مصر تستغرب الشلل الحكومي.. “إعملوا أيّ حاجة”!
سمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موقفاً مصرياً متقاطعاً مع الموقف الخليجي حيال لبنان، لا سيما وأنّ المسؤولين المصريين “أبدوا استغراباً شديداً إزاء الشلل الحكومي الحاصل في خضم كل ما يتخبط به البلد وأبناؤه من أزمات”، وفق ما نقل مصدر ديبلوماسي مصري لـ”نداء الوطن”، مضيفاً أنّ الرسالة كانت واضحة للحكومة اللبنانية: “إعملوا أيّ حاجة” لإثبات جديتكم وعزمكم على الخروج من الأزمة، فليس من الجائز والمقبول إبقاء الوضع على ما هو عليه من شلل ومراوحة.
وإذ أوضح أنّ النصيحة المصرية تتلخص “بضرورة أن يبادر لبنان إلى القيام بواجباته، أولاً تجاه شعبه، وأن ينفذ تالياً تعهداته الإصلاحية تجاه المجتمعين العربي والدولي”، أكد المصدر الديبلوماسي في الوقت عينه “إبداء القاهرة استعدادها للمساعدة حيث يمكنها تقديم المساعدة، وقد أبدت تجاوبها التام مع طلب رئيس الحكومة تقديم مساعدات طبية وغذائية عاجلة، فضلاً عن مطالبته بتقديم دعم تجاري للبنان عبر فتح الأسواق المصرية أمام البضائع اللبنانية في ظل وقف الأسواق الخليجية استقبال أي صادرات من لبنان”.
وعما تم تداوله عن إمكانية أن تلعب مصر دوراً في عملية تقريب وجهات النظر بين لبنان ودول الخليج، اكتفى المصدر بالقول: “الموقف المصري ليس بعيداً أساساً عن وجهة النظر الخليجية حيال سبل الخروج من الأزمة اللبنانية”، مع الإشارة إلى أنّ “تحديد موعد زيارة الرئيس ميقاتي إلى القاهرة تم بعد اتصال جدّة وليس قبله”.
وعلى وقع تعثّر الحكومة على طريق الإصلاح وعجزها الفاضح أمام الداخل والخارج حتى عن الاجتماع، يصل مطلع الأسبوع المقبل السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان إلى بيروت لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول مصير ومسار الإصلاحات المطلوبة من الحكومة. في حين ضمّت البحرين والكويت، بعد الإمارات وقطر، صوتها إلى الموقف السعودي حيال لبنان، والداعي إلى “إجراء إصلاحات شاملة” بما يشمل ضرورة “حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية ومصدّراً للمخدرات”، كما جاء في البيان السعودي – البحريني المشترك عقب المحادثات التي أجراها وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المنامة، والتي أعاد السفير السعودي وليد بخاري نشر الفقرة اللبنانية من مقرراته على صفحته عبر موقع “تويتر”، في دلالة معبّرة عن خريطة الطريق الوحيدة التي تراها المملكة سالكة أمام لبنان في سبيل استعادة عافيته.