رأي

بلومبرغ: مؤامرة اغتيال بولتون تحذير من إيران بشأن سير المحادثات النووية

كشفت الولايات المتحدة مؤخرا أن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون كان هدفا لمخطط اغتيال إيراني، أعده أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني، بهدف الثأر لمقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

ويرى الكاتب الأمريكي بوبي جوش، في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء أن النظام الإيراني له تاريخ طويل، مشين، من مؤامرات اغتيال معارضيه ومنتقديه بالخارج، ولكن التخطيط لاغتيال مستشار سابق للأمن القومي يكشف عن زيادة بالغة في مستوى الجسارة.

ويقول جوش إن الكشف عن محاولة لاغتيال بولتون، على الأراضي الأمريكية، يجب أن يكون تذكرة قوية للرئيس الأمريكي جون بايدن بما تتسم به طهران من شر، في الوقت الذي يسعى فيه بايدن إلى التوصل لاتفاق نووي مع إيران “من شأنه أن يثري ويشجع هؤلاء الذين يقفون وراء المؤامرة”.

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أن عضو الحرس الثوري الإيراني، شهرام بورصافي، الذي يقيم في طهران، عرض 300 ألف دولار على “أفراد في الولايات المتحدة لتنفيذ الجريمة في واشنطن، أو ميريلاند”. ويُعتقد بقوة أن الخطة كانت تهدف إلى الانتقام للجنرال سليماني الذي قتل في هجوم نفذته مسيرة أمريكية في عام 2020. وكانت واشنطن تصنف سليماني “إرهابيا”، كما فرض عليه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عقوبات شخصية.

وشرع بورصافي في البحث عن شخص ينفذ عملية الاغتيال الخريف الماضي، رغم أن الرئيس بايدن كان يؤكد تعهده بإحياء الاتفاق النووي (خطة العمل المشتركة الشاملة) الذي وقعته إيران والقوى الغربية صيف عام 2015. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق منتصف عام 2018، وقال إنه ليس كافيا لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، ثم أعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

ووضع الرئيس بايدن عودة بلاده إلى الاتفاق النووي ضمن أولويات سياسته الخارجية. وبعد عدة جولات من المفاوضات في فيينا، تقوم أمريكا وإيران حاليا بالنظر فيما يطلق عليه الوسطاء الأوروبيون “النص النهائي” لاتفاق جديد من شأنه إحياء الاتفاق الأصلي. وحال توصل الطرفان إلى اتفاق، سيتم رفع العقوبات، وإعطاء طهران فرصة للحصول على مئات المليارات من الدولارات قيمة الأصول المجمدة، وعائدات النفط.

وعلى نسق الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، الذي توصل إلى الاتفاق النووي في 2015، يبدو أن بايدن يعتقد أنه إذا ما سمح لزعماء إيران بكسب أموال، من شأن ذلك أن يخفف من حدة عدوانيتهم ضد جيرانهم العرب، والولايات المتحدة أيضا، بالإضافة إلى تعزيز التجارة، وتراجع الإرهاب.

ويعتقد جوش أن من المرجح أن يحدث العكس، حيث يقول إنه في السنوات التي أعقبت تطبيق “خطة العمل المشتركة الشاملة”، عززت إيران دعمها المادي لشبكة من المليشيات والجماعات الإرهابية التي تستخدمها لتهديد الشرق الأوسط والتجارة الدولية. ويرى أن تأكيدات بايدن المتكررة عن رغبته الصادقة في إحياء الاتفاق النووي -وتهاون إدارته في تطبيق العقوبات التي فرضها ترامب- قوبلت بسوء نية من إيران.

ويؤكد جوش أن سلوكيات إيران صارت أكثر عدوانية، في الوقت الذي كانت تحصل فيه على مليارات الدولارات من صادرات النفط التي تمت بالمخالفة للعقوبات. وقامت إيران بتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم، كما صعدت من عمليات احتجاز الرهائن من خلال استهداف أشخاص يحملون جوازات سفر غربية، بصفة خاصة. كما زاد طموح إيران في تنفيذ عمليات اغتيال دولية، معظمها موجه إلى سائحين ودبلوماسيين إسرائيليين، فيما يبدو ثأرا لاغتيال إسرائيل لأعضاء بارزين في الحرس الثوري الإيراني على صلة ببرنامج طهران النووي. واعتقلت تركيا في شهر حزيران/يونيو الماضي عدة أشخاص كلفوا بتنفيذ عملية اغتيال سائحين إسرائيليين في مدينة إسطنبول التركية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى