لتأكيد السيادة الفرنسية..ماكرون يزور كاليدونيا الجديدة
توجّه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، إلى أرخبيل كاليدونيا الجديدة الفرنسي الذي يشهد أعمال عنف، منذ أيام، على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل. وقالت الناطقة باسم الحكومة بريسكا توفونو «أعلن رئيس الجمهورية في اجتماع حكومي أنه سيذهب. سيتوجه إلى هناك». وبحسب وكالة «أسوشيتد برس»، فإن هذه الزيارة تشير إلى ثقة السلطات الفرنسية المتزايدة بقدرة تدابير الأمن والطوارئ المعززة على السيطرة على الاضطرابات في الجزيرة الفرنسية، فيما هبطت طائرة عسكرية في كاليدونيا الجديدة لإجلاء سياح محاصرين. وبعد ساعات، حطّت الطائرة في مدينة بريزبين بعد تنفيذ مهمتها، من دون أن يتّضح عدد الأشخاص الذين أُجلوا. وأعلنت أستراليا ونيوزيلندا إرسال دفعة طائرات أولى إلى مطار نوميا ماجينتا المحلي، في كاليدونيا الجديدة، حيث شاهد مراسلو وكالة فرانس برس هبوط أول طائرة أسترالية من طراز سي-130 هيركوليز، فيما كان ينتظرها أشخاص في عدد من الحافلات. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، على وسائل التواصل الاجتماعي «الأولوية للركاب ستعطى بناء على مدى حاجتهم إلى الإجلاء. نحن نعمل على إرسال رحلات جوية إضافية»، معلنة أن بلادها حصلت على إذن بهبوط طائرتين. بدوره قال وزير الخارجية النيوزيلندي، وينستون بيترز، إن أول طائرة نيوزيلندية ستعيد «50 راكباً من ذوي الحاجات الأكثر إلحاحاً» إلى أوكلاند، مشيراً إلى أنها ستكون الرحلة «الأولى ضمن سلسلة من الرحلات الجوية المقترحة لبدء إعادة النيوزيلنديين إلى وطنهم».
واندلعت أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص، في 13 مايو/ أيار، بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، حيث يرى المنادون بالاستقلال أنّ ذلك سيحول السكان الأصليين إلى أقلية. وأرسلت فرنسا ألف عنصر أمني إلى الإقليم الذي هزّته سبع ليالٍ من أعمال العنف التي خلّفت ستة قتلى، إضافة إلى مئات الجرحى. وقالت السلطات الفرنسية في كاليدونيا الجديدة إن الشرطة أوقفت حتى الآن نحو 270 «مثير شغب». من جهتها، أعلنت المفوضية السامية الفرنسية في الأرخبيل، أمس الثلاثاء، إن 21 متجر سوبرماركت، أعادت فتح أبوابها. وكانت القوات الفرنسية تعمل على استعادة الهدوء تدريجياً، في كل أنحاء الإقليم، وتزيل المركبات المتفحمة من الطرق، وتنشر قوات لحماية المباني العامة، وفق السلطات. وقال مسؤولون فرنسيون، نهاية الأسبوع، إن قوات الأمن أزالت 76 حاجزاً كانت نصبت على طول الطريق الممتد على 60 كيلومتراً من العاصمة نوميا، إلى مطار لا تونتوتا الدولي. لكنّ صحفيي وكالة فرانس برس قالوا إن العديد منها أعاد نصبها مؤيدو الاستقلال، ومعظمهم من السكان الأصليين الكاناك. وكان هؤلاء، يغطّون وجوههم بأوشحة، وبعضهم يحمل مقاليع، ما زالوا يحرسون حاجزاً على الطريق المؤدي إلى المطار الدولي الذي أغلق أمام الرحلات الجوية التجارية، حتى يوم غد الخميس، على الأقل. وقال ستانلي (25 عاماً)، وهو أحد حراس الحاجز، لوكالة فرانس برس، إن الإصلاح المقترح «يعني القضاء على شعب الكاناك»، موضحاً «هذا ما لا يفهمونه هناك، نحن أقلية في وطننا». ويشكّل سكان الكاناك الأصليون نحو 40 في المئة من مجموع السكان، لكنّهم أكثر فقراً من غيرهم. وتقول جماعات الكاناك إنّ قواعد التصويت الجديدة ستُضعف أصوات السكان الأصليين.