رأي

مصر والسعودية.. نحو قمة عربية قوية مقبلة

جاء في مقال لأسامة سرايا في صحيفة “الأهرام”:

العلاقات المصرية – السعودية، دوما قوية فى كيفية التحرك نحو المستقبل، وصنع واقع جديد للمنطقة العربية، لأن الدولتين تنطلقان من نفس الهدف والإستراتيجية الواحدة، والقناعة الواحدة بأن المنطقة العربية يجب أن تتغير، لكن الرؤى قد تختلف فى مستويات عدة.

ولم أفاجأ عندما عقدت قمة رمضانية بين مصر والسعودية فى جدة، وكانت رسالة قوية، أن التحالف العربى، المصرى – السعودى – الإماراتى، يتحرك نحو إنقاذ المنطقة العربية ككل، وبناء نظام عربى جديد، لتخرج شعوبنا من حالة انعدام الوزن التى عاشتها منذ الغزو الأمريكى للعراق فى 2003، ثم انفجار الأوضاع العربية ما بعد 2011. التى نراها ماثلة وحادة، من عاصمة إلى عاصمة عربية أخرى.

معظم الدول العربية، لم تتعاف بالكامل مما ألم بها من أحداث وتطورات، وبرغم الظروف الخاصة لكل بلد عربى، فى أعقاب التطورات التى حدثت به، وكيفية الخروج منها، جاءت أزمتا الوباء «كورونا»، ثم الحرب الأوكرانية – الروسية، التى يشترك فيها العالم كله، شرقا وغربا، وحدث استقطاب حاد بل عالمى فيها، ثم الأزمة الاقتصادية العالمية، وأزمة البنوك العالمية، وتطورات نقص الغذاء وأزمة الطاقة المتكررة.

إذا أضفنا إلى ذلك التداخلات الإقليمية والعالمية، ضد المصالح العربية، نجد أن قيام تحالف عربى قادر على الإعداد للقمة المقبلة فى الرياض، لتكون إسهاما لصالح قيام نظام وسوق عربية جديدة، تستخدم مصالح كل دول المنطقة، عملا عربيا له طبيعة إستراتيجية ورؤية مستقبلية.

كانت قمة رمضان، بين مصر، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسعودية، الأمير محمد بن سلمان، إشارة لبدء الإعداد المتكامل لقمة (مايو العربية)، التى يتوقع لها ألا تكون تكرارًا للقمم العربية السابقة، بل نقلة نوعية فى العمل العربى المشترك، تخطو به خطوة متقدمة لوضع حلول جذرية لما تعانيه المنطقة، ولعلنا جميعا نشعر بالاستبشار لدعوة سوريا المرتقبة لهذه القمة، فهذا البلد يعانى ويلات الحرب الأهلية بشكل متزايد، ومعاناة أهله فى الداخل، ويحتاجون إلى تضافر عربى لوضع حد لهذه المعاناة.

ولعلنا الآن على هذا الطريق، عقب اللقاءات المصرية – السورية، والإماراتية – السورية، التى جمعت العرب مع سوريا، عقب زلزال فبراير الماضى، الذى أثر على حياة السوريين وفاقم أوضاعهم سوءًا، وهم تحت ويلات الحرب والزلازل، وقد أصبحوا فى وضع يحتاج إلى تضافر عربى وعالمى ليخرج هذا البلد وشعبه من المأساة.

مصر والسعودية، نموذج للتعاون الاقتصادى والسياسى، يجب أن يمتد لبناء نظام عربى جديد، والعرب وقادتهم قادرون على دفع قاطرة التحرك وإعادة هندسة ما خربته الحروب والانتفاضات. 

مصر والسعودية هما رمانة الميزان العربى، وهما قادرتان على الإعداد الجيد لهذه القمة بمشاركة الإمارات، الأزمات موجودة فى معظم الأقطار العربية، اليمن يبحث عن حل، لبنان يجب أن يخرج من مأزقة السياسى والتدخلات الخارجية، وليبيا فى حاجة إلى تحريك العمل السياسى، وكذلك السودان، الذى يحتاج إلى رؤية وطريق للمستقبل.

دعنا نتطلع إلى القمة المقبلة، بالكثير من الاستبشار، فقد جرت لقاءات متعددة ثنائية وعربية لتفكيك الخلافات والإعداد الجيد لهذا التحرك العربى المستقبلى الجاد، الذى يتناسب مع روح الوحدة ويواجه التحديات والأزمات المتشابكة.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى