بو عاصي: “حزب الله” أداة في يد ايران
أكد عضو تكتل “الجمهورية القويّة” النائب بيار بو عاصي ان “”حزب الله” أداة في يد ايران والمواجهة الفعلية قائمة بهدف تحسينها اوراق التفاوض لذا الخطر الكبير بأن يلاقي لبنان مصير غزة”.
واذ اوضح أن “ما من حرب في العالم او حالة توتر بين مجموعتين مع احتمال اللجوء الى القوة العسكرية كانت مضبوطة، فالحرب تشبه النار “تأكل نفسها بنفسها””، اشار بو عاصي الى أن “القوة الفعلية لأي بلد تكمن في التضامن بين أبنائه والحفاظ على مصالحه وعدم الانجرار الى الحرب كمغامرة، فما بالحري اذا كانت الحرب مطلوبة ايرانيا حتى يموت او يتهجر آخر لبناني”.
ردا على سؤال عن وجود خطة لضرب الموسم السياحي في لبنان، قال: “نحن لسنا من هواة نظرية المؤامرة، ولكن حصل ذلك سابقا حين تعهد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله بأن صيف العام 2006 سيكون هادئا ومزدهرا وورّط لبنان بعدها بحرب تموز التي كلفت اللبنانيين الموت والدمار وخسائر بمليارات الدولارات. لذا نحن قلقون أن تخرج الامور عن السيطرة في أي لحظة”.
تابع: “ويبقى السؤال: من كلّفك يا حسن نصرالله زجّ لبنان في الحرب، إن القرار في الدستور يؤخذ في مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين ومن غير المقبول ان يتفرّد فصيل لبناني في قرار الحرب وتوريط البلد بشكل أحادي، ولا سيما في ظل وجود دولة مركزية تتشارك فيها الاطياف كافة”.
اما عن وضع المطار، فرأى انه “من البديهي أن يُهدّد أي مطار في العالم في حالة الحروب، وبالتالي ان وجدت فيه فعلا معدات عسكرية او لا فهو مهدد ومن الممكن ان تقوم اسرائيل بضربه كما اي مكان آخر”. واعتبر اننا “لا يمكن الاعتماد في هذه المسألة على كلام وارد في الصحف كمعطى ثابت”، مؤكدا ان “القوات اللبنانية” تستند في مواقفها على الوقائع التي نعيشها والمخاطر المحدقة بنا وتراقب ما يحصل في غزة اليوم وما عانى منه لبنان عام 2006.
بو عاصي الذي شدد على أن “المقاومة تكون اولا مقاومة الشعب”، لفت الى أن “”حزب الله” يتباهى بشعاره “جيش شعب مقاومة” ولكنه فعليا لم يسأل الجيش او الشعب قبل الدخول في هذه الحرب”. واشار الى انه “اذا ارادت ايران فتح المعارك والجبهات فلتقم بذلك من أرضها فهي ايضا تضم جيشا وشعبا ومقاومة، بدلا من السعي الى تحقيق مكاسبها على حساب الشعب اللبناني”.
من هنا، رأى ان “الوحش الاسرائيلي الذي دمر غزة من الممكن ان يقوم بالمثل في لبنان، وخصوصا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ورطة كبرى، لذا يجب ألّا نقدم ذريعة له للانقضاض على لبنان بعد فشله في غزة”.
واستبعد بو عاصي ان “تنسحب اي هدنة قد تحصل في غزة على جبهة الجنوب، باعتبار ان طهران تعمل على تحسين ظروفها وأوراقها في التفاوض، والحدود الوحيدة الموجودة بينها وبين اسرائيل هي جنوب لبنان، للاسف، وذلك بسبب السماح لها من قبل منظمة كحزب الله بانتهاك سيادتنا ومنحها فرصة السيطرة على جزء من الحدود”. كما اوضح ان “جبهة الجنوب استراتيجية بالنسبة لايران لذا تُحركها وفق مصالحها إن بالتفاوض او بالضغط”، مذكرا انه عند اقتراب اي هدنة تشتعل النيران لتحسين الظروف، ما نشهده حاليا، لذا يرتفع منسوب الخطر على لبنان.
اما عن المواقف الخجولة للدولة اللبنانية تجاه تصرفات “حزب الله”، فردّ بو عاصي: “قسم كبير من المسؤولين في الدولة جبناء والقسم الآخر متواطئ، لذا المساءلة من قبل النواب في هذه الحالة لا تنفع بل بات الامر يتطلب محاكتمهم امام الشعب اللبناني والتاريخ”.
أردف: “يتهجم نصرالله على دولة اوروبية صديقة كقبرص، فيما لم نشهد اي موقف من المعنيين في الدولة ولا سيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اكتفى ببيان خجول صادر عن وزارة الخارجية. من الواضح ان هناك استقالة تامة من قبل السلطة التنفيذية في لبنان وعلى رأسها رئيس الحكومة. من هنا، يجب محاكمة كل شخص في موقع مسؤولية، مهما كان منصبه، فمن يتسلّم مثل هذه المناصب يكون التسامح معه أقل من غيره، فكيف اذا كان على رأس المسؤولية عندها يصبح التسامح معه “صفر”، اذ على كل مسؤول قول كلمة الحق مهما كان الثمن غاليا”.
وردا على سؤال، اعتبر انه يجب عدم الاستهانة بحجم الخوف الذي مارسه “حزب الله” على اللبنانيين عموما والسياسيين خصوصا، وهذا أمر خطر، فقد بات لديهم رهاب من واقع سياسي معين يمنعهم من التعبير عن أنفسهم والدفاع عن ثوابتهم.
أضاف: “يرى البعض ان “حزب الله” سيطر علينا والغى دور الجميع لذا على كل فرد منا المحافظة على وجوده فقط، فيما تتطلب منا قيمة لبنان ان نحافظ على وجودنا ودورنا في البلد. ولكن للأسف يتصرّف كثر في لبنان مع “الحزب” كما تصرفوا سابقا مع النظام السوري “الايد يلي ما فيك تكسرا بوسا ودعيلا بالكسر”، ما نرفضه تماما في “القوات اللبنانية” وتكتل “الجمهورية القوية” ونواجهه وسنستمر من خلال تحمّل مسؤولياتنا تجاه شعبنا سعيا الى تحسين الامور”.
بو عاصي الذي وصف بـ”الجبان” كل من يخاف من قول كلمة الحق، ولا يسعى الى منع “حزب الله” من تدمير علاقات لبنان مع قبرص كما كل دول العالم، شدد على ان “الجرأة تكمن في قول الحق والتمسك بالقناعات وعدم الاستسلام ولو بالكلمة، ومن لا يتمتّع حتى بهذه الجرأة ليس مخوّلا ليكون في أي موقع مسؤولية”، مذكرا ان النظام السوري احتل لبنان لـ30 سنة حاربته “القوات” بالسلاح في السنوات الـ15 سنة الاولى وتابعت محاربته في الكلمة في الـ15 سنة الأخرى”.