اقتصاد ومال

تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط ينال من ثقة المستثمرين

يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على ثقة المستثمرين ويثير مخاوف بشأن كيفية تأثر الأصول عالية المخاطر، مثل سوق الأسهم الأميركية ذات القيمة العالية، إذا ازداد الوضع تفاقما.

فقد انخفضت الأسهم الثلاثاء وهرع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن مثل سندات الخزانة والدولار بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل. وقالت إيران إن الهجوم رد على حملة إسرائيل ضد جماعة حزب الله اللبنانية حليفة طهران. وقالت إسرائيل إن الهجوم ستكون له عواقب.

وانخفض المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنحو 1.4 بالمئة، لكنه قلص خسائره لاحقا ليغلق منخفضا 0.9 بالمئة، في حين نزل المؤشر ناسداك المجمع ما يصل إلى 2.3 بالمئة، لكنه محا بعض الخسائر لينهي اليوم منخفضا 1.5 بالمئة. وكانت حركة الشراء مرتفعة للأصول التي يقبل عليها المستثمرون في حالات التوتر مثل الذهب وسندات الخزانة والدولار.

كانت نوبات التوتر الجيوسياسي في الماضي، مثل حرب روسيا في أوكرانيا في 2022، قد تسببت في تحركات حادة في السوق لكنها كانت قصيرة الأجل، إذ كان المستثمرون يفرون من الأصول الأكثر مخاطرة ويقبلون على الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار.

وقال مستثمرون إن رد فعل السوق هذه المرة قد يعتمد على رد إسرائيل وما إذا كان الصراع بين العدوين اللدودين سيتصاعد.

وقال حسنين مالك رئيس أبحاث الأسهم في الأسواق الناشئة والمبتدئة في تيليمر “السوق… شديدة الحساسية لأي سيناريو أسوأ من هذا”.

أطلقت مجموعة سابقة من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في أبريل للمرة الأولى على الإطلاق، لكن تم إسقاطها بمساعدة الجيش الأميركي وحلفاء آخرين. وردت إسرائيل في ذلك الوقت بشن غارات جوية على إيران، لكن تم تجنب تصعيد الوضع أكثر من ذلك.

وشهد أبريل موجة بيع للأسهم والأصول عالية المخاطر الأخرى، لكنها انتعشت في غضون أيام مع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع وحدوث اضطراب اقتصادي.

لكن آلان سمول مستشار الاستثمار الكبير في مجموعة آلان سمول المالية وشركة آي.إيه برايفت ويلث بتورنتو قال “إذا تصاعدت حدة الحرب، فهذا بالطبع ليس جيدا للأسواق”.

ومن المخاوف التي تساور المستثمرين بشكل خاص أسعار النفط التي قفزت الثلاثاء. ويخشى المستثمرون من أن تؤدي مخاوف تعطل إمدادات الخام من منطقة الخليج إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد، كما حدث خلال جولات سابقة من التوتر أو الصراع الشديد.

وقال كوينسي كروسبي كبير المحللين العالميين لدى إل.بي.إل فايننشال في مذكرة “كلما اشتد الصراع، يمكن أن ترتفع أسعار النفط بالفعل مع ارتفاع المخاطر من ميل الرد العسكري إلى المنطقة المنتجة للنفط حول إيران”.

وبخلاف التوتر في الشرق الأوسط، هناك عدد من العوامل بالسوق غير المعروف نتائجها والتي قد تجعل المستثمرين في حالة من الحيرة، منها الانتخابات الأميركية المقبلة في نوفمبر وتقرير الوظائف المهم هذا الأسبوع، والذي سيسهم في تحديد اتجاه سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وارتفع مؤشر كوبي للتقلبات، وهو مؤشر قائم على إتاحة خيارات يقاس من خلالها حجم الطلب على الحماية من تقلبات السوق، إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 20.73 يوم الثلاثاء، وذلك قبل أن تقلص الزيادة ليسجل 19.25.

وقال كروسبي “على الرغم من أن مؤشر التقلبات يتجه نحو الارتفاع، لا يزال دون مستوى العشرين بقليل، وهو ما يشير إلى أن الأسواق، بما في ذلك سوق النفط الخام، لا تتصور سيناريو عسكريا شاملا حتى الآن”.

وفي الوقت نفسه، تشير خدمة أوراتس لتحليل الخيارات إلى أن التسعير على خيارات صندوق المؤشرات إس.بي.دي.آر إس اند بي 500 ترست التي تنتهي صلاحيتها في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني، أي بعد ثلاثة أيام فقط من الانتخابات الأميركية، ينطوي على تحرك بنحو اثنين بالمئة لصندوق المؤشرات الذي يتابع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 في يوم انتهاء الصلاحية.

وقال مات أمبرسون مؤسس أوراتس “يعكس هذا توقعات المتعاملين لتقلبات كبيرة في السوق وقت الانتخابات”.

وفي الأمد الأقرب، قال أمبرسون إنه لا يزال تركيز المتعاملين على تقرير الوظائف لسبتمبر المقرر صدوره يوم الجمعة، مع تأهب خيارات صندوق المؤشرات لتقلب بنسبة 1.1 بالمئة خلال اليوم، مما يشير إلى توقعات بمفاجآت محتملة في بيانات البطالة.

وفي الوقت الحالي، تعكف أطراف في عمليات السوق على دراسة الوضع لاستنتاج ما إذا كانت أحدث موجة من المؤثرات ستكون عابرة. وقال مايكل براون كبير محللي الأبحاث في بيبرستون “من المرجح أن تكون الأسواق شديدة الحساسية بشكل لا يصدق حيال الأخبار الجيوسياسية التي تتدفق في الساعات المقبلة”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى