صدى المجتمع

بحيرة ناترون.. فخ طبيعي يحول الحيوانات لمنحوتات حجرية

تقع بحيرة ناترون في شمال تنزانيا بالقرب من الحدود مع كينيا، وتُعد واحدة من البيئات الطبيعية الأكثر غرابة وغموضاً على وجه الأرض، وتُعرف بأنها من البحيرات الصودية النادرة بفضل خصائصها الفريدة التي تجعلها إحدى العجائب الطبيعية المدهشة، إذ تتميز مياهها القلوية بمشهد يجمع بين الجمال والغرابة الساحرة، مما يجذب العلماء لاستكشافها، وترتفع درجات الحرارة في بحيرة ناترون إلى 140 درجة فهرنهايت (60 درجة مئوية)، ويختلف عرضها بناءً على مستوى الماء الذي يتغير بسبب مستويات التبخر العالية، مما يترك خلفه مزيجاً من الأملاح والمعادن، بالإضافة إلى احتوائها على نسبة حموضة عالية تصل إلى 10.5، وهو ما قد يسبب حروقاً لبشرة الأشخاص والحيوانات.

تأتي قلوية المياه من كربونات الصوديوم والمعادن الأخرى التي تتدفق إلى البحيرة من التلال المحيطة بها، وفي عام 2013، التقط مصور الحياة البرية ريك براندت صوراً لطيور ميتة بدت وكأنها مجسمات حجرية، وعلى الرغم من بعض التقارير الإعلامية التي ادعت أن البحيرة تحول الطيور إلى حجارة، إلا أن الطيور لم تتحول إلى حجارة بمجرد ملامستها لمياه البحيرة، إذ إنه في الواقع تدعم المياه القلوية لبحيرة ناترون نظاماً بيئياً مزدهراً يتضمن مستنقعات مالحة وأراضي رطبة بالمياه العذبة، وهو بيئة مناسبة لطيور النحام وغيرها من الطيور التي تعيش في الأراضي الرطبة، وكذلك لسمك البلطي والطحالب التي تتغذى عليها أسراب كبيرة من طيور النحام، ولكن قد يؤدي التركيب الكيميائي القلوي لمياه البحيرة، والذي يقترب من الأمونيا ويعطي البحيرة لونها الوردي، إلى تكليس الطيور التي تغوص في مياه البحيرة ولا تخرج، مما يغطيها بقشرة حجرية صلبة، وبعض الطيور ترى سطح البحيرة كمرآة عاكسة، فتغوص فيها عن طريق الخطأ.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى