الظلام المستمر أو الفجر القادم.
كتب أحمد الصراف في صحيفة القبس.
لم تنهض دولة في العصر الحديث إلا بتكاتف رجالها ونسائها، فقوة العمل في أية دولة تتكوّن من الطرفين. وقد بيّنت مختلف مؤسسات التمويل والرقابة لحكومة الهند، كمثال، أن دور المرأة فيها، ونسبة مشاركتها الضعيفة نسبياً في سوق العمل، مقارنة بعمالقة المنطقة الآخرين، أمر يحد من قوتها في اللحاق بالصين وكوريا واليابان وغيرها، وهذا أكبر دليل على أهمية عمل المرأة!
وبالتالي، فإن تطبيق ما يطالب به بعض أصحاب العقول والآراء المتحجرة، بضرورة فصل الجنسين، لأن في اجتماع المرأة بالرجل شراً عظيماً، وسبب كل مآسينا، هو بحد ذاته مطلب بائس ومأساة، وتخلّف حتمي.
إن أمام حكومتنا الوقورة أحد حلين، إزاء هذا الوضع أو هذه المطالبات، التي تزايدت وتيرتها مؤخراً: إما التوقف عن دبج البيانات المتعلقة بالتطور والتقدم واللحاق بالشقيقات، وزيادة موارد الدولة غير النفطية، وتعديل التركيبة السكانية، ومشاركة المواطن في التنمية، وغيرها من أدبيات سياسية واقتصادية وتنموية، وبالتالي تنفيذ كامل أجندة قوى التخلّف والإسلام السياسي، بفرض التعتيم التام على المرأة، وعدم السماح باختلاطها مع الذكور، وخلق دولة شبه منقسمة، واحدة للذكور وأخرى للإناث، أو أن تقوم الحكومة بشرب حليب السباع، وتوقف هذا «الهرج»، مرة وللأبد، فقد سئمنا من التقهقر، وتعبنا من التخلّف، وكسر اليأس -من تعديل أوضاعنا المهترئة- ظهورنا، وأصبح وضعنا، بكل ما نملك من طاقات بشرية، وإمكانيات مادية، وخبرات إدارية، مهزلة على ألسن الجميع، المتسائلين بحيرة واضحة عما جرى لنا، بحيث أصبح أمثال هؤلاء «النواب» هم من يديرون الوزراء، ويلفون رقاب الوكلاء، ويسيطرون على صحف وأنباء، وتسلط عليهم، بمباركة الكبار، مختلف العدسات والأضواء!
يؤكد الأستاذ خزعل الماجدي، عالم التاريخ القديم، أن هناك علاقة طردية بين درجة التزمت الديني وتقدّم الدولة أو تخلّفها!
إن لدى الأحزاب الدينية، الإسلامية بالذات، قدرة عجيبة على خلق التخلّف والتدمير النفسي والمجتمعي والاقتصادي في أية دولة تسيطر عليها، ولم يحصل عكس ذلك في التاريخ.. أبداً.