العرب يتجنّبون الحرب
حول تجنّب الدول العربية دخول حرب مع إسرائيل، كتب إيفان بوتشاروف، في “إزفيستيا”:
لقد أظهر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وعملية الجيش الإسرائيلي التي تلته في قطاع غزة، بوضوح، أن حماس لن تحظى بتضامن عربي رفيع المستوى. دول الخليج العربية تسعى إلى خفض المخاطر، والتركيز على التنمية الاقتصادية وتوجيه الموارد لتحديث الاقتصادات الوطنية بدلاً من زيادة الإنفاق العسكري. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم مهتمون بعلاقات بناءة مع إسرائيل وتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والتكنولوجي معها.
ومع ذلك، ستستمر التصريحات القاسية تجاه تصرفات إسرائيل في خطاب السياسة الخارجية في الدول العربية، بل، وستزيد بعض الدول العربية مساعداتها الإنسانية لمناطق النزاع.
وبالتالي، فإن الدول العربية ليست مستعدة الآن لتغيير سياساتها بشكل كبير والانخراط بنشاط في الصراع في الشرق الأوسط. في مثل هذه الظروف، فإن المشاركين الأكثر ترجيحًا في الحرب مع إسرائيل في حال حدوث تصعيد، أفقه محدّد سلفًا، هم القوى الموجودة في “محور المقاومة” الإيراني. الحديث يدور في المقام الأول عن الجهات الفاعلة غير الحكومية وشبه الحكومية القادرة على خلق مشاكل لإسرائيل وأصدقائها، باستخدام الحد الأدنى من الموارد.
ومن الجدير بالذكر أن بعضها (مثل حركة الحوثيين أنصار الله) يتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية وقد يزيد من نشاطه العسكري، على الرغم من الجهود الواضحة التي تبذلها إيران لتجنب الحرب مع إسرائيل. ولذلك فإن نشاط الحوثيين، وكذلك بعض الجماعات الشيعية في العراق وسوريا، يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة.