قبلان: ما قدّمته المقاومة على مستوى العطاء السيادي لا سابق له بتاريخ هذا البلد
وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة جاء فيها: قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، هذه الآية تختصر جوهر العبادة العامة أو العبادة الجماعية التي قدّمها الله كعنوان للبشر والمجتمعات كأساس للإطار الذي يريده الله بخلقه، واللافت أنّ الله حين قدّم البرّ على التقوى أراد أن يقول للخليقة: عبادةُ الله تمر بالمنافع والخدمات العامة للناس ومجتمعاتها، على أنّ المسؤولية المقصودة هنا مشتركة بين خلقه وناسه بخلفية اختلاف الوظيفة والدور، وكما الشراكة السياسية جزء من حقوق البشر كذلك الحال بالشراكات المالية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها مع تأكيدنا للملكية الفردية وفق مبدأ واجب الضريبة كمساهمة فردية ومالية بخدمة مصالح الإجتماع العام”.
أضاف: “الأمثلة لا تحصى، فمنها شراكة الأعباء والمنافع بالسلم والحرب وغير ذلك، ونحن اليوم نعيش مظلومية السيدة الزهراء بنت النبي الأعظم التي أكدت أن قيمة العبادة من قيمة الناس، وقيمة الحاكم من قيمة المحكوم، وقيمة المجتمع من قيمة شراكته وتعاونه وتضامنه وحفاظه على شرفه وفطرته وأصالة وجوده وعميق جذوره التي تتصل بالسموات، واليوم لبنان مثال لهذه القضية الشريفة، خاصة أن البلد خارج من أكبر الحروب الصهيونية تدميراً، واللافت أنّ الإسرائيلي حين تيقّن من خسارة هدف القضاء على المقاومة ومصادرة لبنان وقراره السياسي اعتمد مبدأ التدمير الشامل، وانتهت الحرب بتضحيات سيادية هائلة لحفظ البلد والناس والقرار الوطني والمسؤولية الأخلاقية لهذا البلد العزيز وهذا ما تمّ بعون الله تعالى، والمسؤولية الآن تتوزع بين من قدّم قرابينه وقدراته الإستراتيجية لحفظ البلد وبين بلد بقي عزيزاً مستقلاً بعيداً عن الإحتلال والمصادرة السياسية والوطنية والموردية، مع الأخذ في الاعتبار العطاء الكبير الذي ساهمت به المبادرات الفردية والجهات الأهلية التي أكدت أنّ لبنان عائلة واحدة، والآن اللحظة لوفاء الدّين وطنياً، وكُلنا مسؤول ومطالب، والمسؤولية بالمنطق الوطني والأخلاقي موزعة على الجميع وبالتناسب وفقاً لاختلاف الأدوار بخاصة الدولة ومؤسساتها ومرافقها. وهنا أقول: ما قدّمته بيئة المقاومة يفوق الخيال والمطلوب إنصافها وطنياً، واللحظة لتأكيد وحدتنا وعائلتنا اللبنانية ومسؤوليات مشروعنا السياسي”.
تابع: “للبيئة المضحّية الصابرة أقول: الحمل ثقيل والأجر أكبر واللحظة لإكمال مسيرتنا وثباتنا وموقفنا تجاه الله والبلد والمقاومة والشراكة الوطنية، ولا شيء يَفِيكُم حقكم، ولا عطاء يرد عليكم عظيم سخائكم، وأنتم الأمل والمعتمد بعد الله، واللحظة لردّ القليل من عطايا نُبلكم الوطني والأخلاقي، والمطلوب تعاونكم ووعيكم وكل الإمكانات مسخّرة لأجلكم، وأنتم الأشرف والأسخى والأنبل يا أطهر الناس، واللحظة الآن لنتحمل المسؤولية ونحرق المراحل ونفي بالوعد لكم، وذلك بسياق تأكيد حضورنا المقاوم بناءً واستيعاباً وإيواءً وعطاءً وتفاعلاً بطريقة تؤكد قيمتنا الأخلاقية والوطنية بهذه الساحة الكبرى من الجهاد الوطني والإجتماعي والإعماري والأخلاقي تجاه أكرم الناس وأنبلهم”.
أضاف:”للدولة اللبنانية أقول: ما قدّمته المقاومة على مستوى العطاء السيادي لا سابق له بتاريخ هذا البلد، والدولة مطالبة بدورها ووظيفتها، ولا قيمة للدولة بلا ناسها وسيادتها، ولا شرف للوطن بلا مواطنيه، ولا قيمة للبيانات بلا برامج عملية، والمطلوب استنفار وطني على مستوى الإدارات والمؤسسات العامة، واللحظة لِرد الدين الوطني، والاستهتار خيانة، والبلد بلدكم والناس ناسكم، والطائفة الشيعية طائفة معطاءة بكل شيء وأعز شيء، ولديها تاريخ لا سابق له بالعطاءات السيادية والوطنية، والمطلوب رد بعض الجميل، وضريبة الدم ثمنها وطن مصان ومستقل ومحمي، والتهرب من المسؤولية كارثة وطنية، ورمي المسؤوليات على الإدارات والجهات تضييع للمسؤولية الوطنية”.
ختم:” الخلاف السياسي يزيد من أزمات البلد، والقطيعة السياسية انتحار، واللحظة للتاريخ، ولبنان ضمن منطقة تغلي بالأزمات، وما يحصل في سوريا يؤثر على لبنان والمنطقة، والمحرقة الأميركية تريد نسف المعادلة التاريخية بالنار والخراب، والحل بتحصين واقعنا الداخلي والتلاقي السياسي وجلوسنا على طاولة وطنية تنتهي بالإتفاق على رئيس يؤكد ميثاقيتنا الوطنية ويتعامل مع القضايا الوطنية من منظار داخلي ولا حظ فيه من سياسات الخراب الخارجية،. أما الرئيس نبيه بري فضرورة وطنية، وقيمة لبنان من قيمة نظامه التمثيلي، والرئيس نبيه بري حارس هذا النظام، وقدراته الوطنية ضمانة لكل الطوائف، والعين على تسوية تمر بمطبخ مجلس النواب بعيداً عن السكاكين الخارجية، ولبنان أمانة والنار من حوله، والمشاريع الخارجية محارق وظيفتها خراب الأوطان”.