أبرزرأي

السين-سين بحلة جديدة.. والعرب عرابوها

كتبت لبنى دالاتي لـ”رأي سياسي”

تحت غطاء الجامعة العربية، ضمن قوات الردع العربية التي تشكلت بقرار من جامعة الدول العربية، دخل الجيش السوري إلى لبنان، في مطلع عام 1976، بينما كانت نار الحرب الأهلية مستمرة منذ حوالي عام، والهدف السوري المعلن وقتها هو وضع حد للحرب، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبلها … فهل تتبدل الأدوار، وتعود سوريا الى الساحة اللبنانية، سياسيا، في ظل هذا الانهيار الشامل وغير المسبوق في لبنان، وينسحب حزب الله   نحو الحدود عند منطقة القصير، بمباركة اماراتية-قطرية-سورية، ويتولى اللواء ” علي مملوك” ادارة الدفة السياسية في لبنان؟

من هو علي مملوك؟

يعتبر اللواء علي مملوك ذراع الأسد الأمنية وعرّاب صفقاته الخارجية، انتقل  من ضابط في سجن تدمر إلى ممثلٍ للرئيس، وهو اليوم يمسك بأهم الملفات الأمنية للنظام السوري. تمكن مملوك، رغم أنه من الطائفة السُنية، من شق طريقه في نظامٍ تُسند فيه المهام الأمنية إلى الموالين من أبناء الطائفة العلوية منذ سيطرة حافظ الأسد على السلطة بانقلاب العام 1971.

وكان قد تولى مكتب الأمن الوطني السوري، بقيادة علي مملوك، مهمة ضبط الحدود السورية-اللبنانية ومكافحة التهريب عبرها بأمر من القصر الرئاسي.

عودة عقارب الساعة

فما أشبه اليوم بالأمس المندثر، فمنذ أكثر من ثلاثة عقود، وعقب الحرب الأهلية اللبنانية التي انتهت بابرام اتفاق الطائف في السعودية بعد عدة جهود عربية ورعاية دولية، فُوِّضت سوريا على إثره بالإشراف السياسي والأمني والعسكري على لبنان المنهار طائفياً، سياسياً، اقتصادياً وأمنيا.

واعتبر حينها هذا الحدث، أمرا استثنائيا في تاريخ لبنان المعاصر، أن يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك” عبدالله بن عبدالعزيز” والرئيس السوري” حافظ الأسد” معا في بيروت لأول مرة، وللمرة الأولى أيضا يجري البحث عن مخارج للأزمة اللبنانية على الأراضي اللبنانية. وكان الهدف من هذه الزيارة المزدوجة، احتواء التوتر في لبنان والحرص على الاستقرار والتوافق وإكمال مسيرة حكومة الوحدة الوطنية تحت الرعاية السعودية ـ السورية التي سبق لها ان أنتجت اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الاهلية في لبنان، والذي تلاه اتفاق الدوحة.

دور الدول العربية في التدخل اللبناني

لا شك أن استلام سوريا لزمام الأمور في لبنان كان ناتجا عن انتسابها لجامعة الدول العربية وثقة العرب بها ثقة كبيرة مع علاقاتها المميزة مع عدة أفرقاء عرب وخليجيين. ولكن خروجها من الجامعة العربية، فيعد السبب الأساسي والأبرز له، أنه حين حضر الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية في الرياض قبل العام 2011، والتي كان فيها عدد كبير من الرؤساء، وعندما تحدث الأسد قال “لقد جئت هنا أستمع لرجال ولكنني للأسف لا أجد رجال”، هذا الموقف أحرج الجميع، مما دفع بالبعض الى الأخذ بالثأر من جانب قادة بعض الدول العربية، وعندما جاءت الفرصة تم تجميد عضوية سوريا”.

مستجدات العلاقات السورية العربية

في الوقت الراهن يتساءل العديدون اذا ما كان قرار إخراج سوريا من الجامعة العربية قراراً خاطئاً، وهل أبعدت الجامعة أي صوت إقليمي في محاولتها التوسط مع دمشق لإنهاء إراقة الدماء منذ بدء الثورة السورية، وتنازلت فعلياً عن المسؤولية الجماعية العربية تجاه الأزمة السورية؟

وفي هذا السياق، تتم مناقشة عودة سوريا في الوقت الحالي خلف الأبواب المغلقة، حيث تحافظ بعض الدول على استراتيجية الانتظار والترقب، فيما تفضل بعض الدول العربية التوصل إلى اتفاق سياسي بين النظام السوري والمعارضة قبل اتخاذ قرار عودة النظام إلى الحضن العربي، وسط تفاهمات واتفاقيات وزيارات تعيد إلى الواجهة احتمال عودتها إلى الحضن العربي، وسط حديث عن “شروط” وخطوات محتملة مقابل حوافز لدمشق”.

 وكشفت وثيقة أردنية وملحقها السري، أن الهدف النهائي مما يمكن وصفه بـ”التطبيع العربي” مع دمشق هو “خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب، الذين دخلوا البلاد بعد 2011، من الأراضي السورية”، بما في ذلك انسحاب القوات الأمريكية والتحالف من شمال شرقي سوريا، وتفكيك قاعدة التنف الأمريكية، قرب حدود الأردن والعراق.

ووفق صحيفة “الشرق الأوسط” التي حصلت على نص الورقتين، فإن خروج القوات الأجنبية قد يجري بشكل متسلسل وفق مقاربة “خطوة مقابل خطوة” تشمل بداية “الحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا”، مع الاعتراف بـ”المصالح الشرعية لروسيا”

علاقة سوريا مع حزب الله

وعن علاقة حزب الله بسوريا، مع بداية العام 2013 وتصاعد قوة المعارضة المسلحة فيها ، بدأ الحزب  بإعلان موقفه الواضح تجاه سوريا بعد خطاب الأمين العام” حسن نصر الله” الذي قال فيه:” إن النظام في سوريا لن يسقط”، فكان اعترافاً منه بوقوفه إلى جانب النظام السوري.

بداية التغيير ..

أما حكومة رئيس الوزراء اللبناني” نجيب ميقاتي” فقد رحبت بتواصلها مع الحكومة السورية نظرا لكون لبنان محكوم بضرورة التنسيق مع الحكومة السورية ومحكوم أيضا بدوافع الجغرافيا والتاريخ بعلاقة جيدة معها، وأن أي مساعدة التي من الممكن أن تحصل عليها بيروت ستأتيها عبر سوريا سواء في موضوع التزود بالغاز المصري أو الكهرباء الأردنية..

تصريح له ابعاد مرتقبة ..

 وكان قد صرح الوزير السابق ” وئام وهاب” في مقابلة تلفزيونية له، أن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” قدمت عرضاً مشروطا للرئيس السوري يتضمن عودة النفوذ السوري في لبنان ضمن عدة شروط، إلا أن الرئيس” الأسد” رفض العرض، وفق” وهاب”.

كما أكد في أحد البرامج الحوارية أنّ “معادلة الـ (س – س) ستعود إلى لبنان وهي حتمية، وستساعد في انفراج الوضع في الداخل والمنطقة، واعتبر أن العائق الوحيد أمام عودتها هو تأزم العلاقة بين السعودية وأميركا، ومع انفراجها تحل المشكلة في لبنان وتعود القوى الحالية إلى حجمها الطبيعي.

فهل تعود الأحداث الى الوراء، وتعود سوريا الى الكنف اللبناني، بعد التحضيرات والاتفاقيات التي تحضر داخل جامعة الدول العربية بمباركة عربية، في ظل حفاظ بعض الدول على استراتيجية الانتظار والترقب؟وتبقي الأيام المقبلة خير مجيب ..

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى