رأي

الناتو يبحث عن رجال لقتال روسيا

أخافت أوروبا نفسها من روسيا، فباتت بحاجة إلى جيش يحميها من الخطر الروسي المزعوم. حول ذلك، كتب يفغيني فيودوروف، في “فوينيه أوبزرينيه”:

تبالغ وسائل الإعلام الأجنبية في قصة عدم كفاية القوى الحية في جيوش دول الناتو. وتثير صحيفة فايننشال تايمز، على وجه الخصوص، حالة من الذعر:

“على الورق، لدى الأعضاء الأوروبيين في الحلف 1.9 مليون جندي، لكن المحللين يقولون إنه في الواقع سيكون من الصعب عليهم إشراك أكثر من 300 ألف شخص في الصراع”.

وبطبيعة الحال، يجري تحديد روسيا كمصدر للعدوان، الذي من أجله بدأت كل هذه الضجة.

الجيش الأوروبي النموذجي مسلح بأحدث التقنيات وهو صغير العدد. وفي الوقت نفسه، لا تضمن الأسلحة الحديثة التفوق في ساحة المعركة على الإطلاق. على الأقل مع عدو مستعد للمضي حتى النهاية في تحقيق أهدافه.

ماذا ينبغي على أوروبا أن تفعل؟

أفضل ما تفعله عدم فعل شيء، والانتظار بهدوء حتى إنهاء العملية العسكرية الخاصة بشروط روسيا.

في الواقع، لا أحد في مؤسسات الفكر والرأي التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينوي الجلوس بهدوء، والآن يجري حل القضايا المتعلقة بزيادة عدد القوات المسلحة. وهذه ليست مهمة سهلة. فعبر عقود من السياسات الليبرالية، نجح زعماء أوروبا في إضعاف النصف الذكوري من سكانهم بشكل جدي. بدءا من وحدة الاتحاد الأوروبي التي تذيب الهوية الوطنية لشعوب القارة، وانتهاء بعربدة جنسية دمرت مفاهيم الذكورة والرجولة.

وحتى الدعاية المسعورة المناهضة لروسيا لا تساعد في جذب مجندين جدد. في الغرب، في نظر الشخص العادي، لم يكن ممكنا أبدًا تصوير روسيا كشرّ عالمي، وجعلها مصدر خطر على أوروبا.

ولكن أوروبا سوف تضطر إلى بناء جيوشها في جميع الأحوال. من المؤكد أن قيادة الناتو تمكنت من تخويف نفسها، ما يعني أنها لن تدخر المال. بدايةً، سيتعين على الرؤساء إعادة الخدمة الإلزامية. ما إذا كان هذا سينجح أم لا هو سؤال مفتوح، ولكن لا يمكن تجنب مثل هذا الإجراء الذي لا يحظى بشعبية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى