ضريبة السياحة تحرم متاجر بريطانيا من الزوار الأجانب.
كشفت أرقام الإنفاق الجديدة عن الأضرار التي لحقت بالقدرة التنافسية لقطاع التجزئة البريطانية من خلال ضريبة السياحة الحكومية بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
بعد إدخال ضريبة القيمة المضافة، تكافح المتاجر في لندن للاستفادة من زيادة السفر إلى بريطانيا بعد “كوفيد”، إذ تدفع الرسوم المرتفعة، الزوار إلى التحول إلى باريس ومدن أوروبية أخرى. وتقدر شركة “نيو ويست أند كومباني”، وهي مجموعة ضغط تمثل الشركات في وسط لندن، أن إلغاء الضريبة يمكن أن يعزز إيرادات الخزانة بما لا يقل عن 350 مليون جنيه استرليني إضافية (443.4 مليون دولار).
وخفض السائحون من الولايات المتحدة ومنطقة الخليج إنفاقهم في “ويست إند” بنسبة واحد في المئة و17 في المئة على التوالي في الأشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وفقاً لبحث أجرته شركة “نيو ويست إند”. ويأتي ذلك على رغم ارتفاع حجوزات الطيران من هذه المناطق بنسبة 17 في المئة وسبعة في المئة في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة بالربع الثاني من عام 2019. وخلال الفترة نفسها، ارتفع إنفاق الزوار الأميركيين بنسبة 183 في المئة إلى فرنسا وبنسبة 174 في المئة إلى إسبانيا، مع إنفاق السياح من الخليج بنسبة 118 في المئة إضافية في فرنسا و112 في المئة في إيطاليا.
وأثار قرار إنهاء التسوق الخالي من ضريبة القيمة المضافة للزوار من خارج الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا مخاوف عديد من العلامات التجارية البارزة. وكان قد وعد كواسي كوارتنغ عندما كان وزيراً للخزانة في حكومة رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس بإلغاء الضريبة الإضافية البالغة 20 في المئة على المشتريات العام الماضي، لكن خليفته الحالي جيريمي هانت خالف ذلك.
الضريبة تهدد مبيعات التجزئة
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “نيو ويست أند كومباني” دي كورسي إن الأرقام “يجب أن تدق أجراس الإنذار في وستمنستر”، كما حذر رؤساء العلامات التجارية مثل “مالبري” و”سيلفريجيز” و”هارودز” من أن الضريبة تهدد مبيعات التجزئة والقدرة التنافسية الدولية للمملكة المتحدة.
وأغلقت “مالبري”، العلامة التجارية للأزياء الراقية، متجرها في “بوند ستريت” بعد أن أدت الضريبة إلى “انخفاض كبير في الإقبال والمبيعات”.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”مالبري” تييري أندريتا لصحيفة “التايمز”، “الضريبة تلقي بثقلها علينا بصفتنا شركة مقرها المملكة المتحدة، لكن فرنسا وإيطاليا تتمتعان بهذه اللحظة”.
من جانبه ألقى مطار هيثرو، باللوم على السياسة في انخفاض مبيعات التجزئة بنسبة 8.3 في المئة لكل راكب في النصف الأول من هذا العام.
غياب التنافسية
وقال رئيس مجلس إدارة شركة “ماركس أند سبنسر” أرشي نورمان إن قرار الحكومة أظهر “عدم وجود إحساس واضح بالمكان الذي يجب أن تنافس فيه المملكة المتحدة”.
وقال رئيس مجموعة أزياء “بربري” الفاخرة الأخرى جوناثان أكيرويد إن الضريبة “تترك المملكة المتحدة في وضع تنافسي غير موات للمتسوقين العالميين”.
وقال الشريك في شركة “ثوت بروفوكينغ”، ريتشارد هايمان، “لقد جعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كل شيء أكثر صعوبة، وربما يتخلى عنا الأشخاص الذين كانوا يسافرون إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام، بما في ذلك المملكة المتحدة، لأن الأمر الآن أكثر تعقيداً بعض الشيء”.
وقال كورسي، “من الواضح أن مزيداً من السائحين أصبحوا على دراية بقضية التسوق المعفى من الضرائب ويختارون إنفاق أموالهم في مدن أوروبية أخرى غير لندن، وبالنسبة لـ(ويست إند)، تعد هذه مشكلة حادة بشكل خاص، إذ يشكل الزوار الدوليون نسبة كبيرة من جميع مبيعات التجزئة والترفيه”.