جهود التهدئة تخرج من القاهرة إلى باريس
«اليوم التالي ما بعد حماس – مبادئ» هو عنوان وثيقة قصيرة، لكن شاطحة بالخيال، أعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يمكن اختصارها بالسعي لإعادة احتلال القطاع وإنشاء «ثلاثة كيانات لشعبين» لقطع الطريق على الجميع، الحلفاء والشركاء، على رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن، فلا يضعون «حل الدولتين» في حسابات ما بعد الحرب ما دام اليمين الإسرائيلي المتطرف قد ألغى «الدولة الفلسطينية» من التداول السياسي.
وعلى وقع قصف الجيش الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة، حيث باتَ الوضعُ الإنساني بائساً، استمرت الجهود للتوصل إلى هدنة تهدئ الأوضاع وتؤجل أو تلغي احتمال الهجوم البري على مدينة رفح، مع ما يحمله من خطر إبادة إنسانية ومن تهجير فلسطيني، يزيد الضغوط على الأمن القومي لمصر التي تحذر مراراً من أنَّه «ينذر بمزيد من التوتر على المستوى الإقليمي والدولي».
وجاء تقديم نتنياهو خطتَه عشية انطلاق اجتماعات في باريس، بعد اجتماعات في القاهرة على مدى أيام، بمشاركة مصر وقطر وأميركا وإسرائيل، بهدف التوصل إلى تهدئة في غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودعم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
ويشارك في اجتماعات باريس، وهي الثانية من نوعها بالعاصمة الفرنسية في أقل من شهر، مدير المخابرات (الموساد) دافيد بارنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي قوله إنَّ هناك «ما يدعو للتفاؤل»، لكنَّه توقع أنَّ المفاوضات ستكون «صعبة». كما أوردت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، نقلاً عن مصادر مصرية، أنَّ هناك «أجواء إيجابية» في باريس.