
أنهى “حزب الله” اللمسات الاخيرة على المناورة العسكرية بالسلاح الحي التي سيقيمها بعد غد الاحد في احد الامكنة من منطقة اقليم التفاح في الجنوب اللبناني والتي سيشارك فيها نخبة من المقاومين الذين سيستخدمون مختلف انواع الاسلحة بالاضافة الى استعراض انواع من الصواريخ من مختلف الاحجام والدبابات ، كما سيشارك في المناورة طائرات مسيرة ، وفرق إقتحام، وسيحصل كل ذلك على مرأى وحضور حشد غير مسبوق من ممثلي وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية الذين سيكونوا في ضيافة المقاومين على مائدة غداء اعدوها لهم بأنفسهم”من حواضر البيت”.
صحيح ان هذه المناورة غير المسبوقة تاتي في ذكرى تحرير العام 2000، غير انها تحمل الكثير من الرسائل والدلالات ، في ظل المناورات الاسرائيلية شبه الشهرية التي يرصدها “حزب الله” بدقة وعناية فائقة ، من دون ان يرف له جفن، كونه اختبر الكثير من هذه المناورات التي تحاول اسرائيل ان تلعب من خلالها على العامل النفسي من جهة، ولرفع معنويات جنودها الذين ما زالوا يعيشون تحت وطأة ازمات نفسية اصيبوا بها نتيجة حرب تموز.
في الشكل تريد المقاومة ان تقول للاسرائيلي من خلال هذه المناورة ما قالته مرات عدة ” لا تلعب معنا، لان اللعب معنا مكلف جدا، اما من حيث المضمون فهي تؤكد بان المقاومة ليست غافلة عما يقوم به الجيش الاسرائيلي ان في السر او العلن ، وان اصبع المقاومين هي دائما على الزناد للتعامل مع اي طارئ بالاسلوب المناسب. وهذه الرسالة يفهمها الاسرائيلي اكثر من غيره كونه اختبر وفي محطات كثيرة مدى القوة التي تمتلكها المقاومة .
من هنا فان الاعلام الاسرائيلي يخصص مساحة واسعة في الحديث عن هذا الامر من دون ان يخفي حالة القلق التي تنتاب المسؤولين الاسرائيليين نتيجة الحالة النفسية السيئة التي بات يعيشها الشعب في اسرائيل ، وهو الشيء الذي لم يألفه من وقت احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، واكثر ما يقلقه هو تعمد “حزب الله” بأن تكون هذه المناورة في حضور مئات الاعلاميين ، وتحت رصد طائرات الاستطلاع حيث عادة ما كانت تتم مثل هكذا مناورات بعيدا عن الأعين، وهو ما يعني لهم ان ما سيجري الاحد ليس عملا استعراضيا على الاطلاق ، بل هو نتيجة استمرار المقاومة في الحرب النفسية التي تشنها منذ حرب تموز والتي فعلت فعلها في المجتمع الاسرائيلي الذي من خلال مسار الاحداث يصدق ما يسمعه او يراه من قبل المقاومة ولا يصدق ما يقوله المسؤولون في اسرائيل، ان كانوا من مستوى السياسة او العسكر.
ويؤكد المسؤول المباشر عن تنظيم رحلة الاعلاميين حيث ستحصل المناورة ان كل شيء اصبح جاهزا ، وان الوحدة الاعلامية في الحزب، كما الاعلام الحربي سيكونان على اتم الاستعداد لتقديم ما يلزم للاعلاميين على شتى الصعد لتغطية الحدث انما ضمن ضوابط محددة تفرضها الظروف العسكرية، كاشفا ان اسرائيل تكثف من طلعات طائراتها الاستطلاعية في اجواء المنطقة التي ستحصل فيها المناورة ، وهي بالتاكيد ستكون شديدة القلق مما ستراه ، لانها تعي تماما القدرة القتالية الهائلة التي باتت لدى المقاومة .
ويجزم بان تل ابيب لن تجرؤ على القيام بأي عمل استفزازي لانها تدرك بأن ذلك سيكون مكلفا بالنسبة لها ، وهي التي تبلغت من الاميركيين عند اطلاق الصواريخ من منطقة صور باتجاه مناطق داخل اسرائيل بالحرف الواحد، اياكم وتوسيع بيكار ردكم الذي يجب ان يكون بعيدا عن “حزب الله” لاننا لسنا على استعداد للانشغال باي حرب او تغطيتها، لان انشغالاتنا في مكان اخر مع الصين ومع ما يجري بين روسيا واوكرانيا.




