رسائل ملكية واضحة.. ثبات الأردن قوة ومنعة للأمة
كتب سهم محمد العبادي في صحيفة الدستور.
جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته لقيادة المنطقة العسكرية الشمالية، بحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ليحمل دلالات سياسية توضح رؤية الأردن لمصالحه الوطنية والتزامه الثابت بأمنه ودوره الإقليمي.
أرسل جلالته إشارات قوية تعكس ثوابت الأردن الراسخة في مواجهة التحديات الإقليمية، مؤكدًا أن «مصلحة الأردن فوق كل الاعتبارات»، ليعكس بذلك التزامًا عميقًا بسيادة قراره.
وأبرز الملك في خطابه دور الأردن كدولة محورية في المنطقة، لا تسعى فقط لحماية استقرارها الداخلي، بل تمتد جهودها لدعم الأشقاء في أوقات المحن.
وأكد جلالته أن «الأردن القوي هو القادر على مساندة الأشقاء»، مما يوضح أن الأردن يعتمد على قوة مؤسساته لتقديم يد العون لجيرانه، خاصة في وقت تسود فيه تحديات كبيرة في المنطقة، مستندًا إلى ثوابت تاريخية وأخلاقية، يأتي دعم الأردن للأشقاء من عمق قناعته بأن استقرار المنطقة يعزز استقراره.
وعلى الصعيد الداخلي، حمل خطاب الملك تعبيرًا صريحًا عن اعتزازه بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، واصفاً إياهم بـ»الجباه المرفوعة» و»رمز الوفاء والإخلاص»، ولم تكن هذه الكلمات مجرد إشادة، بل رسالة تعبر عن الدعم الكامل للجيش، وتعزز وحدة الصف الداخلي بين القيادة والشعب.
وأكد جلالته للمواطنين بقوله: «وأكون متأكداً أن الأردن والأردنيين كلهم بخير»، ليطمئن شعبه ويعزز لديهم شعور الأمان في ظل قيادة حكيمة تولي الأولوية القصوى لأمن الوطن والمواطن.
كما أعرب عن فخره بالدور الأردني في الأراضي الفلسطينية، عبر الخدمات الطبية الملكية في غزة وبعض مدن الضفة الغربية، مؤكدًا أن دور الأردن يتجاوز الحدود إلى الإسهام الإنساني والتنموي، مستندًا إلى روابط تاريخية وأخلاقية وإنسانية مع الشعب الفلسطيني.
وأكد الملك أن «أمن الأردن وأشقاءه» جزء من عقيدته، موضحًا أن أفراد الجيش والأجهزة الأمنية هم «أحفاد أسود الكرامة والسموع»، في تذكير بالمواقف البطولية للأردن تجاه أشقائه، وقد جاءت هذه الإشادة لتؤكد التزام الأردن الدائم بدوره الحامي في المنطقة، مدفوعًا بعقيدة ثابتة وأصالة عريقة.
وفي إطار مواكبة التحديات، شدد الملك على أهمية تطوير القدرات العسكرية، وبرز حرصه على جاهزية القوات المسلحة لتكون قادرة على حماية حدود المملكة، متسلحة بقدرات متقدمة وخطط تطوير مستدامة، مشددًا على أهمية امتلاك قوات مجهزة للتعامل مع التهديدات الطارئة.
هذه الرسائل لم تكن مجرد توجيهات، بل عكست رؤية استراتيجية للأردن الذي يسعى للاستعداد لمستقبل مستقر وآمن.
ويجسد الخطاب كذلك روح الوفاء للأردن، إذ عبّر الملك عن اعتزازه الكبير بالقوات المسلحة، واصفًا إياهم بـ»الأبطال ورمز الوفاء والإخلاص»، ليؤكد أن الجيش الأردني ليس مجرد قوة عسكرية، بل جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الأردني، ملتزم بالأصالة والعراقة، ممثلًا لقيم الشرف والولاء التي تجمع الأردنيين جميعًا.
في الختام، تبرز زيارة الملك لقيادة المنطقة الشمالية كرسالة ثابتة للعالم أن الأردن باقٍ على مبادئه الوطنية الراسخة، في ظل التوترات الإقليمية، يرسل الأردن رسالة واضحة بأنه ركيزة للاستقرار والأمان في المنطقة، مستعد دائمًا للوقوف بجانب أشقائه، مستندًا إلى عمق أخلاقي وقيمي يشهد له التاريخ، ويشهد أن الهاشميين سادته منذ الأزل.
حفظ الله الأردن العظيم وطناً وشعباً وقائداً وجيشه المصطفوي وأجهزتنا الأمنية.