باريس تشدد على «ضمانات أمنية قوية» لكييف قبل مناقشة الأراضي في محادثات السلام

جدّدت فرنسا، الثلاثاء، مطالبتها بتوفير «ضمانات أمنية قوية» لأوكرانيا قبل الشروع في أي نقاش بشأن الأراضي التي تطالب موسكو بالتنازل عنها، وفق ما أفادت به أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب اجتماعات عقدت في برلين. وقالت المصادر: «نريد، قبل كل شيء، ضمانات أمنية قوية قبل أي نقاش في شأن الأراضي».
وأوضحت أوساط ماكرون أن هناك إحراز «تقدّم في شأن الضمانات، استناداً إلى العمل الذي أنجزه ائتلاف الدول الراغبة، بفضل توضيح سُبل الدعم الأميركي»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي إطار جهود التوصل إلى تسوية سلمية، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات الأحد والاثنين في برلين مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، وصهر ترمب جاريد كوشنر، إلى جانب عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تناولت سبل دعم أوكرانيا وضمانات الأمن.
وتظل مسألة الأراضي أحد أبرز العقبات أمام خطة السلام الأميركية، التي أعلن عنها ترمب في نوفمبر الفائت، حيث تطالب روسيا بضم مناطق أوكرانية عدة لا تسيطر عليها بالكامل، فيما يسعى ترمب لدفع كييف للقبول بالتنازل عن جزء من أراضيها، على أن تشمل الأولويات منطقة دونباس الصناعية في الشرق، التي تُعد رمزاً وحاجز حماية مهماً لبقية أوكرانيا.
ومن بين العناصر الأساسية في المحادثات، توفير حماية طويلة الأمد لكييف، وقد اقترح قادة الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي نشر «قوة متعددة الجنسيات» لدعم ضمانات الأمن، بما يشمل الدعم الأميركي، بهدف منع أي خرق روسي لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي المقابل، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التوافق على استخدام عشرات المليارات من الأرصدة الروسية المجمّدة، خصوصاً في بلجيكا، لدعم الجيش الأوكراني وتمويل إعادة الإعمار، لكن الاعتماد على هذه الأموال ما زال متعثراً بسبب خشية بلجيكا من ردود فعل انتقامية. وستكون هذه المسألة أحد أبرز محاور القمة الأوروبية المقررة في بروكسل بدءاً من الخميس المقبل.
وأكدت أوساط ماكرون أن فرنسا «تلتزم الحياد فيما يتعلق بالحل الواجب اعتماده لتمويل الدعم المدني والعسكري لأوكرانيا»، على أن يوفر لكييف القدرة اللازمة للصمود على المدى الطويل، مضيفة أن «تمديد تجميد الأصول الروسية لفترة أطول يشكّل إشارة واضحة» لدعم الاستقرار والأمن في أوكرانيا.




