ليف حذرت نصحت…. ورحلت
تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي..
لم يعتاد المسؤولون في لبنان الاستماع الى تحذيرات وتأنيبات حملت طابع الجدية والصراحة، مثلما عبرت عنها نائبة مساعد وزير الخارجية الاميركية باربرا ليف خلال زيارتها المسؤولين الذين التقتهم في لبنان.
وتشير المعلومات الى ان ليف لم تحمل معها أية مبادرة رئاسية، او حل ما للموضوع الرئاسي بل كررت موقف بلادها المتعلق بالنقاط التي تم بحثها في مؤتمر باريس الخماسي حول لبنان الذي انعقد في شباط الماضي.
فالولايات المتحدة ، وبحسب المتابعين لجولة المسؤولة الاميركية، لا تريد الدخول في أسماء المرشحين او دعم أشخاص على حساب آخرين، لكنها تعتبر ان مواصفات الرئيس العتيد يجب أن تتماشى مع الاتصالات الاقليمية والدولية بهدف التوصل الى تسوية شاملةفي المنطقة.
واشارت الى ان المسؤولة الاميركية التي استطلعت الأجواء السياسية والتعثر الحاصل على خط الرئاسي، لم تعتمد اللهجة الديبلوماسية المعتادة في والحوارات والاتصالات.
فليف تعتبر من الديبلوماسيين الصريحين جدا والحادين في إيصال رايهم، وهذا ما فعلته في بيروت، وفي واشنطن ايضا عندما زار وفد نيابي لبناني الولايات المتحدة بداية الشهر الجاري والتقى المسؤولة الاميركية حيث نقل احد النواب عنها القول:”لقد سئمنا من تصرفات القيادات اللبنانية…”
اما على الخط الرئاسي ،فيبدو واضحا ان اميركا سلمت السعودية وفرنسا معالجة هذا الامر مع اللبنانيين وايجاد تسوية لانتخاب رئيس جديد بالتنسيق معهم.
وبحسب المتابعين، لا تريد الدخول في أسماء المرشحين او دعم أشخاص على حساب آخرين، لكنها تعتبر ان تمسك الصف الشيعي بترشيح سليمان فرنجيه من شأنه تعقيد الأمور لا حلها، وسيكون دافعا لمزيد من الانقسامات والتوترات والصراعات السياسية في لبنان، وهذا ما اعلنته صراحة في اجتماع باريس الخماسي.
الرسالة الاميركية كانت واضحة ولا لبس فيها. فواشنطن لا تريد التعاطي المباشر في هذا الاستحقاق إنما تسعى الى المساعدة وتذليل العقبات، وهي تحث المسؤولين القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية، وبانه يتوجب عليهم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت على ان يتبعه تشكيل حكومة تتعاون مع صندوق النقد الدولي لانقاذ هذا البلد من التدهور الاقتصادي الذي لم يشهده في تاريخه.
وفي هذا الاطار، اكد مرجع ديبلوماسي في واشنطن لموقع “رأي سياسي” ان ليف لم تحمل اي مبادرات اوخطة او حتى لم تلوح باي عقوبات قد تضعها الادارة الاميركية تجاه شخصيات تعرقل مسار انتخاب رئيس، مشيرة الى الدعم المطلق واللامحدود لنشاط وتحرك السفيرة الاميركية في لبنان دوروتي شاي لحث المسؤولين على انجاز هذا الاستحقاق المهم وذلك حرصا على امن واستقرار البلد، وانتظام عمل المؤسسات فيه عبر اجراء الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد والتي ما تزال وعودا على ورق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بحسب المصدر اعلاه.
وكان لافتا خلال زيارة ليف، تطرقها الى الوضع الامني الداخلي، حيث انها شددت امام المسؤولين على اهمية المحافظة على المؤسسات العسكرية لاسيما الجيش واستعداد اميركا تقديم الدعم لتقويته ومساندته، واي مس في الامن والاستقرار قد يكون له انعكاسات على الوضع السياسي والاقتصادي.
ليف التي خلفت دايفيد شنكر، دعت الى استكمال ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل عبر ضرورة وضع لبنان على طريق المسار الانقاذي الصحيح.
في الخلاصة الولايات المتحدة لا تريد أن يتحول لبنان الى دولة فاشلة، وبؤرة للصراعات الدولية والاقليمية.
فالادارة الاميركية على تواصل مستمر بين الفرنسيين والسعوديين، وهي تامل في ان يكون للرئيس العتيد شبكة اتصالات خارجية واسعة، يعيد للبنان دوره الانفتاحي على دول العالم، ويتمكن من إدارة وحل الازمات الازمات السياسية والاقتصادية لاسيما التعاون مع صندوق النقد الدولي.