أبرزرأي

بوتين وترامب.. ونهاية شهر العسل!

في تحّول مفاجئ تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه إرسال أسلحة جديدة إلى أوكرانيا من بينها صواريخ باتريوت يدفع ثمنها حلف الأطلسي، كما هدد روسيا وشركاءها برسوم جمركية بنسبة 100 في المئة إذا لم توافق على اتفاق سلام في غضون 50 يوماً.
هذا الموقف الجديد للرئيس الأمريكي يعني أن «شهر العسل» الذي جمعه بالرئيس الروسي ربما وصل إلى نهايته، وأن العلاقات بين الطرفين دخلت مرحلة جديدة من الشد والجذب وصولاً إلى القطيعة الكاملة إذا لم تستجب موسكو لما يراه ترامب من إجراءات كحل للحرب الأوكرانية. وبذلك انتقل ترامب من إلقاء اللوم على أوكرانيا في عرقلة اتفاق سلام مع موسكو، إلى اتهام الأخيرة بإطالة أمدها معرباً عن «خيبة أمله» من بوتين، حيث «اعتقدنا أن لدينا اتفاقاً أربع مرات تقريباً»، ولكن في كل مرة كان الرئيس الروسي يواصل قصف أوكرانيا.
موسكو من جهتها ردت بهدوء على تهديد ترامب، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «من المهم أن يواصل المبعوث الأمريكي جهود الوساطة»، وإن «كييف ليست في عجلة من أمرها لوقف الحرب»، وبذلك تحاول روسيا عدم قطع التواصل مع الإدارة الأمريكية، لكن من الواضح أن هناك تباعداً بين موقفي موسكو وواشنطن بشأن شروط التسوية، ففي حين تطالب موسكو بحل جذري لأسباب الحرب، فإن واشنطن ترى أن وقف الحرب يجب أن يكون مقدمة للحل.
لعل أحد أسباب غضب ترامب من بوتين أنه بموقفه من عدم إبرام صفقة تسوية في أوكرانيا قد يحرمه من تعزيز تطلعاته كصانع سلام والفوز بجائزة نوبل، أو ما إذا كان يتخذ موقفاً استراتيجياً من الحرب نفسها على عكس مواقفه السابقة التي عبّر عنها في أكثر من مرة، وآخرها في إبريل/ نيسان الماضي، حيث قال: «التوافق مع روسيا أمر جيد.. أعتقد أنني أستطيع بناء علاقة جيدة جداً مع روسيا ومع الرئيس بوتين، وإذا فعلت ذلك، فسيكون ذلك أمراً رائعاً».
ربما لا يدرك الرئيس ترامب أن الحرب الأوكرانية بالنسبة لروسيا هي حرب وجودية، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأمنها القومي وبوجود النظام نفسه، وأن التراجع عن أهداف الحرب، بإبقاء السيطرة على المناطق الأوكرانية الأربع (دونيتسك وخيرسون وزابورجيا ولوغانسك) وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي، وإعلان حياد أوكرانيا، هي أهداف لا يمكن أن تدخل في إطار «صفقة» يريدها ترامب، لأنها تشكل بالنسبة لموسكو السبب الجذري للحرب.
ربما أدرك ترامب ذلك، لذا قرر ممارسة المزيد من الضغط على روسيا إذا أراد التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، بفرض عقوبات اقتصادية جديدة وإرسال المزيد من الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، حيث تعهدت الدول الأوروبية التي كانت تخشى انسحاب ترامب من حلف الأطلسي، بزيادة مساعداتها إلى كييف أيضاً بعدما نجح في ترويضها وأجبرها على رفع مساهمتها في ميزانية الحلف بنسبة 5 في المئة من ناتجها القومي.
تدخل العلاقات الأمريكية – الروسية، ومعها الحرب الأوكرانية مرحلة مفصلية سوف تتضح معالمها واتجاهاتها خلال الأيام القليلة المقبلة، وما إذا كانت موسكو سوف تقبل شروط ترامب أم ترفضها.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى