أبرزرأي

الولادات السورية تخطت اللبنانية.. فما هو مستقبلها؟

 لينا الحصري زيلع.

 خاص راي سياسي..

في الوقت الذي اصبح الزواج والانجاب حلما صعب المنال عند الكثير من الشباب والشابات اللبنانيين، فان وتيرة الزواج والولادات ترتفع لدى النازحين السوريين، خصوصا في الأعوام الماضية، مما ينذر بخطر كبير على الديموغرافيا في لبنان بظل الازمة الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة، والتي أدت الى هجرة عدد هائل من الشباب اللبناني.

وفي الآونة الأخيرة، تحدثت معلومات عن ان بعض الجمعيات والمنظمات الدولية، تحث النازحين السوريين على الانجاب مقابل اغراءات مادية وعينية تقدم لهم، مما يدفع الكثير من العائلات السورية بالنزوح الى لبنان .هذا الامر اكد عليه محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر الذي اعلن عن دخول ما بين 20 الى 30 عائلة سورية نازحة تدخل الأراضي اللبنانية يوميا .

وحول الجهات التي تساعد هؤلاء بتغطية تكاليف الولادة وبتلبية متطلبات الأطفال حديثي الولادة، يقول وزير الصحة فراس الابيض ل”راي سياسي” ان عملية الولادات هي على نفقة UNHCR المفوضية السامية لدعم اللاجئين، التي تتعاقد مع مستشفيات في كل المناطق خصوصا في صيدا وعكار والبقاع، وبرزت مفارقة بمنافسة المستشفيات لاستقطاب الولادات السورية نظرا للتغطية المالية بالدولار الأميركي التي تدفعها المفوضية.”

وعن أسباب ارتفاع نسبة الانجاب، يعتبر الأبيض انه من المعروف خلال الازمات ترتفع نسبة الخصوبة عند النازحين، وهذا امر يحصل في كل دول العالم، وبغض النظر هناك واقع زيادة في الانجاب.

وحول انعكاس ذلك على لبنان، يعتبر وزير الصحة انه من المفترض ان يعودوا هؤلاء في النهاية الى بلادهم.

 النائب سكاف

من ناحيته، يكشف النائب غسان سكاف ل”راي سياسي” ان التقارير الدولية تشير الى ان نسبة الولادات بين النازحين السوريين هي بحدود 6% ، بينما نسبة الولادات عند المواطنين اللبنانيين هي 1.2%.

ويتخوف سكاف من انه اذا استمر التزايد في اعداد الولادات لدى السوريين مع انخفاض اعداد اللبنانيين في ظل هجرة الشباب، فإن عدد النازحين السوريين سيوازي عدد الشعب اللبناني في العام 2030، اذا تم الاخذ بعين الاعتبار السوريين غير المسجلين كما ان نسبة الوفيات لدى لديهم هي اقل بسبب صغر سنهم.

ويُحّمل النائب سكاف المجتمع الدولي بالدرجة الأولى إعاقة عودة النازحين الى بلدهم، من خلال ما يقدمه من اغراءات مادية وعينية لهؤلاء، بواسطة الجمعيات التي تنسق مع هيئات الأمم المتحدة دون العودة الى المعنيين في الدولة اللبنانية، مشيرا الى ان البرلمان السويدي طلب من الوفد النيابي الذي زار ستوكهولم مؤخرا  ان تتحرك الحكومة اللبنانية باتجاه الاتحاد الأوروبي  لمتابعة هذا الملف، وحثه على المساعدة لعودة هؤلاء النازحين الى أراضيهم، مؤكدا على ان هذا الموضوع كان محور متابعة من خلال تقارير الذي حملها الوفد النيابي الذي زار بلجيكا هذا الاسبوع والطلب من المسؤولين هناك المساعدة في حل هذه الازمة.

مصادر الداخلية

اما مصادر وزارة الداخلية فتشرح ل”راي سياسي” واقع النزوح السوري ونسبة الولادات فتقول :”منذ عام 2011 ولغاية كانون الأول 2022، ولد 215543 طفلاً لأهالٍ سوريين لاجئين مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، في وقت يوجد 844,056 لاجئا سوريا مسجل لدى المفوضية، أما الحكومة اللبنانية فتقدر وجود ما يقارب 2.08 مليون لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، بحسب المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم.

وفي المعلومات ان هناك 300 الف طفل تتراوح أعمارهم بين سنة و١٢ سنة، متواجدين لكنهم غير مسجلين، وهم حتى اليوم “بلا هوية”، وقسم كبير منهم ولد في سوريا وجاؤوا مع أهلهم الى لبنان ابان الحرب وبعدها لأسباب عدة.

 إن ابرز ما يواجه اللاجئين في تسجيل مواليدهم حسب المصادر “افتقارهم إلى وثائق الهوية، وإلى الإقامة القانونية (لا تزال مطلوبة لأحد الزوجين)، وعدم القدرة على دفع الرسوم وقلة الوعي بأهمية هذه الخطوة ومتطلبات عملية التسجيل، كما ان بعض اللاجئين الذين تزوجوا في سوريا يفتقرون أيضاً إلى إثبات الزواج، إما لأنهم لم يسجلوا زواجهم في سوريا، أو لعدم حيازتهم الوثيقة التي تثبت هذا الزواج، ولا يمكن الحصول عليها إلا من سوريا أو من السفارة السورية، لذلك لن تتمكن هذه الحالات دون إثبات الزواج من تسجيل ولادة أطفالهم المولودين في لبنان”.

السؤال الكبير يبقى هل ان المجتمع الدولي وتحديدا الأوروبي  يرغب بإعطاء السوريين الذين ولدوا في لبنان اقامات دائمة؟ لا سيما ان سفراء بعض الدول الأوروبية أثاروا هذا الامر مع المسؤولين اللبنانيين الذين رفضوا هذا الامر رفضا قاطعا ،انما هناك 650 الف سوري حصلوا على اقامات وفق اجازات عمل خصوصا في المهن: الزراعة، عمال البناء والناطور.

اما بالنسبة للسوريين الذين ولدوا في لبنان فان المصادر تعتبرهم بانهم مشروع بقاء دائم لاعتبارات عدة، أهمها عدم قدرتهم بالاندماج بالبيئة السورية، وأفق التعلم والانفتاح الموجود في لبنان، ومساحة الحرية الشخصية، والدعم الدولي القائم.

بلدية ببنين

وفي هذا الاطار، تُعد بلدة ببنين العكارية الثانية بعد عرسال باستضافتها لأعداد النازحين وحول الاعداد والولادات يقول ديب لكسار المكلف من قبل البلدية بمتابعة هذا الملف لموقعنا : “خصصنا غرفة في مركز البلدية للمنظمة النروجية من اجل متابعة تسجيل الزواج والولادات للنازحين بعد ارتفاع اعدادهم، علما ان هناك العديد من السوريين يتزوجون اكثر من زوجة لانجاب المزيد من الأولاد للاستفادة ماديا، كما ان هناك ارتفاع كبير بنسبة الزواج المبكر والسبب هو المساعدات المالية، وهدا الامر يدعم استمرار وجودهم في لبنان .

كاشفا على ان إحصاءات الأمم المتحدة تشير الى ان عدد النازحين المسجلين في ببنين هم 18 الف نازح، إضافة الى وجود اكثر من الفين نازح سوري غير مسجل بسبب دخولهم بشكل غير شرعي.

 من ناحيته يكشف مختار بلدة ايلات العكارية محمد حسين لموقعنا، ان اعداد الولادات لدى السوريين في بلدته تخطت في السنوات الأخيرة اعداد الولادات لدى اللبنانيين، كذلك الامر بالنسبة الى اصدار وثائق الزواج ، والهدف كما يقول المساعدات المادية والعينية التي تمنح للسوريين من قبل الهيئات الدولية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى